شهادتي لله

اتحادنا المتحامل .. وأقلامنا سيادة الرئيس

1

أصدر الاتحاد العام للصحفيين السودانيين بياناً أمس الأول حول قضية اختفاء الصحفي السعودي “جمال خاشقجي” في تركيا ، وهي قضية تشغل الرأي العام العالمي على كافة الأصعدة منذ نحو أسبوعين ، ولا بأس أن يعبر اتحاد الصحفيين السودانيين عن قلقه ، وقلقنا جميعنا تجاه مصير أحد زملاء المهنة ، ولكن ليس مقبولاً أن يتجاوز الاتحاد، وهو منبر نقابي وطني محايد، يفترض أنه غير معني بأي صراعات سياسية إقليمية ودولية ، يتجاوز مربع التساؤل والقلق على مصير صحفي مفقود لم تتضح بعد ملابسات اختفائه ، إلى مربع الاصطفاف والتعبئة المضادة والتحريض ضد أحد أطراف القضية .. المملكة العربية السعودية ، وهي دولة شقيقة وصديقة وحليف إستراتيجي للسودان .
يحتشد بيان الاتحاد بجمل وتعبيرات من شاكلة : (يطالب الاتحاد العام للصحفيين السودانيين المنظمات الحقوقية والجهات المختصة بحقوق الإنسان وحرية التعبير باتخاذ مواقف قوية في حالة الاختفاء الغامض لخاشقجي ويدعوها لإجراء تحقيقات نزيهة ومستقلة تميط اللثام عن الحقيقة ) !!
وكأن اتحادنا يثق في نزاهة تلك الجهات الدولية المختصة بحقوق الإنسان ، فلو أنه يعني ما يقول ، لصحت مزاعم منظمة (العفو الدولية) و(هيومان رايتس ووتش) تجاه السودان من اتهامات بالإبادة الجماعية والاغتصاب الجماعي والتهجير القسري في دارفور !!
كيف ينتظر اتحاد الصحفيين السودانيين النزاهة والعدالة الموضوعية من تلك المنظمات المختصة بحقوق الإنسان ، بينما مواقفها معلومة ، ومصداقيتها مجروحة ، ونزاهتها مطعونة في ملف السودان ، ومعاركها ضد بلادنا ما يزال غبارها ثائراً في “جنيف” قبل أيام ؟ ، وهل يستقيم أن يتحرى اتحادنا نزاهة وعدالة من تلك المنظمات في ملف الصحفي السعودي، بينما كان قد أدانها مسبقاً بطريقة أو بأخرى في ملفات السودان ؟!
يقول اتحاد الصحفيين في بيانه المتحامل : ( يستنكر الاتحاد أية محاولات للتكتم وشراء الوقت وتمييع القضية قبل تقديم الحقائق كاملة) !!
شراء الوقت .. وتمييع القضية ؟؟ ألا يرى رئيس اتحادنا المهني الأخ الأستاذ “الصادق الرزيقي” أنه قد تجاوز الأعراف في صياغة البيانات الصادرة من اتحادات نقابية (قُطرية) – بضم القاف – وأنه يتمثل بهذا البيان لغة بعض وزارات الخارجية في (دول الضد) ؟!
إننا ندعو اتحاد الصحفيين السودانيين أن ينأى بالكيان من الانزلاق إلى أية معتركات محلية أو دولية ، تؤثر على حياديته ومهنيته ومشروعاته المستقبلية .

2

نفتقد هذه الأيام قلم الزميل الأستاذ “عبدالباقي الظافر” الموقوف عن الكتابة منذ أسابيع ، حيث غابت زاويته المقروءة وتوقف مداده السيال . أقول قولي هذا رغم أنني اختلف معه كثيراً في الكثير من القضايا السياسية والمهنية وبيننا مواجهات عديدة .
غير أن البلاد في مرحلة ما قبل انتخابات(2020)، في حاجة إلى حراك سياسي وإعلامي كبير ، سواء كان مع إعادة ترشيح السيد الرئيس “عمر البشير” .. أو ضده ، لتكون انتخابات حقيقية ترتفع فيها نسبة المشاركة بالتصويت عن نسبة المشاركة المتواضعة في انتخابات العام (2015م).
إننا ندعو تأدباً .. وثقةً في كرمه .. السيد الرئيس “البشير” .. إلى التوجيه بعودة كل الأقلام الموقوفة ، وعلى رأسها قلم الأخ “الظافر” ، بأعجل ما تيسر .
احتراماتنا .. سيادة الرئيس.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية