مجرد سؤال

اليوم توفير (الكاش) البقلل (النقاش)

رقية أبو شوك

اليوم (السبت) وكما وعد رئيس مجلس الوزراء القومي وزير المالية والتخطيط الاقتصادي “معتز موسى” ومحافظ بنك السودان المركزي د. “محمد خير الزبير” فإن مشكلة السيولة ستحل من غير رجعة، حيث من المفترض أن تمتلئ الصّرافات الآلية بكميات كبيرة من النقود لتلبية احتياجات العملاء من السيولة اللازمة على مدار الساعة. كما أن بنك السودان المركزي فرع الخرطوم كان قد بعث (الخميس) بخطاب للمصارف كافة أكد خلاله أنه سيفتح أبوابه من الثانية ظهراً أمس (الجمعة) لتمكين المصارف من السحب من أرصدتها بطرفه، وذلك بغرض تغذية الصّرافات الآلية لتكون جاهزة للصرف صباح اليوم مع مراعاة تغذية الصّرافات باستمرار.. ذلك في الوقت الذي أعلن فيه بنك السودان المركزي جاهزية الخزينة المركزية ببنك السودان لمدّ المصارف التجارية بالعملة المحلية لشراء النقد الأجنبي الذي يرد إليها.
على العموم كل هذه الأخبار سارة ومبشرة تصبّ في مسار حل المشكلة التي بدأت منذ فبراير الماضي والآن في طريقها إلى الحل الذي نتمنى أن يكون حلاً جذرياً على مدار الساعة وليس مرتبطاً بفترة، لأن الثقة قد انعدمت ما بين العملاء والمصارف حتى صار المواطنون يدخرون مواردهم بـ(البيوت)، وباتت ثقافة البنوك في مهب الريح بعد أن فشلت المصارف طوال الفترة الماضية في توفير أبسط المبالغ للعملاء من حقهم الشرعي ما أدى إلى الاستياء، خاصة فترة عيد الأضحى المبارك.. واستمرت هذه الأزمة حتى الآن، وانتشرت الصفوف أمام الصّرافات الآلية ومن الطبيعي جداً أن تنتظر وأنت بالصف، وعندما تصل وأنت تمني نفسك يكون قد نفد ما عند الصّراف من مال.
شحّ السيولة انعكس على عمليات الزراعة والحصاد وتأخير مرتبات العاملين بالدولة وتأخير العمليات كافة ذات العلاقة المباشرة بالسيولة، وانعكس شحّ العملة الأجنبية على الوقود، وظهرت الصفوف أمام طلمبات الخدمة خاصة الجازولين وانعدم الخبز وارتفعت أسعار السكر، كما ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية كافة وبات الوضع غير محتمل وأصبح المواطن يعيش في وضع يمكن وصفه بالجحيم.
نتمنى أن تؤتي القرارات الاقتصادية الأخيرة أكلها وأن تأتي بنتائج إيجابية خاصة في الاستفادة من حصائل عائدات الصادر ومن صادر الذهب الذي كان يهرّب في ظل ضعف الرقابة وعدم المتابعة.. كما نتمنى أن يستقر سعر الدولار وينتهى ما يسمى بـ(السوق الأسود) أو (السوق الموازي) كما يحلو للبعض أن يسميه.. لكن سواء كان (أسوداً) أو (موازياً) فأنا غير متفائلة بالقضاء عليه حيث إنه ما زال يعمل في ظل الآلية ويوفر للمتعاملين الدولار في وقت فشلت المصارف في توفيره.. فالآلية جاءت هي الأخرى بسعر أعلى من (السوق الموازي) حيث كان الدولار (السبت) الماضي (بالموازي) (46) جنيهاً وأعلنت الآلية سعرها (الأحد) بـ(47.5) جنيهاً، الذي استمر حتى الآن دون تغيير، وشكا عدد كبير من المتعاملين بانعدام الكاش مقابل دولاراتهم التي ذهبوا لبيعها.
ولكن (خلونا) نتفاءل اليوم كما أكدت الجهات المختصة ستكون النهاية بالنسبة للسيولة.. ولكن يبقى ارتفاع أسعار مختلف السلع الاستهلاكية، والأدوية التي سيتم التعامل بشرائها بالسعر المعلن من قبل الآلية، يبقى كما هو في ظل السعر المرتفع للآلية.
أيضا الموسم الزراعي الشتوي على الأبواب ونرجو أن يستفيد المنتجون من السعر التشجيعي المعلن من قبل الدولة، وأن ينعكس على التوسع في مساحاته، مع ضرورة توفير كل معينات زيادة الإنتاج والإنتاجية.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية