رشان أوشي
تبدأ اليوم السبت 12/أكتوبر ،فعاليات أيام السينما الأفريقية في السودان ، وهو العمل الضخم الذي تتبناه “جماعة الفيلم السوداني”،كمنظمة غير ربحية مستقلة أو نادي سينما، قامت بجهود متطوعين ومهتمين بالشأن السينمائي، ولكن هذا المهرجان الضخم غاب عن عروضه ،أي عمل سينمائي سوداني، مما يشير إلى افتقار المشهد الثقافي السوداني لأي منتوج سينمائي يمكنه المنافسة إقليمياً.
كما أن عنوان الفعالية يندرج تحته أكثر من معنى، فهو يعني الأفلام التي تم تصويرها في أفريقيا، والتي تحدثت عن تاريخ أفريقيا وأيضا الفيلم الأفريقي، وبحسب إفادات للقائمين على أمر المهرجان واهتمت بها الصحافة العالمية.
لا سيما في العقد الحالي فقد بدأ الانتباه للسينما الأفريقية بسبب فوز الأدباء والممثلين والمخرجين الأفريقيين بأعلى الجوائز الأدبية والفنية مثل نوبل، والبوكر، والبافتا، وسنسترجع في نبذات من تاريخ السينما الأفريقية، ولن نذكر بدايات الأفلام الساذجة القديمة، مثل طرزان والغابات والقبائل ، فقد كان الغرض منها سياسياً استعمارياً، يظهر سكان القارة بمظهر المتلقي والمستهلك غير المبدع القادر، بدأت الاستقلالية السينمائية الأفريقية من السبعينيات وبدايات حركات التحرر من الاستعمار وظهور شعار أفريقيا للأفريقيين، وأول فيلم مستقل حاز على التكريم والإعجاب العالمي كان «الفتاة السمراء» من السنغال وعُرض في فرنسا، وبتأسيس مهرجان «الفيلم الأفريقي» سنة 1969 في «بوركينا فاسو» وينعقد كل عامين في دولة أفريقية مختلفة بالتبادل مع مهرجان قرطاج التونسي.
وشهدت التسعينيات تطوراً نحو الاحتراف في السينما النيجيرية وأصبح لها جمهور عالمي عريض مع انتشار الكاميرات المحمولة وسهولة التصوير، وفي سنة 2004 تأسست أكاديمية الفيلم الأفريقية التي تدل على تطور ونمو الجمهور العريض للفيلم المحلي الأفريقي في جميع أنحاء العالم، وفي 2006 تم عقد الجلسة الأولى للجنة العليا للفيلم الأفريقي في جنوب أفريقيا.
نحلم في الدورة القادمة للمهرجان ،أن يعرضا فيلماً سودانياً خالص الانتماء، الهوية، الثقافة،التمويل،والأداء، حتى نستعيد عافيتنا الثقافية التي حاربتها جهات عدة بمبررات التدين، والمشروع الفكري الذي انزوى وحده.