تقارير

مسؤولون استقالوا لخلافات مع الرئيس “ترمب”

آخرهم سفيرة واشنطن لدى الأمم المتحدة

الخرطوم – ميعاد مبارك
قدمت سفيرة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة التي تحظى برتبة وزير في الحكومة الأمريكية “نيكي هيلي” استقالتها إلى الرئيس “دونالد ترمب” يوم (الثلاثاء) في خطوة مفاجئة، وأعلن “ترمب” أنه قبل الاستقالة وأن “هيلي” ستترك المنصب بحلول نهاية العام، وقال إنها أبلغته أنها في حاجة لأخذ قسط من الراحة منذ ستة أشهر. وأشاد بأدائها وقال إنها أدت عملاً رائعاً.
“هيلي” لم تكن أول المستقيلين في حكومة “ترمب”، فمنذ توليه رئاسة الولايات المتحدة الأمريكية استقال العديد من المسؤولين، بالرغم من تحفظ بعضهم عن التصريح بأسباب استقالتهم إلا أن التسريبات قالت إن خلف معظم الاستقالات خلافات مع الرئيس “ترمب”. أكثر المستقيلين المثيرين للجدل كانت مستشارة “ترمب” ذات الأصول الأفريقية نجمة تلفزيون الواقع “أوماروسا نيومان”، التي شاركت في أحد برامج تلفزيون الواقع في قناة كانت مملوكة لـ”ترمب”، ونافست في برنامج (بيغ برازر) للمشاهير ووصلت إلى مرحلة الخمسة النهائيين، وخلال إدارة الرئيس “بيل كلينتون”، عملت في مكتب نائب الرئيس “آل غور”، وصرحت لاحقاً أنهم يرمون بالموظفين إلى النار في إشارة منها إلى صعوبة العمل في البيت الأبيض، وتركت “أوماروسا” حسب (العرب اليوم) الإدارة بسبب الجمهوري “روي مور” من ولاية ألاباما أحد المتهمين بالاعتداء الجنسي على المراهقين، واتهمت “مور” بالعنصرية.
وادّعت “أوماروسا” أن مسؤولاً كبيراً في إدارة “ترمب” قام بتخويفها جسدياً، وقال مراسل شبكة (ريبان) الأمريكية في أبريل الماضي إنها ادعت أن الإدارة تبقي “ملفات” على الصحافيين السود.
وكان “ترمب” ومستشارته السابقة قد تبادلا الشتائم عبر وسائط التواصل الاجتماعي واتهمته الأخيرة بالعنصرية، وأعلنت عن نيتها إصدار كتاب عن “ترمب” وقالت إنها استطاعت تسجيل مقاطع صوتية له تؤكد مزاعمها.
“ريجين بريبوس” محامٍ وسياسي أمريكي شغل منصب رئيس موظفي البيت الأبيض لـ”ترمب” أقل من (6) أشهر، وكان قد شغل منصب رئيس اللجنة الوطنية الجمهورية من 2011 إلى 2017.
انتُخب “بريبوس” رئيساً للحزب الجمهوري في ويسكونسن عام 2007. وفي عام 2009، أصبح الجنرال محامياً للجنة القومية الجمهورية.. فاز في انتخابات رئاسة اللجنة الوطنية لعام 2011 وتولى منصبه في يناير 2011. كان الوجه العام للحزب وكثيراً ما انتقد سياسات الرئيس “باراك أوباما”.. ترأس الحزب الجمهوري خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2012 و2016.
انتقد “ريجين” علناً “ترمب” في المراحل الأولى من الانتخابات الرئاسية لعام 2016، لكنه دعا لاحقاً إلى وحدة الحزب.. عارض الجهود الرامية إلى حرمان “ترمب” من الترشح في المؤتمر الوطني الجمهوري لعام 2016.
الصحفية” ليزي كينسلر” كتبت في موقع (كورا) أن بريبوس استقال سراً يوم الخميس 27 يوليو، حتى قبل التصويت على الرعاية الصحية، وأعلن الرئيس “ترمب” عن بديله الجنرال “كيلي” يوم الجمعة في فترة لم تتجاوز الـ(24) ساعة ما بين الاستقالة وإعلان التعيين. وأضافت: (السبب وراء تعيين بريبوس رئيساً للأركان هو أنه كان جمهورياً مؤسساً له اتصالات بالكونغرس والذي كان من المفترض أن يساعد ترمب في الحصول على أجندته من خلال الكونغرس)، ورجحت أن يكون “ريجين” استقال بسبب إخفاقه في تحقيق هذا الغرض، كما يتضح من تصويت الرعاية الصحية الفاشل.
أما مفوضة لجنة الاتصالات الفيدرالية “ميجنن سيلبرون” والتي شغلت المنصب من أغسطس 2009 إلى أبريل 2018، فقد صوتت ضد إلغاء أمر الإنترنت المفتوح الخاص بلجنة الاتصالات الفيدرالية لعام 2015، المعروف باسم حياد الشبكة؛ التدبير الذي تم تمريره في تصويت خط الحزب (3-2) في أبريل 2018، حيث أعلنت أنها ستتنحى عن منصبها.
وأحد أهم الشخصيات التي تنحت بسبب خلافات مع “ترمب” مدير مكتب الأخلاقيات الحكومية بالولايات المتحدة السابق “والتر شاوب” وهو محامٍ متخصص في أخلاقيات الحكومة، شغل المنصب على نحو خمس سنوات.. استقال بعد الصدامات المتكررة مع حكومة “ترمب”، لينضم بعدها إلى منظمة قانون الانتخابات ومقرها واشنطن العاصمة المركز القانوني للحملة كمدير أول، ركز على حماية ما يسميه تآكل المعايير الديمقراطية التي شهدتها البلاد تحت إدارة “ترمب”.
مدير الاتصالات في البيت الأبيض “مايك دوبكي” استقال بعد مرور (3) أشهر فقط على توليه منصبه.. وكان “ترمب” قد عيّنه من أجل إعادة صياغة الإستراتيجية الإعلامية داخل البيت الأبيض، ولكنه استقال بسبب بعض الخلافات غير المعلنة مع “ترمب”.
وحسب موقع “بوليتيكو” الإخباري، فإن “دوبكي “لم يقدم كثيراً من التفاصيل بشأن أسباب رحيله في رسالة بعثها عبر البريد الإلكتروني إلى أصدقائه. وقال “دوبكي”: (الأسباب التي تقف وراء رحيلي شخصية، لكن كان شرف عظيم أن أعمل مع الرئيس ترمب ومع الإدارة الحالية).
قام “دونالد ترمب” باختيار “شون سبايسر” في منصب المتحدث باسم البيت الأبيض، ليستقيل من منصبه بعد ستة أشهر فقط من تعيينه، احتجاجاً على تعديل في فريق الاتصالات الحكومي، حسب الـ(بي بي سي) وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أن “سبايسر” استقال بسبب استيائه من تعيين “ترمب” لمدير جديد للاتصالات، وهو “أنتوني سكاراموتشي” رجل الأعمال والمستثمر في وول ستريت، في منصب مدير الاتصالات الحكومية الذي كان يشغله “سبايسر” جزئياً. وقال “سبايسر” على محطة (فوكس نيوز) الإخبارية إن تعيين “سكاراموتشي” مخاطرة بـ(كثير من الطهاة في المطبخ) في إدارة الإعلام بالبيت الأبيض. وتمت إقالة خليفته “أنتوني” بعد عشرة أيام فقط من بقائه في المنصب، وتم تعيين “سارة هاكابي”.
مستشار الأمن القومي السابق “مايكل فلين”، استقال على خلفية فضيحة الاتصالات مع روسيا، وكان “فلين” قد تحدث مع السفير الروسي “سيرغي كيسلياك” عدة مرات، وناقش معه موضوع العقوبات الأمريكية، وذلك قبل تولي “ترمب” رئاسة الجمهورية.
وحسب الـ(بي بي سي) كان “فلين” من مؤيدي “ترمب” المتحمسين إبان حملته الانتخابية، وأصبح حليفاً مقرباً لكل من الرئيس والشخص المسؤول عن رسم سياساته الإستراتيجية “ستيف بانون”، وشجع الإدارة الأمريكية على اتخاذ سياسة متشددة صارمة ضد إيران وناعمة مع روسيا.
مستشار الأمن القومي السابق “هاربرت ماكماستر” حسب (أي بي سي) الإخبارية تم التخطيط لرحيله الذي كان متوقعاً، بعد أن أعاد “ترمب” تشكيل فريقه قبل المحادثات التاريخية مع كوريا الشمالية، وكان “ترمب” غاضباً من أسلوب وتصرف “ماكماستر” في الاجتماعات التي يعقدها المكتب البيضاوي، كما اشتبك مع مستشار “ترمب” السابق “ستيف بانون” وغيره من كبار الضباط العسكريين، بمن فيهم وزير الدفاع “جيم ماتيس”.
مدير المجلس الاقتصادي الوطني والمستشار الاقتصادي لـ”ترمب” “غاري كوهين” أعلن استقالته حسب (أي بي سي) وسط نقاش مستمر في البيت الأبيض حول الضرائب التي اقترحها “ترمب” على واردات الألمنيوم والصلب، وكان يعتقد أن “كوهن” هو ضد التعريفات.
أصدر “ترمب” بياناً أكد فيه رحيل غاري، واصفاً إياه بـالـموهبة النادرة.. لم يذكر “كوهن” سبب مغادرته صراحة، وقال في بيان إنه “شرف لخدمة بلدي” وشكر “ترمب” لمنحه هذه الفرصة.
ومن المستقيلين أيضاً مديرة الاتصالات السابقة “هوب هيكس”، وكانت قد أعلنت أنها ستستقيل بعد أن أجرت لجنة المخابرات بمجلس النواب تحقيقاً معها، قالت خلاله إنها أخبرت أحياناً الكذب الأبيض نيابة عن “ترمب”، ومع ذلك قالت السكرتيرة الصحفية للبيت الأبيض “سارة ساندرز” إن قرارها بالاستقالة لم يكن مرتبطاً بذلك، مؤكدة أنها كانت تفكر في الاستقالة لفترة من الزمن. قال “ترمب” بعد استقالتها: (سافتقد وجودها بجانبي).

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية