{ الموت سبيل الأولين والآخرين، قال الله تعالى (كل نفس ذائقة الموت)، ولذلك لابد للفرد منا الانتباه والحيطة والحذر والحرص على السير على طريق الهداية ونهي النفس عن الهوى حتى إذا ما جاء الأجل المحتوم يجدك في أحسن أحوال الطاعات والعبادات، ويختم لك بخاتمة السعادة أما إذا تابعت هوى النفس وسرت على طريق الضلال، وقال تعالى: (وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) فإذا جاء أجلك وأنت في غفلة فإن نهايتك ستكون على سوء الخاتمة.
{ هناك الكثير من القصص الواقعية التي تكشف عن حُسن وسوء الخاتمة وفي المساحة القادمة رصدنا قصتين وجدتهما بأحد المواقع الإسلامية، القصة الأولى تبين الفوز بحسن الخاتمة والثانية تكشف خاتمة السوء.
{ القصة الأولى حدثت في مدينة الرياض السعودية، يقول أحد الصالحين: كنت أمشي في سيارتي بجانب السوق فإذا شاب يعاكس فتاة، يقول فترددت هل أنصحه أم لا ؟ ثم عزمت على أن أنصحه، فلما نزلت من السيارة هربت الفتاة، والشاب خاف توقعوا أني من الهيئة فسلمت على الشاب وقلت: أنا لست من الهيئة ولا من الشرطة وإنما أخٌ أحببت لك الخير فأحببت أن أنصحك، ثم جلسنا وبدأت أذكره بالله حتى ذرفت عيناه ثم تفرقنا وأخذت تلفونه وأخذ تلفوني وبعد أسبوعين كنت أفتش في جيبي وجدت رقم الشاب فقلت: اتصل به وكان وقت الصباح فأتصلت به قلت السلام عليكم فلان هل عرفتني؟ قال وكيف لا أعرف الصوت الذي سمعت به كلمات الهداية وأبصرت النور وطريق الحق. فضربنا موعد اللقاء بعد العصر وقدّر الله أن يأتيني ضيوف, فتأخرت على صاحبي حوالي الساعة ثم ترددت هل أذهب له أم لا. فقلت لابد أن أفي بوعدي ولو متأخراً وعندما طرقت باب منزله فتح لي والده. فقلت السلام عليكم قال وعليكم السلام , قلت فلان موجود
فأخذ ينظر إلى, قلت فلان موجود وهو ينظر إلى باستغراب قال يا ولدي هذا تراب قبره قد دفناه قبل قليل. قلت يا والد قد كلمني الصباح, قال صلى الظهر ثم جلس في المسجد يقرأ القرآن وعاد إلى البيت ونام القيلولة فلما أردنا إيقاظه للغداء فإذا روحه قد فاضت إلى الله. يقول الأب :ولقد كان ابني من الذين يجاهرون بالمعصية لكنه قبل أسبوعين تغيرت حاله وأصبح هو الذي يوقظنا لصلاة الفجر بعد أن كان يرفض القيام للصلاة ويجاهرنا بالمعصية في عقر دارنا ثم منّ الله عليه بالهداية.
{ القصة الثانية تقول: وقع حادث في ذات المدينة الرياض على أحد الطرق السريعة لثلاثة من الشباب كانوا يستقلون سيارة واحدة تُوفي اثنان وبقي الثالث في الرمق الأخير يقول له رجل المرور الذي حضر الحادث قل لا إله إلا الله. فأخذ الشاب يحكي عن نفسه ويقول: أنا في سقر.. أنا في سقر حتى مات على ذلك الحال. بعدها ظل رجل المرور يسأل ويقول ما هي سقر؟ فيجد الجواب في كتاب الله بين في خواتيم آيات سورة (المدثر) {سأصليه سقر. وما أدراك ما سقر. لا تبقي ولا تذر. لواحةٌ للبشر} … إلى قوله تعالى : { ما سلككم في سقر قالوا لم نك من المصلين ولم نك نطعم المسكين وكنا نخوض مع الخائضين وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين }..