رأي

أكتوبر وردي علينا

نهلة مجذوب

همسة

يطل علينا شهر أكتوبر، نحن النساء، ورديا ليس كشهر للأحلام الوردية فقط، وللوقوف على الأطلال الخالدة والنقاء والجمال والاستعداد لفصل الشتاء لننعشه بالدفء، بل يجئ كشهر يبعث فينا الأمل، ينبهنا لصحتنا التي تمنحنا حياة أفضل وأجمل، كلها هناء وسعادة وصحة وعافية، يأتينا ليوقظنا بلطف للانتباه لحدث مهم ولدور كبير على أنفسنا لننقب مكامن جسدنا الذي أكرمنا الله به في أحسن تقويم، ولا همس، لكن: “عليكن، وعلينا جميعاً، نحن النساء، فحص أثدائنا، نعم علينا إجراء فحص مبكر حتى لو لم نكن نشعر بشيء من أعراض المرض التي أصبحت معروفة للكثيرات، وذلك للخشية وللاطمئنان- ايضاً- من مصاب جلل أصبح يمشي بيننا ليصيبنا بداء العصر، ألا وهو مرض سرطان الثدي. فالفحص المبكر حياة وردية كأحلام الأنثى الحالمة، هو دائما راحة واطمئنان..
وشهر أكتوبر، بحسب منظمة الصحة العالمية، اعتمد لديها شهرا للتوعية بسرطان الثدي، (أكتوبر من كل عام) في بلدان العالم كافة، هو شهر يساعد على زيادة الاهتمام بهذا المرض، وتقديم الدعم اللازم للتوعية بخطورته والتبكير في الكشف عنه وعلاجه. وتزداد فيه حملات وبرامج التوعية بسرطان الثدي لدى النساء، والمجتمعات بشكل عام، خاصة الدعوة إلى ضرورة الكشف المبكر والذاتي.
لذا ، انتبهي –عزيزتي- لأهمية الفحص الذاتي الذي تقومين به،شهريا أمام مرآتك بالمنزل ،تتحسسين ثدييك وما قد يطرأ عليهما من طارئ غريب في الشكل واللون، أو الإحساس بوجود غدد، إذا قمت بذلك شهريا بعد دورتك الشهرية وبحسب الأطباء، فإنك ستكونين في منطقة الأمان في كلا الحالتين (عدم وجود شيء). واغتنمي فرصة أكتوبر لتقومي بالكشف في أي مكان قريب إليك، أياً كان، بقريتك، مدينتك، مكان عملك، تجمع واحتفال خلال شهر أكتوبر هذا، لا تترددي في الفحص متى ما تجدين فرصة، لأن في ذلك نجاة وحياة.
في كثير من حملات التوعية والكشف المبكر، تكتشف نساء أنهن مصابات بسرطان الثدي، فيجدن حظاً أوفر من الرعاية والاهتمام.
خاصة، وإن التقارير الحديثة تشير إلى أن نسبة الإصابة بسرطان الثدي لدى النساء بالسودان، تفوق 34%، وأن أكثر من 80% من الحالات تأتي في مراحل متأخرة، فيما بلغت نسبة الحالات التي يمكن علاجها عند الكشف المبكر، والذاتي، لتلافي الآثار الجانبية 30-40%.
وتأتي هنا ضرورة أن يعمل الإعلام في نشر التوعية والتعريف بالمرض، وأن يتعاظم دور المنظمات العاملة في المجال الصحي بالتوعية خلال أكتوبر، فهذه الأدوار أسهمت كثيرا في زيادة نسبة الكشف المبكر في بعض الولايات.
وعلينا أن نساعد بعضنا البعض وأن تنداح الدعوة للاهتمام بالثدي من البيت حيث الأم والأخت، إلى الجارة والصديقة، خاصة وأن سرطان الثدي هو الأكثر شيوعاً بين النساء في السودان والعالم بأسره، وأن لا نهاب الفحص ولا نتردد في الذهاب للطبيب، فاطمئني خاصة، وأن ظهور الأعراض، لا يعني بالضرورة الإصابة بسرطان الثدي .

وأنادي – من هنا- لتكثيف الحملات المجانية خاصة ،والعمل على تكريس البرامج التوعوية في وسائل الإعلام المختلفة للتوعية بهذا الداء الخطير، فبهذا سنحرز تقدما ملحوظا، لدى وعي السيدات بأهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وإمكانية حال اكتشافه المبكر.

رحيق الهمسة:
الفحص المبكر حياة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية