قالت إن الخرطوم أرسلت صورايخ إلى غزة: إسرائيل.. هل تنوي ضرب السودان مجدداً؟؟
في ظل انشغال الجميع، بمن فيهم المسؤولون في الدولة، بواقعة المحاولة التخريبية وما تلا ذلك من ردود أفعال متباينة ، أرسلت إسرائيل رسالة مفخخة وعدائية تجاه السودان عندما اتهمت جهات قامت بإرسال أسلحة إلى قطاع غزة عندما كانت تدخل في مواجهة علنية مع دولة الكيان الصهيوني، حيث نسبت صحيفة (التايمز) البريطانية إلى مصدر في وزارة الدفاع الإسرائيلية إن (إسرائيل ستدمر أية شحنة أسلحة إيرانية موجهة إلى قطاع غزة عبر البحر الأحمر والسودان ومصر). وأضاف المصدر إن (أقمار التجسس الإسرائيلية رصدت الأسبوع الماضي في ميناء (بندر عباس) في إيران، سفينة يتم تحميلها بصواريخ من نوع (فجر 5)، وأسلحة أخرى يعتقد أنها في طريقها إلى القطاع). وحذر مصدر سياسي إسرائيلي من أنه (إذا أقدمت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في قطاع غزة على التسلح من جديد في أعقاب الأضرار التي لحقت بمستودعات أسلحتها خلال عملية (عمود السحاب)، فإن إسرائيل ستضطر عاجلاً أو آجلاً إلى تنفيذ عملية عسكرية أشد، ولن تكتفي في المستقبل بمعادلة الهدوء مقابل الهدوء). وقد درجت إسرائيل على التستر وراء مواقفها أو نواياها خلف التسريبات الصحافية التي تنشرها صحف ذات مصداقية، وهذا ما حدث أيضاً عندما قصفت الطائرات الإسرائيلية مجمع (اليرموك) للأسلحة الشهر الماضي وعمدت إلى نشر تفاصيل هذه العملية عبر تسريبات صحافية. ومع أن حزب المؤتمر الوطني– الحاكم قد كذّب خلال تصريحات باسم المتحدث باسمه “بدر الدين أحمد” هذه المزاعم الإسرائيلية وعدّها مجرد تبرير لقصفه مصنع (اليرموك)، إلا أن الخبير الأمني العقيد متقاعد “عبد الله أبو قرون” يرى أن هذه التسريبات ربما تكون مقدمة لضربة أخرى. وقال خلال حديثه لـ(المجهر) يوم أمس في اتصال هاتفي: (لمعرفتي التامة بأساليب العدو الإسرائيلي فإني اعتقد وربما أقول إنني أوقن أن هذا الحديث ما هو إلا مقدمة لعمل قادم). وتابع قائلاً: (عندي رصدي لكل الضربات التي وجهتها إسرائيل للسودان وغير السودان فإنها سربت معلومات كانت بمثابة تبرير للضربة.. وعندما قصفت مجمع (اليرموك) كانت الصحف الإسرائيلية ومنها (يديعنوت احرونوت) تتحدث عن دعم السودان لغزة بالسلاح عن طريق إيران.. ونفس هذا السيناريو يتكرر الآن).
وظلت الحكومة السودانية، تكرر، وعلى الدوام، أنها لا تقوم بإرسال أسلحة إيرانية أو غيرها إلى غزة، وأوضح القيادي في الحزب الحاكم الدكتور “ربيع عبد العاطي” أن (السودان أعلن دعمه للمقاومة الفلسطينية وسيظل وفياً للفلسطينيين وسنواصل دعمهم.. ولكننا في ذات الوقت لا نقوم بإرسال السلاح إليهم). وقال لـ(المجهر) خلال اتصال هاتفي: (نحن لا نخشى إسرائيل.. وقلناها وسنكرر قولنا إننا مع المقاومة الفلسطينية.. وحالياً أرسل السودان وفداً طبياً ليقدم المساعدات الطبية للمتأثرين من الهجوم الأخير.. وكلما كثرت علينا المصائب نتمسك أكثر بمبادئنا). الأكثر من ذلك، فإن السفير الإيراني بالخرطوم “جواد تركبادي” أكد خلال حوار نشر في (المجهر) مؤخراً أن بلاده لا تقوم بتصنيع أسلحة في الخرطوم ولا نقلها عن طريق الخرطوم، وأنه ليس لدى طهران مصنع للأسلحة في الخرطوم. وأضاف إن الاتهامات الإسرائيلية في هذا الشأن عارية من الصحة، وإن إسرائيل تحاول أن تنتقم من دول الممانعة التي من بينها السودان. غير أنه كان لافتاً، اعتراف رئيس المكتب السياسي لحركة (حماس) “خالد مشعل”، بأن السودان قدم مساعدات متواصلة لحركة المقاومة الإسلامية في الأراضي المحتلة. وقال “مشعل” خلال حديثه في مؤتمر الحركة الإسلامية الذي جاء بعد يوم واحد من القصف الإسرائيلي العنيف على غزة، قال إن (حماس) تشكر الحكومة السودانية على دعمها المتواصل للقضية الفلسطينية، لكنه لم يوضح ماهية هذه المساعدات.
ومع كل هذا النفي المتواصل، سواء أكان من الخرطوم أو طهران، بدعم المقاومة الفلسطينية بالسلاح من قبل السودان، إلا أن “أبو قرون” يعود من جديد ويحذّر السلطات الأمنية بأخذ الحيطة والحذر، وأوضح: (أقول للحكومة السودانية أن تنتبه جيداً للاتهامات الإسرائيلية هذه المرة، وأن تضع كافة السيناريوهات الممكنة لأية ضربة محتملة.. واضح جداً أن العدو الإسرائيلي يفكر في ارتكاب حماقة جديدة ولكن غير معروف أين تكون.. إسرائيل لن يردعها مجلس الأمن الدولي أو غيره، فهي دولة مارقة ولا تعترف بالقانون الدولي ويمكن أن تفعل أي شيء تراه صواباً).
ودرجت دولة العدو الإسرائيلي على توجيه ضربات عسكرية للسودان بلغت في مجملها (4) ضربات، بدعوى أن السودان معبر لتهريب السلاح إلى قطاع غزة، وكان معظمها في شرق السودان، إلا أنها تمادت عندما قصفت مصنع (اليرموك) للأسلحة في قلب الخرطوم في نهاية الشهر الماضي.