ربع مقال

بين حلة الحكومة وحلة العزّابة!!

د.خالد حسن لقمان

.. أصل الحكاية أن هنالك أحد الذين يضيق صدرهم لأبسط الأشياء.. شاء قدره أن يدخل إلى المستشفى وتجرى له عملية جراحية عاجلة ونادرة في بطنه.. وظل لدقة العملية.. متعرضاً لزيارة عدد من الأطباء المتخصصين في عدة تخصصات.. بجانب الممرضين والممرضات.. كما ظل صاحبنا هذا عرضة و(فرجة) لأفواج من الأطباء الجدد (طلبة الامتياز) مع أساتذتهم الذين يكشفون عن بطنه ويمكثون لأزمان طويلة نسبياً يشرحون لطلابهم المتحلقين حولهم.. الحالة.. ومع مرور الوقت ضاق الرجل بوضعه حتى زاره صديق له بادره بالسؤال عن حاله الآن بعد العملية.. فرد عليه صاحبنا: (والله أهو غايتو بقينا زي حلة العزّابة أي زول يفتحها ويسوطها ويرمي فيها حاجة ويمشي).. وقد تكون الطرفة قديمة للبعض إلا أن دلالاتها حاضرة بقوة على واقعنا الذي نعيشه الآن.. فحالتنا أصبحت بالضبط زي حلة العزّابة التي تحدث عنها صاحبنا هذا.. كل واحد من أهل الحل والربط ومن أهل الحكومة عايز ينفذ أفكاره الخاصة واجتهاداته الشخصية وكأن البلد ضيعته ومزرعته الخاصة.. ولعل أسوأ ما بات يشعر به الناس بجانب ما يعيشون من حالة معيشية صعبة ومتفاقمة يوماً بعد يوم.. هو إحساسهم بعدم وجود عقول اقتصادية كبيرة تباشر الحالة الراهنة.. وهذا أسوأ إحساس يمكن أن يتملك الناس.. لأنه ببساطة يبعث اليأس ويقتل أي بصيص من الأمل في صدورهم وقلوبهم.

آخر الكلام:
– يا أخوانا الحلة دي أدوها لزول يفهم فيها قبل ما تحرقوها وتضيعونا معاكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية