تقارير

من هو الأمين العام الجديد للحركة الإسلامية؟

مع اقتراب موعد انعقاد المؤتمر العام التاسع

الخرطوم – طلال إسماعيل
في نوفمبر من العام 2012 ترجّل الأمين العام السابق للحركة الإسلامية “علي عثمان محمد طه” من المقعد التنظيمي الأول لحركة شغلت الناس كثيراً في تاريخ السودان الحديث. وتستعد الحركة الإسلامية لعقد مؤتمرها العام التاسع خلال الشهر القادم.. فمن هو الأمين العام الجديد الذي يخلف الشيخ “الزبير أحمد الحسن” الأمين العام الحالي. هل هو الشيخ “علي عثمان محمد طه”؟ أم د. “نافع علي نافع”؟ أم هو د. “عوض الجاز”؟ أم أن الحركة ستجدد مرة أخرى للشيخ “الزبير”؟
لا تستبعد مصادر (المجهر) التي تحدثت إليها بخصوص الأمين العام الجديد للحركة الإسلامية أن ينال الشيخ “علي عثمان محمد طه” و د. “نافع علي نافع” والشيخ “الزبير أحمد الحسن” ثقة عضوية الشورى، وذكرت المصادر أن المؤتمر الثامن للحركة الإسلامية اعتمد وثيقة الدستور المجازة من قبل مجلس الشورى القومي بعد نقاش عام دار حولها وخلص إلى الاتفاق الكامل على بنود الدستور عامة، وأفرد المزيد من الحوار على بندين أحدهما كيفية اختيار الأمين العام أيكون من مجلس الشورى حسب الدستور أم من المؤتمر العام كما يقترح بعض الأعضاء؟ والبند الآخر متعلق بهيئة القيادة العليا وموقعها من البناء التنظيمي.
وأضافت المصادر إن النقاش احتدم حول البند الأول، وتقرر حسمه بالتصويت العلني المباشر وحُسم لصالح الانتخاب من مجلس الشورى. أما الثاني فقد تم التوافق عليه بعد إضافة كلمة (تنسيقية).
وتوجهت وفود تنظيمية من الحركة الإسلامية إلى ولايات السودان لتهيئة القواعد للمؤتمر العام التاسع، وشملت: شمال دارفور، نهر النيل والولاية الشمالية، وعقدت بعض القطاعات التنظيمية مؤتمراتها العامة توطئة لعقد المؤتمر العام التاسع، وتستصحب الحركة تحديات الانتخابات القادمة في أبريل 2020 والظروف الاقتصادية، بالإضافة إلى علاقاتها الخارجية في ظل الظروف الإقليمية التي تمر بها البلاد.
ومن مدينة دنقلا قال الأمين العام للحركة الإسلامية الشيخ “الزبير أحمد الحسن” إن التحدي الأكبر الذي يواجه الأمة الآن هو تحدٍّ حضاري في مواجهة الحضارة الغربية التي تحاول أن تطغى على الجميع، مبيناً أن هناك من يناصرها بعلمانيتها ضد التيار الإسلامي الوسطي العريض، مشدداً على الالتزام بوحدة الصف والتدريب والتأهيل المستمر والحضور الدائم بمعرفة الله سبحانه وتعالى والالتزام بكتابه وسنة رسوله وتقوية وإشاعة روح المحبة والاخاء بين أبناء الحركة الإسلامية، موضحاً أنه بذلك يتحقق نصر الله الذي لن يستطيع الأعداء مواجهته. وحث الشيخ “الزبير” أبناء الحركة على إعمار بنائهم التنظيمي بتنشيط العمل الدعوي والعمل الصالح المفيد للناس والانفتاح على المجتمع والاستمرار في برامج الهجرة إلى الله في القرى والأحياء والمحليات والولايات، والتوسّع في الأنشطة المجتمعية كالرياضة والثقافة العامة وإعالة الفقراء والمساكين.
ودعا الأمين العام للحركة الإسلامية عضوية الحركة للمشاركة في بناء المؤتمر الوطني الذراع السياسية للحركة على ذات الأسس التي تم بها بناء الحركة الإسلامية، حتى يصل الحزب والحركة معاً لانتخابات 2020م وهما أكثر قوة، مشدّداً على إفساح المجال للآخرين للانضمام للمؤتمر الوطني وعدم السعي للسيطرة عليه من قبل أي أحد، والمضي لاستكمال مسيرة الحوار الوطني والوفاق والاتفاق مع الأحزاب والقوى السياسية الوطنية السودانية حول المشاريع والأجندة الوطنية لبناء الوطن والحرص على وحدة الأمة.
وأعلن الشيخ “الزبير أحمد الحسن” أن الحركة الإسلامية ستنسق جهودها مع الطرق الصوفية والجماعات الإسلامية الأخرى بصورة واسعة لتطوير العمل الدعوي والوطني فيما بينهم.
وقد برز في الأيام الفائتة نجم سياسي للحركة الإسلامية، د. “نافع على نافع” ممثل الأمين العام للحركة، وحرك المياه الراكدة بعد دعوته إلى الالتزام بقرار المؤسسات بدعم ترشيح الرئيس “عمر البشير” في الانتخابات الرئاسية 2020، وقال “نافع” لدى مخاطبته بعطبرة المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية السودانية بولاية نهر النيل إن السودان يتعرض لمكر سيئ يستهدف تفتيت الصف المسلم فيه وجعل الإسلام كالتراث يأخذ الفرد المسلم منه ما يشاء ويترك ما يشاء، مبيناً أن الاستهداف شامل لكل القوى الإسلامية والوطنية وأهل القبلة، مشدّداً على ضرورة وحدة الصف الإسلامي والأحزاب الوطنية والتيار الإسلامي العريض لمجابهة هذه المخططات التآمرية.
وأضاف “نافع” إن أعداء الإسلام فشلت كل مخططاتهم في استئصال التيار الإسلامي من السودان بالقوة، وذلك بالحرب المباشرة والدعم اللا محدود لحركات التمرد والسعي لتوحيدها في ما يسمى بالجبهة الثورية لذلك لجأوا لما يعرف بالهبوط الناعم وهو جعل القوة المعادية للإسلام جزءاً من الحياة السياسية في السودان ووجهوهم بالدخول في سلام مع النظام الحاكم ومحاولة إزاحته من الداخل سياسياً.
وأوضح ممثل الأمين العام للحركة الإسلامية أن الحركة تستبشر خيراً بالإجراءات والضوابط الاقتصادية الأخيرة التي اتخذتها الدولة، موضحاً أن الحركة تثق وتستبشر برئيس مجلس الوزراء “معتز موسى”، مبيناً أنه ستكون هناك بعض المشقة في المعالجات الاقتصادية، مؤكداً أن الأزمة الحالية والغلاء وفساد البعض كلّ ذلك ليس سبباً كافياً للتخاذل والتراجع والتخلي عن المشروع الإسلامي وأنه ليس هناك مبرر ديني أو أخلاقي أو وطني للتخاذل.
وكان لافتاً في المؤتمر العام للحركة الإسلامية مشاركة أنصار السنّة والطرق الصوفية وحزب المؤتمر الشعبي. ومن مدينة بورتسودان حذّرت الحركة الإسلامية على لسان ممثل الأمين العام “عوض الجاز” من تحديات المرحلة المقبلة، وقال “الجاز” في فاتحة المؤتمر العام للحركة الإسلامية بولاية البحر الأحمر: (يجب أن نتجرد لله لا جهوية ولا قبلية).. ومن الفاشر أكد ممثل الأمين العام للحركة بروفيسور “الأمين دفع الله” أن الأزمة الاقتصادية والضائقة المعيشية التي مرت بها البلاد خلال الفترة الماضية في طريقها إلى الزوال بفضل الخطط الاقتصادية العلمية التي أعدتها المؤسسات المختصة.. ودعا “دفع الله” لدى مخاطبته المؤتمر العام التاسع للحركة الإسلامية بالولاية إلى الاستفادة من الموارد الطبيعية الهائلة التي تتمتع بها الولاية؛ خاصة موارد الثروة الحيوانية والزراعية التي قال إنها ما زالت تدار بطريقة تقليدية؛ مما أفقدها القدرة على تحقيق الإنتاجية المطلوبة باعتبارها المحك الحقيقي للاقتصاد السوداني.
وفي الخرطوم دعا أمين الحركة الإسلامية بولاية الخرطوم “عبد القادر محمد زين” أهل القبلة إلى التوافق والإجماع وتكوين فريق واحد بالتركيز على ثوابت الدين الإسلامي والعمل على نشر القيم والفضائل وسط المجتمع.
وأعرب “عبد القادر” خلال مخاطبته فعاليات المؤتمر الوظيفي التاسع للمرأة بالحركة الإسلامية عن أمله في أن يكون السودان مشعلاً للقرآن الكريم، حاثاً المرأة على ابتداع الوسائل المحفزة للإنتاج، والدفع بالمبادرات والمشروعات التي تواكب متغيرات الساحة الراهنة، والإسهام بفعالية في دفع عجلة الاقتصاد الكلي.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية