ربع مقال

صفاقة “ترمب” وهواننا على الناس .. (2) !!

د. خالد حسن لقمان

الزعيمان الكوريان الشمالي والجنوبي عندما تبين لهما جلياً الأسلوب الاستنزافي والاستفزازي الذي بدأ يمارسه عليهما الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب” على صورته المباشرة والقبيحة والخالية من كل لمحة تقدير أو ذرة احترام لهما كزعيمين لدولتين كبيرتين وذاتا دور وتأثير إقليمي وعالمي كبيرين، بادرا وعلى الفور وعقب ( التخطي التاريخي للرئيس “كيم جونغ اون” خط حدود بلاده مع جارتها الجنوبية ) بمد أيديهما لبعضهما البعض معلنان التوصل لاتفاق خاص بينهما فقط دون أية وساطة من الخارج ، وقد تركا “ترمب” متفرجاً فيما تنفست سيول الصعداء بعد ضغط سياسي كثيف من الأمريكان زاده “ترمب” حدة برفعه لكلفة ما أسماه بالحماية العسكرية من الهجوم الصاروخي الشمالي، وقد لعبت الدعاية الأمريكية دوراً رئيسياً في دفع الرئيس الشمالي “كيم جونغ اون” ليبدو وبهيئته الطفولية للعالم مجنوناً وجاهزاً وغير متردد البتة في ضرب أهداف في جارته الجنوبية بل وفِي أهداف أمريكية عديدة في المنطقة .. الجميع تابع هذا المسلسل الكوري – الكوري بمثل ما يتابع الآن المسلسل السعودي – الإيراني الذي طالت حلقاته كما المسلسلات التركية والهندية، ولكن الفرق يبدو كبيراً في تصور نهاية هذا المسلسل مقارنة بنهاية مسلسل الكوريتين هذا إلا إذا حدثت معجزة قام فيها العاهل السعودي بزيارة مفاجئة لطهران لإنهاء العبث الذي يحدث الآن في اليمن أو حدوث العكس باستقبال الرياض الرئيس الإيراني حسن روحاني في الرياض وجلوسه في الديوان الملكي مع الملك “سلمان” في اجتماع يفضي إلي إعلان إنهاء الأزمة بينهما وبالتالي وقف حرب اليمن مع التوقيع على اتفاقية عدم اعتداء أو تدخل أياً كان شكله من طرف على آخر وبالتالي إخراج الأمريكان من اللعبة مثلما خرجوا من اللعبة الكورية .. هل نحلم ..؟؟!! .. فليكن .. ولنحلم فهذا آخر ما تبقى لدينا كشعوب إسلامية – عربية ترقب وتعايش كل هذا الجنون الملطخ بالدماء والملئ بالحزن والألم ..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية