هل يستجيب “سلفا كير” لبقية شروط بناء الثقة التي دفع بها “مشار”؟
بعد إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين السياسيين
الخرطوم : فائز عبد الله
أصدر الرئيس “سلفا كير” توجيهاً إلى رئيس أركان الجيش الشعبي، بإطلاق سراح أسرى الحرب والمعتقلين السياسيين، تنفيذاً لاتفاقية تسوية النزاع بين فرقاء الحكومة والمعارضة في دولة جنوب السودان، التي وقع عليها في الخرطوم الشهر الماضي.
وقعت حكومة “سلفا كير” والمجموعات المعارضة المسلحة والأحزاب السياسية، على اتفاق سلام نهائي بالخرطوم، والذي نص على إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين السياسيين وإلغاء حالة الطوارئ، وتكوين آلية مشتركة من الحكومة والمعارضة، والتي تأتي ضمن ملف الترتيبات الأمنية قبل بداية الفترة الانتقالية.
وأمر الرئيس “سلفا كير” في قراره القاضي بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين بتسليمهم لمنظمة الصليب الأحمر الدولية.
وطالب “سلفا كير” في قراره قوات الجيش الشعبي، باحترام اتفاق وقف إطلاق النار وعدم شن هجمات على المناطق التي تقع تحت سيطرة قوات المعارضة.
لاسيما وإن الخطوة التي أقدم عليها “سلفا كير” أتت بعد أسبوع، من اللقاء الذي جمعه بزعيم الحركة الشعبية المعارضة “رياك مشار”، والذي رهن مشاركته في احتفالات السلام بالعاصمة الجنوبية جوبا برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين السياسيين.
وذهبت الحركة الشعبية للتغيير الديمقراطي، التي يتزعمها د.”لام أكول”، إلى أن قرار “سلفا كير” وحده ليس كافياً، ولا بد من تنفيذ القرار على أرض الواقع، لجهة أن الاتفاقية تلزم الأطراف الموقعة بإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين السياسيين.
وأكد “لام أكول” في حديثه لـ(المجهر) أمس، أن اتفاقية السلام تلزم حكومة جوبا وأطراف الاتفاقية في المعارضة بإطلاق سراح أسرى الحرب والمعتقلين السياسيين لدى الحكومة والمعارضة، وعبر نبرة غير متفائلة، قال بأن القرار وحده غير كافٍ، وزاد: (نشوف إذا سيتم إطلاق المعتقلين أم لا؟) وشدد على أن الأطراف ملتزمة بعملية السلام.
ورحبت المعارضة المسلحة بقيادة “رياك مشار” بتوجيهات الرئيس “سلفا كير” بإطلاق سراح أسرى الحرب والمعتقلين السياسيين تنفيذاً لاتفاق السلام.
وقال نائب المتحدث باسم المعارضة المسلحة “مناوا بيتر” لـ(المجهر)، إن المعارضة ترحب بالقرار، وإنه استجابة لنداء المجموعات المعارضة على أن يتم إطلاق سراح سجناء الحرب والمعتقلين السياسيين لتهيئة الأجواء السياسية وبناء الثقة بين الأطراف، من أجل تنفيذ الاتفاقية.
وقال مدير الإعلام والعلاقات الخارجية لـ”مشار” “ايزيل فوك” في حديثه لـ(المجهر) إنهم رحبوا بقرار إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين السياسيين، بالرغم من تأخره، وأشار إلى أن القرار مضمن في بند الترتيبات الأمنية في اتفاقية التسوية السياسية بجنوب السودان المنشطة والموقعة بالخرطوم، وقال نتمنى أن يدخل قرار الرئيس “سلفا كير” حيّز التنفيذ، وطالب “ايزيل” الرئيس “سلفا كير” بأن يصدر قراراً برفع حالة الطوارئ بالبلاد تماشياً مع أجواء السلام.
وقال مصدر رفيع بحكومة جوبا فضل حجب اسمه لـ(المجهر) إن الرئيس “سلفا كير” يريد إعادة الثقة بين القيادات التي ترفض عملية السلام.
وأضاف المصدر أن “سلفا كير” أمر في قراره بتسليم أسرى والمعتقلين لمنظمة الصليب الأحمر الدولية، وسيوجه برفع حالة الطوارئ وتكوين اللجنة المشتركة من الحكومة والمعارضة.
وطالب المصدر “سلفا كير” بضرورة إلغاء حالة الطوارئ لإعادة الاستقرار في الجنوب وإخراج قوات الجيش الشعبي من العاصمة جوبا.
وقال إن القرارات التي وجهها لقوات الجيش الشعبي، بضرورة احترام اتفاق وقف إطلاق النار، وعدم شن هجمات على المناطق المأهولة بالمواطنين، التي تقع تحت سيطرة قوات المعارضة، لابد من انفاذها.
وأضاف أن توجيهات “سلفا كير” أتت بعد أسبوع من لقائه بـ”مشار”، والذي رهن عودته و مشاركته في احتفالات السلام بجوبا، برفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح أسرى الحرب والمعتقلين السياسيين.
ورحبت قيادات تحالف المعارضة الذي يضم (9) مجموعات بقرار “سلفا كير” واعتبرته خطوة إيجابية لبناء السلام والاستقرار في الجنوب.
وعقدت قيادات التحالف المعارضة بجنوب السودان (سوا) اجتماعاً للمصادقة على اتفاقية السلام، بحضور جميع قيادات الحركات العسكرية والسياسية المنضوية تحت التحالف بموجب المادة (8,1) من اتفاقية السلام، وحل نزاع الجنوب، وتمت المصادقة على الاتفاقية بإجماع أعضاء قيادات الفصائل العسكرية والسياسية.
ومن جانبه أكد الناطق الرسمي باسم الحركة الوطنية، “استيفن لوال” أن المصادقة الكاملة من قبل قيادة التحالف (سوا) على الاتفاقية بإجماع أعضاء التحالف هو تأكيد لتنفيذ الاتفاق بين الأطراف وبدء صفحة جديدة لبناء السلام وحماية الاتفاقية.
ودفع “رياك مشار” بمذكرة تتضمن ثلاثة شروط لدى لقائه بالرئيس “سلفا كير” بالخرطوم، وقال “سلفا كير” رداً على طلب “مشار” وبقية أحزاب المعارضة الموقعة على اتفاق السلام بشأن إطلاق سراح الأسرى ورفع حالة الطوارئ وتكوين لجنة مشتركة، قال إن المعتقلين لدى قوات الأمن والجيش الشعبي بجوبا، هم مجرمون وليسوا سياسيين، وإنه ليس لديه الحق في إطلاق سراح من تسببوا في ارتكاب انتهاكات وجرائم ضد المواطنين والنظام، وتقدم “مشار” بقائمة أسماء عدد من المعتقلين من المعارضة فى جوبا، وتحوي القائمة أبرز المعتقلين، وهو الناطق الرسمي باسم “مشار” “جيمس قديت” والذي اعتقلته السُلطات الكينية في منتصف العام الفائت وسلمته إلى جوبا، والتي أصدرت عليه حكماً عليه بالاعدام بعد محاكمة إيجازية.