{ بح صوتنا و(نشف ريقنا) قلنا ونحن نكتب الحالة التي وصل إليها السوق بعد أن سقط في أيدي السماسرة وتجار الاحتكار الذين ظلوا يتلاعبون بجميع السلع خاصة الضرورية يخفونها ثم يرفعون أسعارها كيفما يريدون ولا يخشون من أحد بعد أن اطمأنوا بأن السوق أصبح مطلوقاً بدون رقيب أو حسيب.
{ وسبق وللمرة المليون كتبنا بوجع كل الوضوح وذكرنا بأن خطورة من يسيطرون على السوق ويديرون الحرب احتكار وغلاء الأسعار، هم أكثر خطورة على البلاد والعباد من خطر حركات التمرد وأفظع خطورة من أعدائنا المتربصين بنا من جميع الاتجاهات، ويريدوننا أن نبقى مدورين في فلك الأزمات حتى الممات، وكل هذا الصراخ للانتباه، ولكن لا حياة لمن تنادي ويبدو أن القائمين على الأمر هائمون ونائمون ولا يستشعرون الخطر.
{ ظللنا ومن أكثر من مسؤول نسمع بأن الحكومة لن تقف مكتوفة الأيدي حيال الفوضى والانفلات في الأسعار، وسوف تحرك إجراءات وضوابط مشددة للرقابة على أسعار السلع والخدمات في الأسواق المحلية، وسمعنا أيضاً عن تشكيل لجنة اقتصادية لمنع انفلات أسعار السلع الاستهلاكية.
{ ولكن كل هذه الوعود مرت في الهواء مثل الكثير من الوعود السياسية المشابهة التي (شالها الهوا).
{ والواقع يقول لا تفاعل ولا انفعال من قبل الحكومة تجاه الانفلات والفوضى لا تشكيل لجنة اقتصادية ولا ضوابط مشددة ولا رقابة ولا ولا ولا.. ويبقى حال السوق على ما هو عليه، بل أسوأ من الذي كان، والآن الفوضى أكبر من التي سبقتها، والانفلات وصل إلى مرحلة يصعب السيطرة عليه.
{ وضوح أخير :
{ الخبراء الاقتصاديون في معظم دول العالم يشرعون سنوياً في وضع خطط تحسن وتنعش اقتصاد بلادهم، وعندنا في السودان المعنيون بأمر الاقتصاد (على طول ضاربين طناش).
{ يبدو أن الشقاء والضيق كتب على الشعب السوداني الفضل، فجميع الشعوب موعودة بالأماني العذبة، للحاق بصف الدول المتقدمة، ما عدا نحن يبدو أننا نظل على الدوام مصلوبين في صفوف الصرافات وشبابيك الأفران.
{ وضوح أخير:
{ للأسف الشديد الانفلات يعم كل الأسواق والمسؤولين عن الشأن الاقتصادي ببلادنا يبقون في برودهم وكأن الأمر لا يعنيهم.