حوارات

“البشير” مع الشباب .. استرجاع لسنوات الشدة والمحطات الأولى

دفع برسائل المرحلة وتناول تحديات معركة الانتخابات

تقرير ـ هبة محمود سعيد
بدا صباح أمس (الأحد) مختلفاً بالقاعة الرئيسية للمؤتمرات بقاعة الصداقة، التي احتشدت بجموع شباب وشابات المؤتمر الوطني، المتدافعين للقاء رئيس الجمهورية، الذي نظمته أمانة الشباب الاتحادية، تحت شعار: (عهد الصادقين للقائد الأمين)، ينشدون الهتافات ويعلنون جاهزيتهم لانتخابات 2020 مجددين بيعتهم للرئيس.
ولج الرئيس “البشير” القاعة، على وقع النشيد الحماسي (أماماً أماماً جنود الفداء) التي ألهبت حماس من بالقاعة، كان يرتدي جاكيتاً أزرق وقميصاً سماوي اللون فبدا أكثر شباباً، يتناسب ولقائه بالشباب. وخلال خطابه الذي استمر لأكثر من ساعة، أكد على توطين العلاج بالداخل مستشهداً بإجرائه لعمليتين جراحيتين لركبتيه بالداخل.

وأعلن “البشير” عن برامج إصلاحية، قال إنها ستظهر، مشدداً على أن الحرب على الفساد لن تنتهي إلا بنهاية الفساد، وإن المحكمة ستكون هي الفيصل بين الناس، ودعا القوى السياسية لإعداد نفسها لانتخابات 2020. وقطع بقيامها في موعدها، لجهة أنها حق واحترام للشعب السوداني وعلى القوى السياسية أن تجهز نفسها للانتخابات.
وقطع بمواصلة حملة السلام، مؤكدا أنه أصبح اقرب من أي وقت خاصة عقب توقيع سلام جنوب السودان، مؤكدا سعي الحكومة لتحقيق السلام من أجل حقن دماء أبناء السودان وتوفير الإمكانيات المطلوبة في الحرب للتنمية والخدمات، وقال الآن السلام أصبح أقرب من أي وقت وسنواصل حتى يتحقق في جنوب كردفان والنيل الأزرق، وقبل نهاية العام ستكون هناك خطوات إيجابية في النيل الأزرق وجنوب كردفان، وأضاف: أما دارفور بشهادة كل الناس تنعم الآن بالسلام وقوات اليوناميد ستعود إلى بلدانها، وستعود دارفور سيرتها الأولى، وقال: نحن الآن مقبلون على سلام حقيقي والسلام أحد أهم إيجابياته الحفاظ على دماء وأرواح الشباب في السودان، ومضى: قاتلنا وفاوضنا من أجل السلام، وأي زول شال البندقية بنمشي نحصلو ونتحدث معاهو ونفاصلو، ونحن ما كنا بنحارب عشان ننتصر لكن عشان نجيب السلام، لأنو البندقية خراب وموت وتشريد والحرب كارثة على الشعوب ونحن عارفين أعداء السلام كثيرين.
وأكد “البشير” على السعي للعمل من أجل الاستقرار السياسي، خلال الحوار المجتمعي، ووصفه بالنموذجي للكثير من الدول الأفريقية، وقال الآن بدينا تنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتنازلنا عن أكثر من ( 50% ) من حصتنا في الحكومة، بالرغم من أننا نمتلك شرعية انتخابية، والآن المؤتمر الوطني لديه (10) وزارات وللقوى السياسية (11) وزيراً، وشرعنا في عمل دستور وقوانين لإقرارها في الدستور القومي، وبالانتشار نرغب في إجراء حوار حول الدستور، ونتيح فرصة للشعب السوداني بكل مكوناته ليقول كلمته.
ترفيع مؤسسة الشباب للتمويل الأصغر والمتوسط كانت ضمن موجهات رئيس الجمهورية، الذي قطع بأن الاهتمام بالشباب يعني الاهتمام بحاضر الأمة ومستقبلها، مؤكداً في ذات السياق عن ثقته في قدرة الشباب مبديا رضاءه عنهم خلال الفترة الماضية، مشدداً على الدور الكبير الذي لعبه التمويل الأصغر والمتوسط في تطوير مشاريع الشباب لمكافحة الفقر وتحريك الطاقات، وجدد عهده مع الشهداء، مؤكداً أن العهد موثق وقال: عهدنا أن نلقاهم على العهد لا نغير ولا نبدل، وطالب في الأثناء الشباب بالتصدي للحرب النفسية التي يقودها البعض عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وقال: الحرب النفسية أخطر من البندقية لأنها خذلان وتقاعس، وهي شغالة في الوسائط والواتسابات وغيره لإحباط الناس زي ما حصل في كسلا، وخرق وكذب وقوائم وأسماء، وزاد: نعم تحدث الأمراض والوبائيات، ولكن خطورة الوسائط التي يجب أن نستخدمها إيجابياً.
وقال إن إنجازات ثورة الإنقاذ ليست (من) على الشعب السوداني وإنما هي (تمام) بحد تعبيره، مؤكدا على التطور الكبير الذي طرأ في الخدمات العلاجية والمستشفيات والتعليم وعلى الخدمات وزيادة المنتوج المحلي الذي ظهر على المستوى المعيشي لحياة الناس من خلال المنازل والسيارات، وقال: عدد المستشفيات في السودان كانت ( 47 ) مستشفى والآن في ( 470 ) مستشفى مجهزة بأحدث الأجهزة.

وفي سياق آخر دعا “البشير” لمحاربة العنوسة عبر (زيرو عزابة) قبل أن يقول (زي ما في حاجة اسمها زيرو عطش دايرين يكون في زيرو عزابة)، وأضاف: عايزين نحارب عادات وتقاليد تعوق الزواج، ونخلق أسراً مستقرة لأنو من الملاحظ كثرة حالات الطلاق، ونريد التقليل منها عبر مؤخر الصداق، وزاد: عايزين أسر مستقرة وأطفال ينشأون في كنف والديهم لأن الطلاق شيطان.
بعض المحطات استرجعها “البشير” خلال مخاطبته شباب المؤتمر الوطني وهو يحكي عن سنوات الشدة وتجربته الشخصية حينما تكالب العالم على السودان قبل مجيء ثورة الإنقاذ بحد قوله، وهو يداعب وزير المالية والاقتصاد الأسبق “علي محمود” بعبارة (والشباب زي ناس “علي محمود” كانوا عارفين الأوضاع الكان عليها السودان)، قبل أن يواصل سرده عن الوضعية التي كانت عليها منطقة غرب النوير العسكرية التي كان قائداً لها، ويحكي عن شح السلاح و(المؤن المسوسة) وهو يقول كنا نحارب جنوب السودان بسلاح يعتمد على العطاء والشحدة .وأردف: دولة كاملة تشحد السلاح والذخيرة عشان تقاتل به. وزاد: كان بجيبوا لينا تمر اسموا الهبوب وهو مسوس، وبجيبوا لينا عيش ودخن وقمح ممكن تطحنوا بي يدك لأنو مسوس، الزول المعاي قال ليا العينات دي غير صالحة للأكل، فقلت له لو قلت الكلام دا تاني بديك طلقة في راسك مش لأنو كذاب، لكن لأني ما عندي خيار، ومضى قائلا: الليلة نحن ننتج الكثير من ( 80% ) من احتياجات القوات المسلحة من مصانع تابعة للقوات المسلحة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية