بكل الوضوح

أمراض وأوبئة الوسط الفني ..!!

عامر باشاب

# ما زلت حمى الألقاب تسري في الوسط الفني وجعلت الكثير من المطربين الشباب وهم مازالوا في أولى عتبات مرحلة الأساس الفني يتنافسون ويتسابقون في جنون ليستحوذ كل منهم على أضخم وأفخم الألقاب وظللنا في كل يوم وقبل أن نسمع باسم هذا المطرب أو نعرف ما يتمتع به ذاك الفنان من قدرات إبداعية نتفاجأ بأسمائهم ومن أول ظهور لهم مقرونة بألقاب على شاكلة الإمبراطور والأسطورة والعملاق والزعيم والسلطانة وليت الأمر وقف عند حد الألقاب.
فهناك حالة جديدة من العدوى انتشرت في الآونة الأخيرة بين مطربي هذا الزمان، فالواحد منهم قبل أن يثبت أقدامه على خشبة المسرح الإبداعي وقبل أن يمتن تجربته الفنية صار له مدير أعمال .. أي والله هكذا يطلقون عليه (مدير أعمال).
والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا ما هو نوع وحجم تلك الأعمال التي جعلت هؤلاء يخصصون لها أشخاصاً ليديرونها نيابة عنهم.
قد نقبل فكرة أن يكون لكل مطرب ما شخص يعاونه في تنسيق ارتباطاته وهذا إذا كانت ارتباطاته تصل إلى الدرجة التي تجعله يحتاج لمن يعاونه، ولكن أن يكون (مدير للأعمال) كنوع من الوجاهة و(برستيج ) يساعدهم على الشهرة التي يبحثون عنها.. ولكن هل هذا (البرستيج) سيجعل من هؤلاء مبدعين حقيقيين.
وإذا رجعنا للوراء إلى زمن الفن الأصيل نجد كبار المطربين ورواد الفن وعمالقته أصحاب (الساس والرأس) رغم كل ما وصلوا إليه من تجارب ومكانة فنية وما حققوه من إنتاج إبداعي نجدهم قد نالوا ألقاباً متواضعة جداً لم تتعدَ لقب الأستاذ وهذا لأنهم في الأساس كانوا يركزون على الارتفاع بأعمالهم الإبداعية وليس أسمائهم الفنية وبالتالي نجدهم قدموا فناً صادقاً ومعبراً، فن ليهو قيمة ارتفع بهم و بأسمائهم إلى مكانة أسمى وأرفع وأعظم من كل الألقاب.
# مثلاً نجد أن الفنان المبدع العظيم “عثمان حسين” الكان ( بهز ويرز) في الدرب الفني الأخضر منذ نبوغه وحتى رحيله عن دنيانا لم نسمع له عن لقب غير (الأستاذ عثمان حسين) وطيلة تاريخه الحافل بالعطاء الإبداعي لم نسمع بأنه خصص لنفسه مدير أعمال أو حتى سكرتيراً، وكذلك العمالقة “إبراهيم عوض” و”وردي” و “محمد الأمين” و”كابلي” وإلى آخر نجوم العقد الفريد والزمن الجميل والفن الأصيل .
# حقاً هذا زمانك يا مهازل فامرحي واسرحي ..!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية