الخرطوم : فائز عبد الله
دفع زعيم المعارضة “رياك مشار”، بثلاثة شروط، لتاكيد الإرادة السياسية لحكومة جوبا وحسن نواياها وإثبات الجدية في تنفيذ اتفاقية سلام الجنوب التي رعاها الرئيس “البشير”، وقعت عليها المجموعات والفصائل الجنوبية مؤخراً، وتتضمن الشروط رفع حالة الطوارئ وإطلاق سراح الأسرى، وتكوين لجنة مشتركة لنشر ثقافة السلام بين المواطنين، وإرساء قواعد الاتفاقية على أرض الواقع.
وأكدت مصادر بالمعارضة في حديثها مع (المجهر) أن حكومة الجنوب اعتقلت الناطق الرسمي باسم الحركة الشعبية جناح “رياك مشار”، “جيمس قديت” منذ (6) أشهر، بعد أن تم تسليمه إلى جوبا من قبل نيروبي، وفق صفقة بين الرئيس “سلفا كير” والسُلطات الكينية، بشأن تسليم قيادات المعارضة الجنوبية المقيمين بدولة كينيا، مقابل السماح للعمال الكينيين العمل بدولة الجنوب، وأضافت المصادر أن الصفقة أدت لاعتقال “جيمس قديت”، وترحيله إلى جوبا ووجهت له المحكمة تهماً متعلقة بالجرائم ضد الدولة والنظام، وحكم عليه بالإعدام، وقالت المصادر إن إطلاق سراح “قديت” كان أول مطلب قدمه “رياك مشار” إلى “سلفا كير” أمس بالخرطوم عند اللقاء الذي جمعهم وقيادات التنظيمات والأحزاب السياسية الموقعة على اتفاق السلام.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الشروط قدمها “مشار”، خلال اللقاء الذي تم بين الرئيس “سلفا كير” و”مشار” وقيادات الأحزاب السياسية والفصائل المعارضة والتنظيمات الموقعة على اتفاق السلام، بعد انتهاء مراسم الاحتفال الذي أقامه رئيس الجمهورية، المشير “عمر البشير” بالقصر الجمهوري بالخرطوم، احتفاءً بتوقيع اتفاق السلام بين الأطراف المتحاربة في جنوب السودان.
وقال مدير الإعلام والعلاقات الخارجية “فوك بوث” لـ(المجهر) إن الحركة الشعبية بقيادة “رياك مشار” طلبت من الرئيس “سلفا كير” إطلاق سراح كافة الأسرى، من ضمنهم الناطق الرسمي لـ”مشار” “جيمس قديت” الذي حوكم بالإعدام، وأشار إلى أن قوى المعارضة في بادرة لحسن النية أطلقت جميع الأسرى بطرفها بمنطقة تونجه وبحر الغزال وفو، تماشياً مع عملية السلام، وقال إن المعارضة سلمت الإيقاد قائمة بأسماء المعتقلين السياسيين، وقال (بوث) إن “سلفا كير” وعد بإعادة النظر في قضية الأسرى وإطلاق سراحهم بعد أن طالب “مشار” بالإفراج عنهم، لافتاً إلى أن المعارضة تتمنى أن تلتزم حكومة الجنوب بإطلاق سراح المعتقلين والمضي في عملية السلام.
وقال رئيس جنوب السودان الفريق “سلفا كير” بعد لقاء زعيم المعارضة “رياك مشار” بالخرطوم، رداً على طلب “رياك مشار” وبقية مجموعات وأحزاب المعارضة الموقعة على اتفاق السلام بشأن إطلاق سراح الأسرى والمعتقلين السياسيين بطرف الحكومة، قال “سلفا كير” إن المعتقلين لدى سُلطات الأمن بجوبا هم مجرمون، وليسوا سياسيين وإن السجون خالية من السجناء السياسيين، وأضاف أنه ليس لديه الحق في الإفراج عن المتهمين الذين تسببوا في انتهاكات وارتكاب جرائم ضد النظام والمواطنين.
ودفع “مشار” بقائمة تحوي أسماء عدد من المعتقلين السياسيين من حزبه لدى النظام في جوبا، وتحوي القائمة أبرز المعتقلين وهو الناطق الرسمي بمكتب الدكتور “مشار” “جيمس قديت” والحاكم السابق لولاية بحر الغزال، الذي اعتقلته السُلطات الكينية في منتصف العام الفائت وسلمته إلى جوبا.
وقال عضو البرلمان بالمعارضة “قاوايج لام فوك” إن زعيم المعارضة وضع الشروط الثلاثة التي تتعلق برفع حالة الطوارئ والإفراج عن المعتقلين السياسيين، وتكوين لجنة مشتركة من الحكومة والمعارضة لتهيئة المناخ لتنفيذ الاتفاق، واختبار صدق الحكومة، وشدد “لام فوكا” إلى أنه لابد من تنفيذ الشروط الثلاثة لإعادة الثقة بين الحكومة والمعارضة، بجانب رفع حالة الطوارئ التي تبث الخوف وسط المواطنين، وقال إن الطوارئ تصادر حُرية الرأي والتعبير بين المواطنين وتساهم في تكميم الأفواه، وقال إن اللجنة المشتركة بين الحكومة والمعارضة تساهم في نشر ثقافة السلام بين المواطنين.
وقال إن “مشار” دفع بتلك الشروط لإعادة الثقة أولا لدى المواطنين والقيادات، وأشار إلى أن “مشار” طالب الرؤساء الذين حضروا مراسم الحفل وممثلي الإيقاد بالتأثير على حكومة الجنوب لتنفيذ الشروط الثلاثة والتي على ضوئها، يترتب تنفيذ اتفاقية السلام.
وقال (فوك) إذا لم يتم رفع حالة الطوارئ ستكون هناك عقبة تكميم الأفواه، ومصادرة الآراء والحُريات العامة، ومنع تجمعات المواطنين، وزاد هذا يعني انتهاك حقوق الإنسان، وسيكون له تأثير كبير بجانب عدم إطلاق سراح الأسرى حسب اتفاق السلام، وطالب الحكومة بتنفيذ هذه الشروط كدليل لحسن النوايا والإرادة السياسية لتنفيذ الاتفاقية.
وأشار “فوك” إلى أن هذه الشروط أساسية كي لا يتأثر السلام وإن حكومة الجنوب ستثبت النوايا السياسية بجانب وقف إطلاق النار، والالتزام بحماية اللجنة المشتركة في جوبا لنشر ثقافة السلام.
وقال إن المعارضة أفرجت عن جميع أسرى الحرب والمعتقلين من حكومة الجنوب بعد توقيع اتفاقية السلام، لتأكيد حسن نوايا المعارضة تجاه عملية السلام، وأضاف أن الأسرى تم تسليمهم إلى منظمة الصليب الأحمر التي سلمتهم إلى الحكومة، مؤكداً حرص المجموعات والأحزاب السياسية المعارضة على الالتزام بالسلام.
وأشار إلى أن المخاوف التي تعترض عملية تنفيذ اتفاقية السلام جدية، لجهة إصرار “سلفا كير” على عدم تنفيذ الشروط الثلاثة التي تم التوقيع عليها قبل اتفاق الخرطوم وزاد أن الشروط كانت من ضمن اتفاقية أغسطس بأديس أبابا في العام 2015 م.