تقارير

حمى كسلا.. تتفشى : (93) ألف إصابة، (116) حالة وفاة ..!

في ظل عدم وجود أدوية مضادة للفيروسات لعلاج حمى الكنكشة (الشيكونغونيا)

* إغلاق مركز صحي الترعة بعد إصابة الأطباء العاملين بالمركز…!
* الوضع في ولاية كسلا يخرج عن السيطرة لوصول الحمى مرحلة الوباء ..!
تقرير : فاطمة عوض
يعيش مواطنو ولاية كسلا هذه الأيام حالة من الذعر والهلع إثر تفشي حميات تسمى علمياً (بالشيكونغونيا) والمعروف وسط السكان (بالكنكشة).
بدأت حمى كسلا قبل عيد الأضحى بظهور حالات حمى وألم في المفاصل، إلا أن الوضع تفاقم ووصلت الحالات إلى (93) ألف حالة إصابة، ووفاة (116) مريضاً، حسب إحصاءات غير رسمية، وكشفت مصادر طبية لـ(المجهر) عن إغلاق مركز صحي الترعة لإصابة الأطباء العاملين بالمركز، فيما تعاني مستشفيات كسلا ومراكزها الصحية من عجز في الأطباء والكوادر المؤهلة وتفتقر لجهاز فحص الفيروسات.
المرض يصيب مفاصل الجسم مصحوباً بالحمى الشديدة، مما يجعل الشخص المصاب غير قادر على الحركة، وظهرت أول حالة لهذه المرض بحي (حي العرب) غربي نهر القاش وتفشى بعدها وسط المواطنين بصورة كبيرة، وانتقل حسب مصادر إلى ولاية القضارف، بينما نأت بعض الأسر بنفسها وأطفالها وغادرت المدينة إلى خارج ولاية كسلا، غير ملتفتين للعام الدراسي والمدارس التي لم تغلق أبوابها واصطحبوا أطفالهم بعيداً عن دائرة الخطر. وينتقل مرض (الشيكونغونيا) عن طريق لسعات البعوض من شخص مصاب لشخص سليم، وحسب أطباء أن الوضع في ولاية كسلا خرج عن السيطرة، لوصول الحمى لمرحلة الوباء، وكان يمكن السيطرة عليه بكل سهولة في المراحل الأولى.
وحذر خبراء من انتشار خطير للحميات الفيروسية (حمى الشيكونغونيا – حمى الضنك – الحمى النزفية) بكسلا.
فيما تواترت أنباء عن ظهور إصابة بعض الحالات بالحمى النزفية، إضافة إلى حمى الشيكونغونيا التي لاتزال منتشرة، بالإضافة لوجود اشتباه للإصابة بحمى الضنك، وكشف مواطنون لـ(المجهر) عن تردي الأوضاع الصحية والبيئية بالمدينة ما دفع كثيراً من المواطنين لإطلاق عدد من المبادرات الصحية والبيئية وإطلاق هاشتاق في وسائل التواصل “كسلا تحتضر” لتقديم يد العون والمساعدة وتوفير الأدوية.
في حين أبدت منظمة الصحة العالمية بولاية كسلا، استعدادها للتعاون مع جميع المبادرات الأهلية. ذكرت مصادر أن السُلطات الحكومية تتحفظ على القيام بعمليات الرش عبر الطائرات بسبب مزارع الدواجن في الضفة الغربية لنهر القاش.

فيما كانت تقارير حكومية قد أشارت إلى إصابة أكثر من ستة آلاف مواطن بالحمى المنتشرة _قبل نحو عشرة أيام، قالت تقارير أخرى غير رسمية إن الإصابات بالحميات فاقت (٩٣) ألف إصابة، وعدد الوفيات (٧٨) معظمهم من كبار السن والأطفال، فيما توفيت متطوعة مساء (الخميس) الماضي، لإصابتها بالحمى النزفية وحاجتها لنقل الدم بمستشفى الشرطة كسلا، فيما ذكر شهود عيان وفاة شخص آخر بأحد المستشفيات الخاصة بالمدينة بعد أن نقل إليها من مدينة أروما على بعد (٤٥) كلم شمال مدينة كسلا.
وظهرت حالات للمرض بمدينة القضارف التي أعلنت وضع معالجات طارئة لها، وأكدت طبيبة فضلت حجب اسمها أن سرعة انتشار المرض بسبب تردي الأوضاع البيئية والصحية في جميع أنحاء البلاد، يجعل جميع المناطق عُرضة للإصابة بهذه الحُميات، واصفة
الوضع بالخطير والكارثي، وحذرت من تقاعس السُلطات الصحية وإخفاء حقائق المرض.

تكونت لجنة من أبناء كسلا بالعاصمة الخرطوم لتلقي الدعم والتبرعات من الأدوية والاحتياجات الطبية.

وأﻛﺪﺕ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ أﻥ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺍﻟﻤﻨتشرة ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻛﺴﻼ هي ﺣﻤﻰ ‏(ﺍﻟﺸﻴﻜﻮﻧﻐﻮﻧﻴﺎ) ﺍﻟﺘﻲ ينقلها بعوض ‏(ﺍﻷﻳﺪﻳﺲ – Aedes).
ﻭأﻛﺪﺕ ﺩﻛﺘﻮﺭﺓ “ﻟﻴﻠﻰ ﺣﻤﺪ ﺍﻟﻨﻴﻞ” ﺭﺋﻴﺲ إﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻄﻮﺍﺭئ ﺑﻮﺯﺍﺭﺓ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﺍﻻﺗﺤﺎﺩﻳﺔ، ﻓﻲ ﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺘﻨﻮﻳﺮﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻋﻘﺪﺗﻪ ﺍﻟﻮﺯﺍﺭﺓ أمس ﺣﻮﻝ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﺑﻮﻻﻳﺔ ﻛﺴﻼ، أﻥ ﻧﺘﺎﺋﺞ ﺍﻟﻔﺤﺺ ﺍﻟﻤﻌﻤﻠﻲ أﻭﺿﺤﺖ أﻥ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺍﻟﻤﻨﺘﺸﺮﺓ ﺑﺎﻟﻮﻻﻳﺔ هي ﺣﻤﻰ ‏(ﺍﻟﺸﻴﻜﻮﻧﻐﻮﻧﻴﺎ). ﻭأﺷﺎﺭﺕ إﻟﻰ أﻥ ﻣﻌﻈﻢ ﺣﺎﻻﺕ ﺍﻟﺤﻤﻰ ﺳﺠﻠﺖ ﺩﺍﺧﻞ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﻛﺴﻼ، ﻭﻛﺎﻧﺖ أﻏﻠﺒﻬﺎ ﻣﺘﻤﺮﻛﺰﺓ ﺑﻐﺮﺏ ﺍﻟﻘﺎﺵ ﻭﺑﻌﺾ ﺍلأﺣﻴﺎﺀ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﻘﺎﺵ، ﻣﺒﻴﻨﺔ أﻥ ﻋﺪﺩ ﺍﻟﺤﺎﻻﺕ ﺑﻠﻎ (6) آلاﻒ ﻭ(250) ﺣﺎﻟﺔ. وأعلنت خلو ولاية الخرطوم من حمى (الشيكو نغونيا)، والتي تنتقل عبر البعوض الزاعجة المصرية أو بعوض الأيديد س، وأكد د. “بابكر محمد علي” مدير عام وزارة الصحة بولاية الخرطوم، خلو الولاية من الحمى، وذلك عقب إجراء ثلاثة مسوحات حشرية (يلبوبلية) لم تسفر عن وجود البعوض الزاعجة المصرية، وقال إن الولاية على أتم الاستعداد لاستقبال كافة الحالات وتقديم العلاج، موضحاً عدم وجود أدوية مضادة للفيروسات لعلاج (الشيكو نغونيا)، ولكن هناك أدوية للمساعدة على خفض الحمى وتقليل الألم.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية