ربع مقال

“حمدوك” – “معتز” .. حكاية آخر الزمان!!

د. خالد حسن لقمان

.. يجمع رجال الأعمال والتجار الذين عاصروه بأن الشيخ “مصطفى الأمين” كان يمتلك قدرات اقتصادية فطرية مذهلة، وقد استطاع عبرها تحقيق نجاحات كبيرة أهلته ليجلس ضمن أكثر رجال الأعمال والتجار شهرة ونجاحاً في تاريخ الاقتصاد السوداني، وينقل عنه أنه ذات مرة قد تآمر عليه تجار الذرة فقاموا بشراء كل إنتاج الموسم مقدماً وهو لا زال أخضراً في حقوله .. وعندما علم الرجل بالمؤامرة لم يبدِ أي ردة فعل، بل ظل هادئاً إلى أن حان موعد الحصاد، فاكتشف تجار الذرة بأن أحدهم قد قام بشراء كل الخيش المعروض في السوق، وهو الذي تصنع منه جوالات تعبئة الذرة بحيث لم يترك ولا (كومة) واحدة منه، وبالطبع لم يجتهدوا طويلاً ليكتشفوا بأن الفاعل هو الشيخ “مصطفى الأمين” الذي وجدوه يجلس على مكتبه يرتشف مشروباً ساخناً، فخرجوا منه وقد دفعوا له ثمناً للجوالات بما فاق ربحه المتوقع في أفضل مواسم إنتاج الذرة.. هذا الأمر يؤكد بأن الاقتصاد في أصله موهبة تحقق لصاحبها رؤية سليمة لساحة نشاطه، بحيث يمكنه أن يتفوق على حاملي الشهادات العليا الذين درسوا فكر وفلسفة السيد “آدم سميث” .. ولكن هذا لا يتصادم مطلقاٌ مع دور العلوم الاقتصادية الحديثة في تأهيل الاقتصاديين، إلا أنها بالتأكيد لن تنتج اقتصادياً ناجحاً تنقصه تلك الموهبة بمثل ما تنقصه معاني الإخلاص والتجرد الوطني الذي يجعله لاهثاً من اجل تطوير بلاده وإسعاد أهله.. وبالطبع فإن حديثاً كهذا يبدو الآن (ومع الحالة المضحكة لاعتذار السيد “حمدوك” عن تولي وزارة مالية “معتز موسي”) ذا شجون، خاصة إذا ما علمنا بأن عدد خبرائنا الاقتصاديين بالداخل يفوق عدد سكان الإمارات العربية المتحدة ولا يكاد ينقصهم شيء من عبقرية “آنشتاين” سوى خصلاته البيضاء وشنبه الكثيف..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية