شهادتي لله

مهزلة “حمدوك” !!

اعتذر المرشح المعتمد من المكتب القيادي للمؤتمر الوطني الحاكم لمنصب وزير المالية السيد “عبدالله حمدوك” عن المنصب ، مفضلاً وظيفته في مكاتب الأمم المتحدة بأديس أبابا !! ، إن الذين رشحوا هذا الرجل غير المعروف في الأوساط السياسية والاقتصادية في بلادنا ، وحجزوا له هذا المنصب الحكومي الرفيع ، دون إكمال المشاورات معه ، وقبل أن يصل الخرطوم ، وقبل أن تستمع القيادة التي لا تعرفه إلى رؤيته وأفكاره ، إنما أدخلوا الدولة في حرج بالغ ، لا يليق بها ، بعد نحو ثلاثين عاماً من الحكم والتجارب الطويلة الممتدة والمتكررة في اختيار المرشحين للمناصب الدستورية .
فلو أن المرشح للوظيفة كان عضواً ملتزماً بالمؤتمر الوطني أو الحركة الإسلامية ، قد نتقبل أمر تعيينه بإخطاره وأخذ موافقته المبدئية دون الحاجة إلى الجلوس إليه ، ولكن إذا كان المرشح لمنصب مهم ورفيع من (التكنوقراط) كحالة الدكتور “حمدوك” ، فإن الإجراء الصحيح أن تجتمع لجنة قيادية إلى المرشح ، وتستمع إليه مستكشفة قدراته وأفكاره وخططه ، وهل تتطابق مع سياسات الدولة أم لا ، كما يفعل “الكونغرس” الأمريكي مع المرشحين لمناصب وزراء ومستشارين في البيت الأبيض .
أما أن يلقي أحدهم – مهما كانت درجته في الحزب الحاكم – باسم من الأسماء ، ويمرر ترشيحه وزيراً خلال اجتماع محضور بقيادات كبيرة لها تاريخها وتجاربها مثل “علي عثمان” ، و”نافع” وبحضور الرئيس “البشير” ، مثلما حدث في حالة “حمدوك” دون بحث وتقصٍ واستماع ، أو اعتماد ترشيح أحدهم وزيرا ً(بالتمرير) دون حاجة لاجتماع كما جرى في حالة تعيين أمين قطاع الطلاب السابق بالحزب “مأمون حسن” وزيراً للدولة للإعلام، ثم تكرار الاعتماد في اجتماع المكتب القيادي الأخير، الذي أجاز تشكيلة الحكومة ، فإن ذلك من مظاهر الضعف والارتباك والتخبط .
ما هذا الذي يحدث ؟! وكيف يقبل رئيس الوزراء الجديد “معتز موسى” اختيار وزير مالية – وهو أهم منصب في حكومته – دون أن يستمع إلى موافقته وقبوله بالتكليف كفاحاً في مكتب رئيس الوزراء أو بيته ، وليس عبر الهاتف ؟! بل كيف يوافق أعضاء المكتب القيادي على اعتماد موظف أممي وزيراً للمالية والتخطيط الاقتصادي بالإجماع ، دون أن يعرفوا عنه شيئاً ، أو يستمعوا إليه و لو في تلفزيون السودان ؟!
ثم كيف يصرون على أن يأتوا إلينا بوزراء دولة للإعلام من قطاعي الطلاب والشباب أو من إعلام الهيئات والمؤسسات الصحية متجاوزين كل القامات والهامات الإعلامية في البلد ؟!
اعتذر “حمدوك” ، وهو نموذج لكثير من أبناء السودان غير البررة من العاملين بالخارج، الذين لا ولاء لهم لهذا الوطن الشامخ، حيث في حضنه أطلقوا صرخة الحياة الأولى ، الوطن الذي علمهم مجاناً .. ودربهم .. وقدمهم للمؤسسات الدولية .
نحتاج إلى حملات تطعيم واسعة تستهدف شرائح مختلفة من أبناء السودان ، لحقنهم بمصل (نقص فيتامين الوطنية) .
وا أسفاه … !!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية