قيادات سياسية ورموز وخبراء يشرِّحون قرار حلّ الحكومة
رئيس مجلس حركات سلام دارفور: القرار مكافأة للشعب السوداني على صبره على الإخفاقات
“الجزولي دفع الله”: الخطوة موفقة ولا بد من خطوات مماثلة لإصلاح الخدمة المدنية وتحسين الوضع الاقتصادي
“عبود جابر”: القرار قصد به تشكيل حكومة رشيقة لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني
تقرير- نجاة صالح شرف الدين
القرار الذي أصدره رئيس الجمهورية القاضي بحلّ حكومة الوفاق الوطني وتشكيل حكومة رشيقة حظي بصدى واسع واهتمام كبير على الأصعدة كافة كما قوبل بارتياح بالغ.
وفى هذا الصدد، وصف عدد من السياسيين الذين تحدثوا لـ(المجهر) أن هذا القرار سيؤدى لإصلاح الخدمة المدنية ومعالجة التضارب والتقاطعات، وأيضاً معالجة المحاصصة والترضيات، إلى جانب تجويد الأداء داخل الوزارات ومؤسسات الخدمة المدنية بشكل عام.
{ خطوات أخرى
يصف رئيس الوزراء الأسبق البروفيسور “الجزولي دفع الله” قرار رئيس الجمهورية بالخطوة الموفقة، التي كان ينبغي أن تكون منذ وقت بعيد، وقال: (لابد أن تكون هنالك خطوات أخرى مماثلة على رأسها إصلاح الخدمة المدنية وتحسين الوضع الاقتصادي، خاصة معاش الناس ومحاربة الفساد).
{ تلبية الطموحات
قال رئيس مجلس حكومة الوحدة الوطنية الأستاذ “عبود جابر سعيد” إن ما صدر من قرار لرئيس الجمهورية تم بناء على تفاكر عميق داخل الآلية العليا لتنفيذ مخرجات الحوار الوطني، وتمت مناقشته من كل الأعضاء، وتمت أيضاً الموافقة عليه باعتباره يلبى الطموحات، بتشكيل حكومة رشيقة ستعمل من أجل تنفيذ مخرجات الحوار الوطني وتوفير معاش الناس وتحسين الوضع الاقتصادي عموماً والاستجابة لمتطلبات المواطنين تحت مظلة الحكومة الجديدة.
وأوضح أن هذا القرار يعدّ بداية لإصلاح شامل في كل الولايات والمحليات، وأشار إلى أن الآليات التنفيذية ستكون موحدة في هياكلها بما لها من مسؤوليات مباشرة وقال: (نتوقع أن تؤدي هذه القرارات إلى إيجابيات كبيرة على المدى القريب والبعيد).
{ تجربة المجرَّبين
أوضح رئيس مجلس حركات سلام دارفور الأستاذ “آدم علي شوقار” أن المجلس وحركة تحرير السودان القيادة العامة قد عقدا اجتماعاً، أمس، أشاد بخطوة رئيس الجمهورية بحلّ حكومة الوفاق الوطني، مشيراً إلى أن القرار سيساعد في تحسين الوضع الاقتصادي للمواطن والوطن، وقال إن هذه الخطوة كان ينبغي أن تكون قبل تشكيل حكومة الوفاق الوطني التي تم حلّها.
وأضاف: (لا نريد للحكومة الجديدة أن تكون مترهلة كسابقتها، ونريد أن يكون هنالك اتجاه لاختيار الكفاءات والشباب وأن نعيد تجربة المجرّبين وحكومة تتسم بدماء جديدة وذات طموح لرفع مستوى البلد اقتصادياً واجتماعياً).
وقال “شوقار”: (نحن كمجلس حركات سلام دارفور نقف مع الحكومة الجديدة بكل قوة). ونصح رئيس الوزراء الجديد د. “معتز موسى” بالتشاور مع الكفاءات من أجل تنفيذ البرامج السياسية والاقتصادية سواء على مستوى الرئاسة أو الوزارات التنفيذية لأداء فعال يوفر الحد الأدنى لحياة كريمة للمواطن في معاشه وتوفير الخدمات في كل المجالات من صحة وتعليم ومياه وكهرباء وغذاء ووسائل النقل المختلفة، وكل الضروريات التي تجعل الإنسان يعيش حياة كريمة في وطنه.
وقال “شوقار”: (القرار مكافأة للشعب السوداني على صبره على الاخفاقات التي حدثت في الفترة السابقة)، وتابع: (لعل توصيات الحوار الوطني كانت واضحة في أن تكون هنالك حكومة رشيقة متناغمة لها دور فعال بعيداً عن المحاصصة والترضيات).
{ معالجة الأزمة
أشاد رئيس تجمع سلاطين وعمد ومكوك السودان الجديد سابقاً الرائد “محمد عثمان جموع” ورئيس اللجنة العسكرية للعائدين بالحركة الشعبية برئاسة “دانيال كودي” بقرار رئيس الجمهورية بحلّ حكومة الوفاق الوطني. وقالا إن القرار جاء متأخراً لكنه قرار صائب وخطوة إجرائية علاجية.
وأوضح “جموع” من جانبه أن الوضع الاقتصادي أصبح طارداً، والحاجة ضربت كل الأسر، وقال إن الأزمة السياسية والاقتصادية تفاقمت بصورة كبيرة وحلّ الحكومة كان لابد منه، ورئيس الجمهورية فعل خيراً باتخاذه هذا القرار. وأضاف: (نتمنى أن تشكل الحكومة الجديدة بعيداً عن المحاصصة والترضيات والفرز السياسي واستبدال المقاعد).
وأوضح “جموع” أن السودان ومليء بالكفاءات والعقول وعند تشكيل الحكومة الجديدة لا بد أن تضع في الاعتبار الرجل المناسب في المكان المناسب ليعود بالمنفعة لجسد الدولة، ولكن مشكلة الحكومة ومنذ زمن بعيد يكمن في الاعتماد على الجانب التنظيمي الحزبي والسياسي وإهمال الجانب الإداري والرقابي. وقال إن المشكلة تبدأ من المحليات وطمس هوية الضابط لسلطات المعتمدين السياسي، وكذلك الاعتماد على وكلاء توزيع السلع الضرورية الدقيق والسكر والغاز وشركات للكوادر الموالين الذين لا ذمة لهم ولا ضمير وقد تسببوا في الأزمة الاقتصادية.
{ قيام الانتخابات
أما القيادي بالمؤتمر الوطني اللواء (م) طيار “عبد الله صافي النور” فقد قال إن خطوة رئيس الجمهورية تعدّ خطوة موفقة وكان لابد منها واقتضتها الظروف، خاصة الظروف الاقتصادية، وكذلك الترتيب لمرحلة قيام الانتخابات وفتح المجال لتشكيل حكومة محدودة العدد حتى تتوافق ومركزية القرارات في الوزارات ومعالجة مشكلة الترهل والتضخم حتى يسير العمل بانسياب دون تقاطعات وتضارب مع القرارات، وأضاف قائلاً: (نتوقع أن يُحسَن اختيار الحكومة المقبلة ولا نشك في الذين غادروا، وهذه الخطوة اقتضتها الظروف.. والأحزاب المشاركة والتي لم تشارك لها الفرصة في ترتيب أمرها للمرحلة المقبلة وتدخل انتخابات 2020، بذلك فإن لديها الفرصة الكافية للترتيب لهذا الأمر).
{ شجاع وصائب
ابتدر عضو اللجنة التنسيقية العليا لمتابعة تنفيذ مخرجات الحوار الوطني الدكتور “عثمان أبو المجد” حديثه قائلاً: (أعتقد أن قرار رئيس الجمهورية كان قراراً شجاعاً وصائباً وقد جاء في وقت كنا نتوق إليه، وأن تأتي متأخراً خير من أن لا تأتي، وما كان صدور هذا القرار إلا نتاج لقضايا وأزمات اقتصادية التفت على السطح وشكلت معاناة للمواطن في معاشه). وأضاف: (هنالك محاولات لحلحلة هذه المشاكل ولكن نعتقد أن هذه الحلول مؤقتة). وزاد: (ولعل الهدف الأساسي ليس تقليص المنصرفات المالية وإنما الهدف تجويد الأداء ومنع التقاطعات ما بين الوزارات حتى تتمكن من أداء دورها بصورة شفافة وقوية وبمسؤولية تامة مما يسهل انسياب القرارات داخل الوزارات وتنفيذ التوجيهات).