وجاء في الأخبار أن والي ولاية الجزيرة، الدكتور “محمد طاهر أيلا” قد أعلن عن شروعه في وضع دراسة جدوى لإقامة مدينة صناعية لصناعة الغزل والنسيج في منطقة النابتي جنوبي الولاية، وذلك في شراكة مع دولة كوريا الجنوبية يقودها “أيلا” بنفسه مع السفير الكوري الجنوبي بالخرطوم .. بالطبع هذا خبر مفرح ولكن يمكن أن تتم قراءته وبمثل ما خرج به من ضجة واحتفاء على اعتبار أنه خبر مستلف من العام 1956م التاريخ الذي أعلن فيه السودان استقلاله من الاستعمار الانجليزي .. فمثل هذه المشروعات هي التي كانت سينهض بها هذا البلد مُذ شب يافعاً باستقلاله وبحريته، ولكن وأعوذ بالله من لكن هذه التي كلما هربنا منها وجدناها من أمامنا ومن بين أيدينا وعن إيماننا وشمائلنا .. المهم في الأمر هنا أن هذا “الايلا” قد استطاع أخيراً الإفلات من مهرجانات السياحة الفارغة وانترلوك الشوارع والأرصفة وبدأ يضع نفسه في ( التراك الصحيح ) فمثل هذه المشروعات هي وحدها ما ستخرجنا من محنتنا التي نعيشها الآن وليست المهرجانات الموسمية الفاشلة واللقاءات الجماهيرية المليئة بالكذب وروح النفاق والتي أضاعت موارد البلاد وأفلستها .. مبروك “ايلا” فإن أتيت اليوم خير من أن لا تأتي مطلقاً ..
