* الإعلام بكافة أشكاله في المحيط العربي والمحلي عموماً دائماً ما يقوم بأدوار محددة لم يتجاوزها طوال العقود السابقة.. فهو يقنع فقط بنقل الأخبار وتحليلها ونقل شكاوى الناس الحياتية والاقتصادية والاجتماعية.. واكتفاء الإعلام المحلي إجمالا بهذه الأدوار (البسيطة) هو ما يمكن أن نطلق عليه مجازا (عجز القادرين على التمام).
* الأجهزة الإعلامية في الغرب والدول الأخرى تسعى لتطوير أدواتها وأشكال مخاطبتها للجمهور والناس وابتداع طرق للتواصل مع الناس غير مألوفة بل إنها في بعض الأحيان تلجأ إلى اختراق أراض جديدة بأن تكون جزءاً من الحدث وتسهم إلى حد كبير في محاولات حل كثير من الأزمات الاجتماعية والاقتصادية.. بل وحتى السياسية منها..
* ورأينا كيف أن التغطية الإعلامية لثورات الربيع العربي قد ساهمت بالقدر الكبير في كفالة غطاء إعلامي للجماهير للتعبير عن رغبتها الصارمة في التغيير.. وهذا الغطاء الإعلامي جعل كثير من الأنظمة السياسية غير قادرة على التنكيل بتلك الشعوب.. فساهم الإعلام بذلك بشكل قوي ومباشر في عملية التغيير التي اجتاحت كثير من البلدان العربية..
وبلادنا التي تمر بأزمات متتابعة تحتاج إلى هذا الشكل الإعلامي الجديد الذي لا يكتفي فقط بالفرجة على الحركة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.. وهو بحاجة ملحة إلى أن يكون جزءاً من التغيير الإيجابي في حركة تطور المجتمعات..
بعض القنوات السودانية صوبت بعض جهدها إلى أن تتحرك بحرية أكبر في هامش الحرية الاجتماعي.. وحققت بعض البرامج نجاحاً اجتماعياً كبيراً بأن صارت إدارة لمساندة الناس في محنتهم وحاجاتهم وضرورياتهم الإنسانية والمجتمعية..
* برنامج (بنك الثواب) مثلاً يسعى إلى تلمس حاجات الناس وتسعى إلى علاجها عن طريق توفير حلول لبعض المرضى غير القادرين على الإيفاء بمطلوبات الدواء والعلاج.. وحقق مقدمه “عبد الله محمد الحسن” تقدماً كبيراً في كفكفة دموع المرضى والمحتاجين بتسخير منبره الإعلامي إلى خدمة المجتمع..
*وبرنامج (رحلة زفاف) في قناة النيل الأزرق الذي تقدمه المذيعة مس “مريم” يقدم جهداً كبيراً في (حلحلة) قضايا العنوسة بدعمه الكبير للعرسان بتوفير المطلوبات المهمة في رحلة زفاف العروسين..
*يسعى البرنامج الذي لم يجد حظاً كبيراً من الانتشار الإعلامي يدعم كثير من المتعسرين في الإيفاء بمطلوبات ليلة العمر..
*والبرنامج بالتالي ساهم في نقل الإعلام السوداني من كونه ناقلاً للحدث إلى مساهم في حل قضايا الشباب الراغبين في الزواج..
*وغياب البرنامج المؤثر جداً برسالته الإنسانية والمجتمعية عن الشاشة خلال الفترة السابقة أثار كثيراً من الأسئلة..
*يبدو أنه الأهم من غيره في أن يجد الدعم والمؤازرة سواء من إدارة القناة أو المؤسسات المجتمعية والرسمية الأخرى..
* نتعشم أن نرى البرنامج خلال الفترة القادمة بشكل قوي ومختلف وبأفكار جديدة..
*بلادنا الآن تعاني.. ومواطنوها يعانون بشدة أيضاً في توفير مطلوبات الحياة الأساسية.. ومثل هذه البرامج التي تساعد وتدعم ذوي الدخول المحدودة والمتعسرين نحتاج إلى أن نبصم عليها ونساندها.. ونهبها أدوات نجاحها..
*مسامرة أخيرة
يااااااداليا
إذاعة المستقبل بدأت بثها الترويجي قبل فترة بأغنيات من الزمن الجميل أغلبها الغناء الوارد بالعود.. وهو ما جعل مؤشر الكثيرين يوقف مؤشر الراديو عندها.. واهتمام الإذاعة بهذا النوع من الأغنيات يؤشر (عنوانها) إلى أنها سوف تتصف بالرصانة والجدية. ولكن ما شكك ظني الحسن ذاك.. هو فقرة ترويجية لا يمكن وصفها إلا بالسماجة وافتقارها للمضمون الترويجي عندما يصيح أحدهم.. (يا داليا.. أيوة يا أيمن.. لالا ما أنتي داليا التانية).. ثم يصيح مرة أخرى.. (يا داليا.. أيوة يا أيمن..لالا ما أنتي داليا التانية).. ثم تختتم “داليا” بصوت مشحون بالدلال (ما جهجهتنا يا أيمن).. وحقاً لا أعرف هل تريد الإذاعة أن تخبرنا أن بها اثنتان باسم داليا..؟ وما الذي يستفيده المستمع من هذا الأمر؟ رجاءً لا تفسدوا جهودكم التي بدأتموها بهذا الشكل المميز بالـ(الهتر) و(المزاح الثقيل) على المستمعين.