مهزلة بيان
لو تحلى الدكتور “أحمد بلال” بقليل من الصدق مع النفس والشجاعة لما أصدر بيانه الفضيحة عن الأسباب التي دفعته لإعفاء الوزير “الهندي” من منصبه كوزير دولة!!
الدكتور “أحمد بلال” الذي تولى قيادة الحزب الاتحادي بعد خروج د.”جلال الدقير” واستقالته المدوية احتجاجاً على فتور وبرود العلاقة مع المؤتمر الوطني فشل حتى الآن في قيادة الحزب، ولم تسعفه الإضافات التي حصل عليها بانضمام بعض فرقاء مولانا “الميرغني” وهم قيادات لها بريقها عندما كانت تطوف حول “الميرغني” ولكنها فقدت سندها وانطفأ بريقها، ولم يستفد د.”أحمد بلال” من مساندة رئيس حزب المؤتمر الوطني له.. ومحاولة ردم الهوة بينه و”إشراقة” التي أثبتت الأيام أنها قادرة على زعزعة استقرار الحزب وتشكل حضوراً دائماً في الأجندة اليومية للحزب الذي سجن نفسه تحت ثياب المرأة التي وصفت بالجسورة والشجاعة.. وهي السبب الرئيسي في إعفاء “الشريف” من منصبه بعد أن مدّ جسور التواصل والتعاون معها ما يعدّه د.”أحمد بلال عثمان” من (المحرمات) أو المكروهات التي تؤدي بصاحبها للخروج من أسوار الاتحادي حتى ولو كان ذلك الوزير ينتسب لأسرة وبيت “الشريف الهندي” الذي وظفته مجموعة “أحمد بلال” في صراعها وانقساماتها.. وقد استظل “جلال الدقير” و”محمد يوسف” ود.”أحمد بلال” و”السماني” بشجرة “الشريف زين العابدين الهندي” الرجل الزاهد النظيف العفيف الذي قرر مبكراً الخروج من المعارضة وتحالفات الاتحاديين والأنصار واليسار في القاهرة والعودة للخرطوم، وفتح ثغرة صغيرة في جدار الإنقاذ الصلد والولوج لساحاتها.. وتبعه من بعد آخرون دون الاعتراف بفضل “الهندي” في فتح قنوات الحوار.
كل ذلك لم يشفع لأسرة “الهندي” والطريقة الهندية العرقية وهي الطريقة الثالثة بعد الأنصارية والختمية.. وبعد أن قدم “الهندي” مشجعيه من الاتحاديين للمناصب الوزارية وجلس بعيداً في مزرعته يتأمل أمواج النيل وتقلب السياسة، وتكالب الجوعى على الوزارات والمناصب التنفيذية والباحثين من أعضاء حزبه عن نعيم الدنيا.. انصرف “الشريف زين العابدين” من المشهد، وكان حرياً بالذين قدمهم للوزارات الوفاء له، والاعتراف بفضله وفضل بيت “الهندي”، لكنهم تنكروا له.. وأخيراً تم فصل آخر أبناء “الهندي” وإبعاده من الوزارة بحجة (بايخة) وتبرير فطير عن عجزه.. وضعفه.. وفشله في أداء واجبه الحزبي.. ولم يُجِب د.”أحمد بلال” عن سؤال: أين هو الحزب الذي فشل “الشريف” في تقديم شيء له كما جاء في البيان؟؟
إن كان للحزب الاتحادي الديمقراطي وجود لما وجد المؤتمر الوطني حرجاً في دعمه وإسناد ظهره وإخلاء الدوائر الجغرافية له من أجل سواد عيون الحزب.. ويرهق “أحمد هارون” نفسه (بالمساككة) بين دائرة “أحمد بلال” لإقناع المواطنين بالتصويت له.. ود.”بلال” حينما كان وزير صحة ممثلاً للحزب الاتحادي الديمقراطي الكبير عام 1987م كان “أحمد هارون” يهتف في تظاهرات الجبهة الإسلامية القومية بالأبيض، ويقيم بصفة شبه دائمة في دار الثقافة الإسلامية بالأبيض، ود.”بلال” نجم في فضاء الديمقراطية.. وقد عجز منذ ذلك الوقت وحتى اليوم عن (تأسيس) قاعدة لدائرة جغرافية يأتي بها (خدمة ضراع) وعرق جبين، ويضطر المؤتمر الوطني لحمله على أكتافه.. ورغم ذلك يتهم “الشريف” صاحب الحق الأصيل في شركة الاتحادي بالإخفاق وضعف الأداء ويطرده من الوزارة لأسباب لا يملك د.”بلال” الحديث عنها علناً لأنه يفتقر لشجاعة الاعتراف بالأمر الواقع!!