{ كلما هطلت الأمطار، غزيرة كانت أم متوسطة أو حتى خفيفة تتحول شوارع وساحات ومساحات مدن ولاية الخرطوم إلى برك وبحيرات من المياه الراكدة، التي كلما تأتي (نازلة) من السماء لا تجد طريقاً للتصريف، وحتى المصارف القديمة صارت منعدمة القيمة بسبب انسدادها وعلى طول مساراتها مقفولة بالأوساخ والأنقاض والنفايات لتكرر الأزمات والكوارث الخريفية.
{ أما الجهات المسؤولة عن مراجعة هذه المصارف يبدو واضحاً أنها استسلمت للعجز والفشل وصارت لا تمر عليها حتى لإلقاء نظرة ولو عابرة.. فالأمطار الاخيرة كشفت عن عجز المحلية وعجز حكومة الولاية بأكملها في قطاعاتها الهندسية والصحية المختلفة، وثبت بما لا يدع مجالاً للشك أنه لا وجود فعلي لوزارة بمسمى التخطيط الإستراتيجي ولا بمسمى البنية التحتية ولا بمسمى البيئة، ولا وجود لمؤسسة بمسمى تخطيط المدن وللأسف الشديد لا وجود حتى لغرفة للطوارئ تستفيد من تجارب الماضي وتتحسب لما هو قادم حتى لا تتكرر الأخطار والكوارث التي ظللنا نعيشها في مواسم الخريف والفيضانات والسيول.
{ لا ننتظر من حكومة الولاية الحالية أن تنقذ الخرطوم من مآسي ومحن الخريف المتواصلة في هذا الموسم ولا حتى في الموسم القادم، ولكن إذا أمد الله في آجالنا وأجل الحكومة الاتحادية وأجل حكومة ولاية الخرطوم العاجزة الآن نطالبهم بأن ينظروا إلى المستقبل نظرة عملية، يستعدوا بجدية من الآن لأمطار وسيول وخريف العام 2019 أو خريف العام 2020.. وحقاً إن لم تكن لهم القدرة والاستعداد من الآن لوضع خطة جادة للعامين القادمين للخروج من زنقة الخريف التي ظللنا نعايشها لسنوات خلت وتكررت بالكربون عاماً بعد عام مع كل الولاة والمعتمدين الذين تعاقبوا على حكم الخرطوم فليقدموا استقالاتهم من الآن ويغادروا مناصبهم ويتركوا المجال لغيرهم عسى ولعل أن يأتي من تكون لديهم الفكرة الخبرة والقدرة للخروج من أزمات وكوارث الأمطار والسيول والفيضانات وأزمات النفايات والصرف غير الصحي.
} وضوح أخير
{ من المخجل أن تخطط حكومة ولاية الخرطوم أو حكومة محلية الخرطوم لإنشاء مواقف السيارات ذات الدفع المقدم على الأجهزة الإلكترونية، ومعظم شوارع الخرطوم إما متصدعة وإما (محفرة) وإما (غرقانة) بمياه الأمطار وإما مغلقة بالأنقاض.
{ حقاً من المعيب أن تفكر حكومة الولاية في مشاريع متقدمة قبل أن تتقدم بالبنية التحتية الأساسية خطوة واحدة إلى الأمام!!