الحوادث

تفاصيل استعادة جهاز الأمن لطفلة مختطفة من داخل الأراضي التشادية إلى الجزيرة

والد الطفلة المختطفة يشكر جهاز الأمن ومديره "صلاح قوش"

الخرطوم ـ المهدي عبد البارئ
في عملية نوعية قام جهاز الأمن والمخابرات الوطني باستعادة طفلة قاصر ، (15) عاماً تم اختطافها من ولاية الجزيرة ، وإعادتها من دولة تشاد بعد أن حاول الخاطف الزواج منها والهرب بها إلى قارة أوربا ، والد الطفلة روى لـ(المجهر) التفاصيل المثيرة، وكيفية استعادة ابنته إلى حضن أسرتها وتعافي والدتها من حالتها السيئة التي ألمت بها.
بداية الحادثة ..
روى والد الطالبة ( ر، ح، ن، ا) لـ(المجهر) تفاصيل اختطاف طفلته القاصر واغتصابها من قبل أحد أبناء الجيران بإحدى قرى (24) القرشي بولاية الجزيرة ، بحسب (حسين) أنه فقد فلذة كبده أثناء يوم دراسي عندما ذهبت ابنته (ر) القاصر البالغة من العمر (15) عاماً و تدرس بالمرحلة الثانوية ، حيث خرجت من منزلها في تمام الساعة السابعة صباح يوم الثلاثاء 3\7\2018 في طريقها إلى المدرسة ولم يعترض طريقها أي أحد إلى أن عادت في العاشرة والنصف لتناول وجبة الإفطار في منزلها ثم عاودت الذهاب مرة ثانية لإكمال يومها الدراسي بالمدرسة ، بيد أنها لم تعد في أعقاب انتهاء اليوم الدراسي ، وعند حلول المساء أصابنا القلق إلى صباح اليوم التالي حيث استبد بنا القلق والخوف على فقدان ( ر) ، أين ذهبت وما ذا حدث لها؟.
رحلة البحث ..
وبمجرد تداول قصة فقدانها ظل الجيران وأهالي القرية رجالاً ونساءً قلقين مثلنا وصاروا يتساءلون ويبحثون معنا في كل الاتجاهات، وقال “حسين” :إن أكثر ما كان يخيفهم أنها ربما غرقت في أحدى الترع ، وقال :إنهم قاموا بتتبع كل كنارات المياه ولم يجدوا لها أي أثر على الشاطئ وكذلك لم نجدها في القرى المجاورة ، وفقدنا الأمل ، وفي خضم ذلك اليأس توفرت لنا معلومة لم تكن في الحسبان أو في مخيلتنا البتة بأن ابنتنا تم اختطافها من داخل المدرسة إلى جهة غير معلومة، وأن الخاطف هو أحد أبناء الجيران بالقرية ويدعى (ج، ق) ، وواصل “حسين” رواية ابنته التي اختطفها أحد أبناء الجيران الذين أوصانا بهم خيراً رسولنا الكريم في حديثه عن حق الجار: (مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه)، وقال :إنه لم يتوقع أن يحدث ذلك من أقرب الجيران وبناء على تلك المعلومة دونوا بلاغاً تحت المادة(162) اختطاف بقسم شرطة ونيابة (24) القرشي التي شرعت في بحثها عن ابنتنا إلا أنها لم تفلح في الوصول إلى الجاني.
تدخل جهاز الأمن
وقف رجال الشرطة أمام لغز الاختفاء المحير حيث لم يتوصلوا للجاني، إلى أن وصلت معلومة لأحد ضباط جهاز الأمن والمخابرات الوطني وهو برتبة لواء يدعى اللواء “أحمد علي إدريس”، الذي أخذ الأمر بكل جدية واهتمام وتتبع خيوط الخاطف في كل حدب وصوب إلى أن ادخلوها حدود دولة تشاد التي لم تخطر على أفكارنا وكانت هذه العملية بمثابة إبرة ضائعة في كثبان رملية، ولولا بسالة وهمة يقظة رجال جهاز الأمن الذين تمكنوا من إعادتها إلينا في أسرع وقت لحدثت كارثة لا تحمد عقباها.
الهروب إلى أوربا
وفال والد الطفلة لـ(المجهر) :إن الخاطف كان ينوي الهرب بها إلى دول أوربا، وأفاد في حديثه قائلاً :إن اللواء “أحمد علي إدريس” رفض تسليمه ابنته خوفاً عليها وعلى الحالة النفسية التي يمكن أن تمر بها المختطفة وأسرتها ، إلا أنه انتظر حتى أسدل الليل ستاره وقام بتسليمها إلى وكيل نيابة الأسرة والطفل مولانا “هاشم أحمد حمد النيل”، الذي جاءنا ليلاً في ظلام دامس وسلمنا لها، كما أنها مكثت شهرين بمباني الشرطة بـ(24) القرشي حتى استعادت صحتها قبل تسليمها لنا ، وأضاف “حسين” والد الطالبة (ر) المختطفة ، أن تم تقديم ابنته إلى الطبيب الشرعي للفحص وتأكد بأن الجاني قام باغتصابها.
محاولة طمس الحقيقة
حاولت أسرة الجاني بحسب “حسين” جاهدة محاولة طمس الحقيقة وتلفيق الحادثة وتكذيبها بكل السبل إذ أنهم قاموا بشراء قسيمة زواج من دولة تشاد باللغة الفرنسية محاولين في ذلك إغراء المحامي والموثق الأستاذ “محمد أحمد الارباب”، الذي رفض كل الإغراءات باعتباره قضاءً عادلاً، وأن المحاماة مهنة إنسانية شاكرين له ذلك وتم تكليفه بالموضوع ، واستطرد “حسين” إن البلاغ تم تحويله من المادة(162) اختطاف إلى المادة(45أ) من قانون حماية الطفل وإحالة الملف من نيابة الطفل بالخرطوم إلى نيابة الأسرة والطفل بولاية الجزيرة باعتبارها جهة الاختصاص، وتقدم والد الطالبة المختطفة “رشيدة حسين ناصر آدم” بالشكر الجزيل إلى كل الجهات الأمنية والشرطية والعدلية على رأسها الفريق صلاح “عبد الله قوش”، مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني، واللواء “أحمد علي إدريس” اللذين باشرا الإجراءات والوصول إلى الخاطف وإحضار ابنتنا في أسرع وقت، ونخص بالشكر وكيل النيابة العامة بولاية الجزيرة ووكيل نيابة الطفل والأسرة والمحامي المكلف بالإجراءات في البلاغ “محمد أحمد الأرباب” متقدماً بالشكر لأهالي الولاية الذي وقفوا معهم في محنتهم وأخيراً أكد “حسين” للجهات المعنية والشعب السوداني استلامهم لابنتهم الطالبة المختطفة، والتي تم اغتصابها بواسطة الخاطف، وتم إحضارها إلى الولاية لمزيد من الفحوصات الطبية حسب توجيه النيابة خوفاً من حدوث حمل والتأكد من سلامة الرحم.
لعل الحديث عن جرائم الاختطاف والاغتصاب يحتاج إلى دراسات دقيقة لكشف أسباب تفشيها واختراقها لجدار المجتمع السوداني المحافظ والشاهد في ذلك أخبار الحوادث والمحاكم في وسائل التواصل الاجتماعي التي تكشف عن تنامي تلك الظواهر الدخيلة، ولولا يقظة وفطنة الأجهزة الأمنية في مكافحة تلك الظواهر وتوقيف الجناة وتقديمهم لمحاكمات عادلة لاستفلحت الظاهرة أكثر من ذلك.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية