بكل الوضوح

رحمة (الغيث) وعذاب (المطر) ..!!

عامر باشاب

{ بلا شك أن نزول الماء من السماء إلى الأرض من النعم العظيمة الذي خص بها عباده، لأنه وكما ورد في القرآن أن الحياة كل الحياة من الماء، لقوله سبحانه وتعالى: (وجعلنا من الماء كل شيء حي)، فالأرض تحيا بالماء وتتزين بالزرع الذي ينبت بالمياه، وحياة والإنسان والحيوان تعتمد كلياً على الماء (مأكل ومشرب ونظافة)، الله سبحانه وتعالى تجلت قدرته أن يحي الأرض بعد موتها بماء السحاب.
{ وجاء في الحديث النبوي الشريف (عن أبي هريرة قال: قلت: يا رسول الله، إني إذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء. قال: (كل شيء خلق من ماء).
{ اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفًا فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلَالِهِ فَإِذَا أَصَابَ بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ إِذَا هُمْ يَسْتَبْشِرُونَ [ 48] *

وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمُبْلِسِينَ [ 49] * فَانْظُرْ إِلَى آثَارِ رَحْمَتِ اللَّهِ كَيْفَ يُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ ذَلِكَ لَمُحْيِ الْمَوْتَى وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [ 50 ] * }

{ وفي محكم التنزيل (القرآن الكريم) وردت كلمة الغيث والمطر في مواضع عديدة بتحديد دقيق للمعنى المراد، والمتتبع لآيات القرآن يجد مفردة الـ(الغيث) تأتي مصاحبة للحياة والخير والرحمة والنعم والبركات، كما يظهر ذلك مثلاً في سورة [الشورى: الآية 28] وقوله تعالى:
{ وَهُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ الْغَيْثَ مِنْ بَعْدِ مَا قَنَطُوا وَيَنْشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِيُّ الْحَمِيدُ }
وفي[ سورة لقمان الآية 34 ] { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ }
وفي سورة [يوسف 49 ] { ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ } .
{ ويا سبحان الله الغيث ينزل من السماء رحمة من الله الرحمن الرحيم، ليخرجهم من ضيق المعيشة إلى رغد العيش ووفر النعم الزراعية التي تنبت من تحت باطن الأرض وتخرج بالخير والبشريات على الإنسان والحيوان.
{ أما مفردة (المطر) أتت في أكثر من موضع في آيات القرآن الكريم تخبر عن العذاب والعقاب الرباني وفي سورة الأعراف.
[ الأعراف: 84 ] تظهر مفردة أمطرنا ومطرا){وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ} .
وفي سورة [الشعراء : 173 ] جاءت مفردات – أمطرنا – مطراً – مطر في قوله تعالى {وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ } .
{ أما في سورة [هود : 82 ] جاءت مفردة أمطرنا في قوله تعالى { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ } ونوع المطر هنا أمطار من الحجارة .

{ وضوح أخير :
في هذه الأيام الممطرة بمياه الرحمة والخير نسأل الله أن يديم علينا خيرها ويجعله غيثاً نافعاً ويصرف عنا كل الابتلاءات والأزمات المصاحبة للمطر بسبب إهمال الحكومات المحلية وفشلها المتواصل في الاستعداد والتأهب لموسم الخريف.
{ لا حول ولا وقوة إلا بالله.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية