قال تعالى: (أَمْ مَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ) .. صلاة قيام الليل من أفضل الصلوات بعد صلاة الفريضة، وأعظمها أجراً وسبب فضلها كما قال “ابن رجب الحنبلي” أنّها أقرب إلى الإخلاص والخشوع وهي من أسباب دخول الجنة، ففي الحديث الشريف: (أطعموا الطعام، وصِلُوا الأرحام، وصَلُّوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام). وهي شرف المؤمن لأنّها دليل على قوة إيمانه وصدق إخلاصه في العبادة.. سئل “الحسن البصري” ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوهاً؟ فقال: (لأنّهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره) وفيها يتنزل الله تعالى ليستجيب الدعاء ويفرج عن المكروب وهي سمة من سمات المتقين، قال تعالى: (كَانُوا قَلِيلاً مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) أي كانوا وكما قال “الحسن البصري” لا ينامون من الليل إلا قليلا، بل يقضون جل ليلهم في العبادة.. وفي القيام أجر المتهجدين فلا شك أنّ المتهجد أجره أكبر ممن يقوم الليل من أوله وقد جاء عن عائشة وابن عباس رضي الله عنهما أنّ النائشة هي القيام بعد الرقود، أما من قام أول الليل فما قام النائشة، ومن نوى القيام ولم يستطع بسبب العذر يكون له أجر القيام إذا توفرت النية الصادقة لقيامه .