تقارير

الأمطار والسيول شردت أكثر من (5) آلاف مواطن وأتلفت (67) ألف فدان زراعي

مشاورات لإعلان الحواتة منطقة كوارث

القضارف : سليمان مختار
سببت الفيضانات والسيول التي اجتاحت محليات الفاو والرهد والمفازة، سببت أضراراً كبيرة في المنازل والأراضي الزراعية، أدت لتشريد عدد من المواطنين فضلاً عن انقطاع طريق (الحواتة – القرية3 – الفاو)، الوضع فاق إمكانيات الحكومة المادية واللوجستية، فاستنجدت بالحكومة الاتحادية لتجاوز أضرار السيول والأمطار.

رئيس المجلس التشريعي بالقضارف “محمد عبد الله المرضي” بعث برسائل عديدة للحكومة الاتحادية، من أجل إغاثة منكوبي السيول، موضحاً عجز حكومة الولاية عن درء إفرازات الكارثة التي اجتاحت ثلاث محليات، وقال إن حجم الكارثة يفوق إمكانيات الولاية إلى جانب توقف الحركة وعدم انسيابها في تلك المناطق، مما ينعكس على توفير احتياجات المواطنين اليومية، وكشف “المرضي” أن مياه الفيضان والسيول والأمطار التي اجتاحت الولاية أمس الأول أدت إلى تشريد أكثر من (5) آلاف مواطن وإتلاف أكثر من (٦٠) ألف فدان من المحاصيل الزراعية، و(5) آلاف فدان في القطاع المروي و(٢) ألف فدان من المحاصيل البستانية، وكشف أن التقديرات الأولية عن حجم الخسائر بلغت (٣٠) مليار جنيه، ولفت “المرضي” في تصريح لـ(المجهر) أن ارتفاع مناسيب نهر الرهد التي تجاوزت الثمانية أمتار أسهمت في انحدار مياه السيول والأمطار مما أدى إلى انقطاع طريق (الحواتة – القرية – (3) الفاو) وعزل المحليات الثلاث تماماً وكشف المرضي عن غمر المياه لأكثر من (١٠) قرى، وأضاف أنها لا تزال تحاصر (٤٢) قرية وإن ذلك ترافق مع عمليات إجلاء تحذيرية لـ(5) قرى بالمحليتين، وأشار إلى أن مياه نهر الرهد غمرت كلاً من قرى (نزامه – بازورا – أم دبكة – مككنة – حلة هاشم – عين الجمل والقرى العشر لحظيرة الدندر)، وكشف عن استعانة السُلطات بمحلية الرهد بمراكب لإجلاء مواطنين بعدد من القرى بالمحلية، مبيناً بأن حجم الأضرار التي لحقت بتلك المحليات كبير، الأمر الذي أدى لانعدام الاحتياجات الأساسية وفقدان المأوى، وتوقع “المرضي” تفاقم الأوضاع بسبب انعدام ونفاد السلع الضرورية خلال الأيام القادمة في ظل هطول الأمطار وارتفاع مناسيب النهر، وقال إن شرطة الدفاع المدني أجلت أكثر من (5) آلاف مواطن، وناشدت رئيس الجمهورية، بالتدخل لمساعدات الولاية في إيواء المتضررين وتوفير الإغاثة في ظل هطول الأمطار المتواصل وضعف قدرات الولاية في مجابهة الكارثة، وناشد “المرضي” المنظمات الإنسانية والطوعية والدولية للتدخل لمعالجة الأوضاع الصعبة للمتضررين، وقال إنه بصدد تكوين لجنة من المجلس للاجتماع مع الوالي للتفاكر حول إعلان منطقة الحواتة منطقة كوارث ليتدخل المركز لمساعدة المتضررين.

وساد سخط وتذمر وسط مواطني مدينة الحواتة حاضرة محلية الرهد، بسبب مآلات الأوضاع بالمدينة التي خلفتها السيول والأمطار وقطع الطريق الرئيس للمدينة في أكثر من (7) مواقع وعزل المحلية عن الولاية تماماً، وانتقد عدد من المواطنين خلال حديثهم لـ(المجهر) التأخير غير المبرر لتنفيذ طريق (الحواتة – القرية (3) – الفاو) وإن مصير الطريق بات مجهولاً في ظل تتجدد معاناة المواطنين كل خريف، وطالبوا حكومة الولاية بتعبيد الطريق، وكشفت جولة ميدانية قامت بها (المجهر) شملت القرية (11) حكى رئيس اللجنة الشعبية بالقرية “محمد خالد” قصة حدثت عقب الفيضان عن إنجاب سيدة تدعى “بثينة محمد زين” مولوداً على ظهر تراكتور، بعد أن داهمتها آلام المخاض في الطريق أثناء إسعافها لمستشفى الفاو، وأضاف إن التراكتور كان يحاول قطع مسافة سبعة كيلومترات وسط الوحل والطين بسبب انقطاع الطريق الذي حال دون وصولها للمستشفى حتى أدركتها آلام المخاض وهي على ظهر التراكتور، وأنقذتها العناية الإلهية لتضع مولودها في الطريق وتنجو من موت محقق، وأشار رئيس اللجنة أن معاناة مواطني القرية المنكوبة لا تتوقف عند تلك الحادثة، بل تمتد إلى كيفية حصول المواطنين على مياه الشرب النقية بعد تعطل محطة المياه بالقرية لأكثر من أربعة أشهر، وأصبحت الترعة مصدر المياه الوحيد، يشرب منها الإنسان والحيوان، وهناك مخاوف من إصابة المواطنين بالأمراض المنقولة بواسطة المياه الملوثة، فضلاً عن انتشار البرك والميعات والتي تمثل حاضنا لتوالد البعوض، وانتشار الحشرات بعد أن دمرت السيول عدداً كبيراً من دورات المياه واختلاطها بالمياه الراكدة والمنتشرة على نطاق واسع في القرية، هذا الوضع حسبما ذهب “محمد خالد” يتطلب التدخل العاجل من سُلطات المحلية لتجنب كارثة بيئية، وقال إن عمليات الحصر الأولية كشفت عن تدمير أكثر من (200) منزل انهارت كلياً و(50) منزلاً انهارت جزئياً و(500) أسرة شردت، وناشد حكومة الولاية بتوفير الاحتياجات العاجلة من المواد الغذائية والخيام للمتضررين بالقرية الذين تجاوز عددهم (2) ألف شخص، ومن جانبه كشف معتمد محلية الفاو “محمد الطيب البشير” خلال حديثه لـ(المجهر) أن مياه السيول والأمطار غمرت كلاً من القرى (8) و(9) و(11) و(13) و(14) و(10) وبلغ عدد الأسر المتضررة (2813) ألف أسرة وان (781) منزلاً تضررت كليا و(2032) ضرراً جزئياً، وارجع أسباب السيول والفيضان إلى ارتفاع معدلات الأمطار التي تجاوزت (120) ملم إلى جانب ارتفاع مستوى المياه التي كانت أكبر من طاقة مصرف القرية، وعدم نظافة وتطهير المصارف إلى جانب طبيعة تلك القرى المحاطة بمصارف المياه التي أنشئت بغرض الزراعة المروية، واقر بوجود بعض الإشكالات في عمليات التخطيط، ولفت إلى أن هناك معالجات عاجلة بالتنسيق مع لجنة الطوارئ ومؤسسة الرهد الزراعية لفتح المصارف وتطهيرها لمعالجة مشكلة ارتفاع منسوب المياه وتصريفها في سوق القرية (10)، وقال إن المحلية تركز الآن في توفير الاحتياجات العاجلة للمتضررين بلغ عددهم (4) آلاف، إلى جانب القيام ببعض الإجراءات التحوطية لمجابهة الآثار الصحية المترتب على السيول لتلافي ظهور الأمراض كاشفاً عن وصول (1000) جوال ذرة من حكومة الولاية، إلى جانب المعالجات الصحية المتمثلة في كلورة مصادر المياه، وتوفير مبيدات رش البعوض، وأضاف إن بناء المنازل من المواد المحلية يتطلب الحذر، لأن هنالك كثيراً من المنازل باتت آيلة للسقوط بعد أن غمرتها السيول.
وفي محلية المفازة ألحقت مياه السيول والأمطار أضراراً بالغة بعدد من المنازل وتم عمل سد لحماية منطقة المفازة من السيول، وكشف معتمد المفازة “عبد العاطي حسن دكين” عن تضرر (9) قرى من السيول والفيضان، إلى جانب قرى (الخشخاشة – حلة عمر) وقال إن عدد الأسر المتضررة بلغ (757) أسرة، ولفت عن وصول معينات صحية ومواد غذائية و(1000) جوال ذرة من لجنة الطوارئ بالولاية لمجابهة الأوضاع، فيما ترابط اللجنة العليا للطوارئ بالولاية برئاسة وزير التخطيط العمراني “حمد النيل سعد” ومدير عام وزارة الصحة بالولاية د. “أحمد” بمنطقة المفازة بعد أن حالت مياه البرك والميعات دون الدخول إلى منطقة الحواتة.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية