بكل الوضوح

إلى متى غياب فنان بكل هذه العظمة؟

عامر باشاب

{ كلما استمعت إلى واحدة من التسجيلات النادرة من الروائع الغنائية المعتقة لـ(عميد الفن السوداني) الفنان الراحل المقيم “أحمد المصطفى”، التي يحتفظ بها بعض عشاق النغم الأصيل، أجدد الأسى وأعيد التساؤلات إلى متى يظل الأستاذ “عز الدين أحمد المصطفى”، يحبس صوت أبيه الفنان العملاق “أحمد المصطفى” عميد الفن السوداني (العظيم)، داخل عقليته المسيطرة والمغلقة داخل خزانة (الورثة) ليحرم الشعب السوداني من سحر هذا الصوت الشجي وذلك الإبداع المتفرد والفن الأصيل..
{ إلى متى يظل الأستاذ “عز الدين” يصر على تغيب صوت العميد عن أسماع الشباب جيلاً بعد جيل، بتعنته ورفضه بث أغنياته في أجهزة الإعلام المختلفة، ومنعه حتى للعمالقة وكبار المطربين من ترديد تلك الأغنيات حتى من باب الاحتفاء والوفاء..
{ ماذا يضير “عز الدين” وإخوانه إذا أطلقوا سراح ذلك الصوت الذهبي، وتلك الأعمال الغنائية ذات القيمة المضافة لتواصل فعاليتها في تشكل الوجدان وتنظيف الآذان، خاصة في هذا الزمان الذي انتشرت فيه الأعمال الغنائية الرديئة والساقطة والفاسدة والمُسرطنة، التي أوصلت شارع الفن الآن إلى حالة أشبه بشوارع وسط الخرطوم، التي غطت مساحتها أكوام النفايات والقاذورات، وسممت أجواءها الروائح الكريهة المنبعثة يومياً من طفوحات (الصرف غير الصحي).
{ وضوح أخير:
{ من المؤسف حقا أن تتغيب سيرة عميد الفن السوداني مع غياب صوته ليظل الغالبية العظمى من الجيل الشباب لا يعرفون شيئا عنه بسبب حرمانهم من سماع صوته في الإذاعات أو سماعه ومشاهدة صورته على شاشات الفضائيات، وهكذا غاب العميد وهو الذي أبدع وأجاد في تجربته الإبداعية حتى وصل بها إلى مكانة جعلته في أيام مجده يعتلي عرش الشهرة والمجد والنجومية حتى خارج الحدود ظل الجميع ينادونه بـ(يا عظيم)، وفي مسرح الحركة الوطنية كانت له صولات وجولات توثق لتجربته في النضال الوطني من أجل استقلال البلاد وسجل التاريخ أدواره العظيمة في مناهضة المستعمر البغيض، وفي مسرح العمل النقابي كافح وثابر واجتهد وابتكر في قيادة نقابة الفنانين، وبذل كل ما يملك ملكات وخبرات في فن القيادة والإدارة الرشيدة إلى أن ارتقى بالفن السوداني وأعلى من شأن وقيمة الفنان السوداني ليس بالداخل فقط بل وحتى خارج الحدود.
{ حقاً كيف فنان ورجل بكل هذه العظمة يظل غائباً أو مغيباً عن المشهد الإبداعي.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية