الديوان

(16) فصلاً آيلاً للسقوط.. ( 870) تلميذاً يواجهون مصيراً مجهولاً

عقب تعرضها لأضرار بالغة مدرسة أم ضريوة (1،2) للأساس

أولياء أمور: ذهبنا لمعتمد بحري ولم نجده.. ومواطنون مجاورون للمدرسة يشهرون السكاكين لمنع فتح مصرف بالحي!!
تحقيق – نجدة بشارة
يبدو المكان مهجوراً وغارقاً في الصمت إلا من هياكل الفصول ذات الجدران (المتشققة) والآيلة للسقوط، وبعض الشجيرات التي تتوسط المكان تتمايل بلا إيقاع وتشي بأن حياة هنا كانت تعاش، وأطفال كانوا يرسمون لوحات المستقبل كل صباح ويعتقدون أن التعليم رسالة والمعلمون رسل في الأرض
دخلتها والوقت صباحً ،ومعها دخلتني المخاوف والهواجس من وحشة المكان، تجولت بين أرجائها ووجدت المدرستين أفرغ من (فؤاد أم موسى) وبعض المعلمين مع قلتهم يجلسون في مكان قصي لا تكاد تلمحهم، يرتشفون أكواب الشاي ويتبادلون الأفكار فيما بينهم.
حيث إنه وعلى إثر شكوى من قبل أولياء الأمور للصحيفة تفيد بأضرار بالغة لحقت بمدرستي أم ضريوة (1،2) للأساس من جراء سوء تصريف مياه الأمطار، أدت لتوقف أبنائهم عن الدراسة نتيجة لتصدع الفصول وتشقق الجدران.
*(16) فصلاً آيلاً للسقوط..
جلست إلى المعلمين وعندما كشفت عن هويتي وسبب تواجدي بينهم، حدثوني صمتاً، وهمساً بينهم وكأنهم يتوجسون من عواقب الإفصاح، ثم تحدث إلى معلم من بينهم بعد أن فضل حجب اسمه، وقال تضم مدرسة أم ضريوة للأساس بنين جزئين (أم ضريوة 1) و(أم ضريوة 2) والمدرستان تجاوران بعضهما البعض ، وبينهما باب صغير، إحداهما تفتح أبوابها شرقاً في الاتجاه الجغرافي، والأخرى غرباً، وتجاوران مدرسة أم ضريوة بنات للأساس جنوباً، وأضاف تأسست منذ بداية الثمانينيات وتقع بمدينة بحري شمال، في السامراب شرق، وتضم المدرسة الواحدة حوالي(450) تلميذاً والمدرسة (2) حوالي (400) تلميذ، وقال عند سقوط الأمطار مؤخراً كانت المنطقة المجاورة للمدرسة تعاني سوء تصريف، مما أدى إلى دخول كمية من المياه إلى داخل المدرستين ثم أغرقت الفصول، وعجز الخفير الذي كان متواجداً بالمدرسة عن تصريف المياه، فهرع للاستنجاد بالأهالي من المنطقة الذين هبوا لمساعدته، لكنهم لم يجدوا سبيلاً لتصريف المياه الراكدة بعيداً، حتى تشربت الجدران وتصدعت، وحدث ضرر للفصول وانهيار جزئي للحمامات، وأصبح حوالي (16) فصلاً دراسياً و(4) مكاتب معلمين آيلة للسقوط.
*ذهبنا ولم نجد المعتمد..
أكد ولي أمر الطالب “عبد الله” لـ(المجهر) أن أولياء الأمور تجمعوا عقب توقف أبنائهم عن الدراسة بالمدرستين، وقرروا رفع شكوى عاجلة لمعتمد بحري، وقال استأجرنا (4) حافلات تضم أولياء الأمور وتحركنا صوب محافظة بحري، وقال ذهبنا لمكتب المعتمد وأخبرتنا السكرتارية بعدم وجود المعتمد، وعن إمكانية مقابلة المدير التنفيذي لمحلية بحري، “سنوسي سليمان”، فقال إن المدير التنفيذي أرسل معنا مهندساً وطلب منا أن نعود أدراجنا على أن يقابلنا بالمدرسة لاحقاً.
وذكر “عبد الله” أن المهندس أجرى معاينة للفصول وقطع بعدم صلاحيتها، وأن جميع الفصول متضررة ضرراً بالغاً وآيلة للسقوط، وقدر حجم الأضرار ورفع مذكرة للمدير التنفيذي، الذي جاء لاحقاً وجلس مع أولياء الأمور وخيرهم بثلاثة حلول لا رابع لها، الحل الأول أن يتم بناء المدرستين رأسياً، على أن تتكفل الحكومة بتوفير المواد، وأن يقوم الأهالي ببناء المدرستين بالجهد الذاتي لأولياء أمور التلاميذ، الحل الثاني أن يتم ترميم الفصول، واستبعد المهندس الترميم، مشيراً إلى أن الأضرار بالغة لا يمكن ترميمها، ثم الاقتراح الثالث ببناء مدرسة واحدة ودمج المدرستين مع بعض، وهذا سيفاقم المشكلة بزيادة الضغط على التلاميذ، وقد يلحق بالفصل الواحد (100) تلميذ، ولاحظت رفض المعلمين لفكرة الدمج.
*تلاميذ يتساءلون متى ندرس؟
جذب انتباهي حضور مجموعة من التلاميذ بالمدرسة اقتربوا من الأساتذة وهم يسألون متى سنعود للدراسة؟ وأجابتهم إدارة المدرسة، بأن الدراسة ستكون الفترة المسائية بمدرسة البنات، ولاحظت في ذات الوقت تذمر أولياء الأمور من الدراسة المسائية لتخوفهم من الممارسات السالبة التي قد يتعرض لها أطفالهم بخروجهم في أوقات متأخرة من المساء.
*حجم الأضرار..
رصدت كاميرا الصحيفة أضراراً بالغة بالمدرستين، وأن الفصول حدث بها فتحات من الأسفل تسربت عبرها المياه إلى الداخل، بالإضافة لهبوط عدد من حفر الحمامات القديمة، لتصبح الأرض حولها غير آمنة، بالإضافة لتشقق الجدران لكل الفصول والمكاتب ومازالت المياه راكدة بالمدرسة، أخبرنا معلم أن المحلية أرسلت عدداً من قلابات التراب كردمية فقط حتى كتابة هذا التحقيق وناشدت إدارة المدرسة الجهات المختصة بالتدخل وإنقاذ مستقبل التلاميذ.
*المواطنون استخدموا
السكاكين لمنعنا..
وقال معلم بالمدرسة، إن نزاعاً وقع بين إدارة المدرسة والمواطنين القاطنين قرب المدرسة، امتدت لإشهار المواطنين السكاكين عقب تدخل الإدارة لتصريف المياه بواسطة اللودر الذي أعطته لهم محلية بحري، وأردف بأن المحلية أعطتنا اللودر دون أي قوة لضبط الأمن، وقال إن مواطنين أشهروا سكاكين بوجههم رافضين فتح مجاري بوسط الحي لتصريف مياه الأمطار.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية