أخبار

زيجات مثيرة!!

من العادات القديمة، التي فشلت في الإقلاع عنها في إجازات الأعياد الدينية كالأضحى والفطر والأعياد الوطنية كالاستقلال وقيام سقوط الثورات والحكومات في بلادي، الانشغال برحيق المطابع من الكتب القديمة والحديثة.. رغم تراجع سوق الكتاب حتى أصبح الكتاب في عهد الجنرال “الركابي” سلعةً مثل الكريمات والعطور خاضعة للحظر من الدخول لأسباب اقتصادية، فالكتاب الآن ممنوع بأمر الجنرال “الركابي” من دخول العقول السودانية باعتباره سلعة ترف وكماليات، وليس من الضروريات مثل العدس والفاصوليا.. ودقيق الفيني ، الذي كما هتفنا في سنوات تيهنا (ما دايرين دقيق فينا قمحنا كتير بكفينا) ، رغم ذلك حصلت على كتاب (لحظة الخليج) لمؤلفه “عبد الخالق عبد الله” ، الذي يسوق لفكرة انتقال مراكز قيادة الأمة العربية من عواصم تاريخية هي القاهرة ودمشق وبغداد إلى العواصم الخليجية الثلاث الرياض وأبو ظبي والدوحة، والأخيرة مضافة من عندي أنا.. ولم ترد في قراءة الكاتب، الذي حصر العواصم الجديدة في الرياض وأبو ظبي، واعتبرها مصدر إشعاع سياسي لقيادة الأمة العربية بسند أمريكي غربي، ولم يقدم الكاتب الخليجي حيثيات مقنعة للقارئ تعزز رؤيته حول الانتقال، سوى الاهتمام الأوروبي بتلك العواصم ودورها في محاربة الإرهاب والتطرف.. وبوادر الانفتاح الداخلي في السعودية، والإصلاحات السياسية، ولم يتحدث بالطبع الكاتب الخليجي عن مقومات الزعامة لقيادة العرب كالإرث الثقافي والفكري والثقل العلمي لدولة مثل مصر ترفد المكتبة العالمية سنوياً بآلاف الكُتب.. ومئات الأعمال الدرامية والفنية.. ونحن في السودان لا ناقة لنا ولا بعير في صراع الزعامة العربية، لوقوعنا في أطراف العالم العربي، وبزعم “ابن خلدون” لا تملك الدول الطرفية حظوظاً في القيادة مهما توافرت لها من الإمكانيات المادية.. الكتاب الخليجي المثير حبسني ليوم تحت ظلال الأشجار، وليس بين جدران الحوائط.. وحينما أفقت من سكرة الكتاب.. أطلت قضية زواج وزيرة خارجية النمسا، التي تحولت لمادة سياسية شغلت أوروبا مثل انشغال الساحة السودانية بزواج اجتماعي بين وزير شاب في القصر “حامد ممتاز” ووزيرة شابة في حكومة مقرن النيلين “ميادة سوار الذهب”!! وكلا الزواجين أثار ردود أفعال في مجتمعين مختلفين من حيث الاهتمامات والانشغالات والتطلعات.. فالوزيرة النمساوية “كارين كنايسل” الحسناء التي تجاوز عمرها الخمسين عاماً اختارت المدعوين لزواجها وفق مزاجها السياسي وتوجهات حكومتها الاستقلالية عن الاتحاد الأوروبي.. جاءت الوزيرة الحسناء بالرئيس الروسي “فلادمير بوتين” وكان في طريقه إلى ألمانيا للقاء “إنجيلا ميركل” ، راقص الدب الروسي الوردة النمساوية، فانحنت له وانحنى لها. وأثارت انحناءة الحسناء النمساوية غضب جماعات أوروبية عديدة لا تنظر لروسيا إلا بعين السخط.. وتم تقريع الوزيرة يوم زفافها، وبدأت التساؤلات كيف تنحني وزيرة لرجل ضم القرم وخاض حرب أوكرانيا وقلب المعادلات في سوريا؟؟ ، ولم تنقشع بعد أتربة انحناءة الوزيرة الجميلة.. بينما في السودان تحول التقاليد الاجتماعية دون الخوض في تفاصيل زواج المشاهير وآخرهم زواج الوزير الشاب “حامد ممتاز” من المعتمد الشابة “ميادة”.. وثمة تشابه وتقارب في شخصية العريسين رغم تنافرهما وتباعدهما سياسياً.. فالوزير “ممتاز” هو اللاعب الرئيسي في نسج ترشيح “البشير” لدورة قادمة ومرشح فوق العادة لدور كبير في الولاية الجديدة للرئيس لإخلاصه ووفائه منذ قدومه من الشعبي لحوش الوطني، لذلك قفز سريعاً إلى (مطبخ صناعة القرار) أما عروسته “ميادة” فقد تخلت عن جماعة (حق) المتطرفة المنشقة من الحزب الشيوعي، وقادت شباب وشابات مرجعيتهم اشتراكية ليبرالية.. و(أندغمت) سريعاً في الحوار الوطني لتدخل حكومة الوفاق الوطني بكسبها وتنال بخدمة ضراعها منصباً رفيعاً في حكومة الخرطوم، وأخيراً تظفر بعريسٍ من قادة المستقبل، فهنيئاً لزواج يجمع بين شيوعية وإسلامي ليبرالي، وتلك من ثمرات الحوار الوطني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية