أخيره

تأجيل الكثير من الأفراح السودانية المتزامنة مع فرحة العيد

بسبب أزمة الخبز وأزمة الكاش والجاز

المجهر – عامر باشاب
{ كعادة الأسر والعوائل السودانية في انتظار الأعياد (عيد الفطر أو عيد الأضحى ) لتتزامن معها فرحة مناسباتهم الخاصة لتصبح الفرحة فرحتين، ولكنهم في هذا العام وجد الكثير منهم أنفسهم مضطرين لتأجيل مناسبات الأفراح التي أُختير لها أن تكتمل في أيام عيد الأضحى المبارك مثل مناسبات عقد القران (الزواج ) ،( الأعراس )، ومناسبات الخطوبة و( سد المال )، وحتى ختان الأولاد وغيرها من مناسبات الأفراح والليالي الملاح، وأسباب التأجيل تعود لعدة أزمات أولها أزمة شح السيولة وعدم توفر النقود بالمصارف والبنوك وعدم انسياب الكاش في الصرافات الآلية بجانب تفاقم أزمة الخبز وغيرها من الأزمات الاقتصادية التي حاصرت المواطنين ما قبل العيد وأدخلتهم في ربكة استمرت في أيام العيد وما بعدها ، ولأن إتمام هذه المناسبات يحتاح للمال الكافي لإنجاز الكثير من التجهيزات والاحتياجات التي يصعب توفرها في هذه الأيام العصيبة، فكان الخيار أمام الغالبية الاتجاه لتأجيل مناسباتهم وأفراحهم إلى حين إشعار آخر .
{ الشاب سعد حمد الطيب موظف بإحدى المؤسسات الحكومية، قال: إنه اضطر إلى تأجيل موعد عقد قرانه على ابنة خاله والذي حدد له في بادي الأمر أن يتم في ثالث أيام العيد، ولكن أزمة السيولة بالمصارف وفشله في الحصول المال الذي ظل يوفره وأدخره لإكمال تفاصيل هذه المناسبة من ولائم وعزائم وقيدومة وزفة غيرها من مراسم الزواج جعلته يضطر إلى تأجيل الفرح حتى تنقشع هذه الأزمات .
{ الأستاذ زهير محاسب بشركة إعلامية قال :إنه ومنذ فترة طويلة قرر أن يكمل ختان ابنه خلال عطلة عيد الأضحى المبارك، ولكن مع استمرارية أزمة عدم توفر السيولة في البنوك وتفاقم أزمة الخبز تراجع سريعاً عن هذا القرار وأجل المناسبة إلى وقت لاحق .
{ أما الموسيقي “دياب” أكد بأن أزمة الخبز أدخلتهم في ربكة شديدة، وربما تعصف بمراسم زواج شقيقه الذي حدد له ثامن أيام عيد الأضحى، وقال :إنهم حتى الآن في حيرة من أمرهم كيف لهم أن يوفروا الخبز الكافي لدعوة الغداء التي أكملوا تجهيزاتها من كل شيء و دعوا لها الأهل والأقارب والجيران والأصدقاء . بجانب أزمة الجاز التي هي الأخرى سوف تتسبب في إعاقة الكثير من التحضيرات المراسمية خاصة تلك التي تحتاج لوسائل النقل مثل تحريك ( السيرة ) وغير ذلك .
{ ومن جانبهم ، أكد عدد من الصاغة بالخرطوم ( عمارة الذهب ) بأنهم ظلوا طيلة الأعوام السابقة يستقبلون أعداداً كبيرة من الأسر خلال الشهر الذي يسبق أيام العيد للتجهيزات والتحضيرات لإكمال زواج أو خطوبة أو شبكة أبنائهم ، ومن بين هذه التحضيرات شراء الشبكة واختيار دبل الخطوبة قبل وقت كافٍ من أيام العيد الذي عادة ما تتم فيه المناسبات، ولكنهم في هذا العام تفاجأوا بإحجام العرسان وأسرهم عن زيارة محلات الذهب، وعزا هذا الإحجام الكبير إلى الأزمة الاقتصادية خاصة أزمة عدم توفر السيولة في البنوك .
{ هكذا الأزمة الاقتصادية الطاحنة وتفرعاتها مثل أزمة الخبز وأزمة الكاش في البنوك وأزمة الجاز، أفسدت الكثير من الأفراح السودانية التي أُختير لها أن تتزامن مع فرحة عيد الأضحى ليتزامن معه عدد من الضحايا والتضحيات . .

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية