أسئلة مهمة إجاباتها أهم!!
شاهدت الفيديو الذي انتشر لطالبة الطب العائدة، وفيه اختلطت صيحات المستقبلات بتكبيرات الحاضرين، وده شيء طبيعي ومنطقي لأهل أي مختفٍ أو مختفية في مثل هذه الظروف، لكن الما قدرت أفهمه واستغربت له هو فرحة الطالبة التي كانت تحتضن النسوة واحدة تلو الأخرى، واستغرابي سببه أنه قياساً بظروف الاختفاء فإن الطالبة التي قيل إنها اختفت بكامل إرادتها ولم تختطف أو تجبر ليس هناك ما يجعلها سعيدة كل هذه السعادة بالعودة، وأقول ليكم كيف، إذ أن طالبة الطب لو أنها ذهبت إلى الجنينة تمهيداً لدخول ليبيا والانضمام لداعش، فكان ينبغي أن تكون تعيسة بعودتها لأنها ذهبت بكامل إرادتها ولم تجبر على الفعل، وبالتالي مبادئها وقناعاتها كان سيكون عنها التعبير غير ذلك، لذلك نطرح سؤالاً مهماً: هل هذه الطالبة مختطفة وأخذت عنوة من وسط الخرطوم، أم كما قيل أنها صرحت عبر لايف في الفيسبوك بأنها مسحورة ومغيبة وحكت قصه أقرب للخيال إنها ذهبت بكامل إرادتها ورغبتها، فإن كانت الإجابة نعم على السؤال الأول، فاعتقد أن الأجهزة الأمنية مطالبة بالرد على استفسارات كثيرة وهواجس تقلق مضاجع الأسر السودانية، أما إن كانت الإجابة على السؤال الثاني بنعم، فتبقى المصيبة مصيبتين، إذ ما الذي يجعل طالبة متفوقة وتدرس الطب، ما الذي يجعلها تعتنق فكراً متطرفاً يتملكها حد أن ترمي تحت قدميها مستقبلها وأسرتها وتدوس عليها جميعاً وتذهب إلى المجهول، أم أنها فعلاً منقادة للأوامر تجعلنا نضع أيادينا في قلوبنا خوفاً على بناتنا، وهذه الأسئلة تقودنا إلى طرح أسئلة أكثر أهمية عن كيف تستطيع هذه الجهات عمل غسيل مخ لشباب واعٍ وقادر على التمييز واتخاذ القرار، وهذا ما لا أظن أنه كان سيحدث لو أن هناك ترياقاً قوياً في الداخل وهو ترياق ثقافي وديني وسياسي لتبصير الشباب وتنويرهم بذات الوسائل التي تستخدمها هذه الجهات إن كان عبر مجموعات الواتساب أو الفيس بوك أو أي مجال متاح من مجالات التواصل الشبكي، وخلوني أقول إن حكومتنا للأسف ارتكبت خطأ كبيراً بعد عودة الشابات قبل فترة بمجهود مقدر ومحترم ومسؤول من الإخوة في جهاز الأمن والمخابرات، إذ أن هؤلاء الشابات العائدات لم يتم عكس تجاربهن الفاشلة والموجعة في داعش أو غيرها حتى يستفيد الحالمون والحالمات من المغشوشين والمغشوشات بوهم الجهاد وغيره من الشعارات التي ينساق خلفها بناتنا وأولادنا ويجدوا أنفسهم في ظلمات المجهول.
الدايرة أقوله إن ما يحدث من استلاب لعقول شبابنا مؤشر خطير لكارثة تهدد مستقبل هذه الأمة، علينا جميعاً جهات أمنية وإعلامية ودينية وتعليمية وتربوية أن تتحد في ما بينها لوضع إستراتيجية حقيقية تواجه هذا الخطر القادم الذي يهددنا في أعز ما نملك شبابنا الذين تتخير جهات خارجية اختيارهم بعناية للالتحاق بصفوفها، وكدي راجعوا قوائم المنضمين لداعش وستجدونهم من خيار أولادنا في كليات جامعية رفيعة.
في كل الأحوال مبروك عودة الطالبة إلى أهلها
ومبرووك للإخوة في جهاز الأمن الذين يقومون بواجبهم كما ينبغي أن يكون هذا الانفعال والتفاعل مع القضايا المجتمعية والإنسانية والوطنية التي تكللت بفك سراح هؤلاء الطالبات وننتظر مؤتمراً صحفياً يميط اللثام عن سبب اختفاء طالبة الطب لوضع حد للقصص والحكايات والخزعبلات!!
}كلمة عزيزة
حادثة غرق التلاميذ في قرية البحيرة يجعل ضرورة أن نسأل هل لا زالت هناك جهة اسمها وحدة تنفيذ السدود التي يفترض أن توفر الخدمات الأساسية للمتضررين من إنشاء سد مروي، كيف ظلت هذه القرية بلا مدرسة حتى يهاجر أبناؤها للضفة الأخرى؟.. بالمناسبة شاهدت ما قيل إنها المدرسة التي كان يقصدها هؤلاء التلاميذ وحالها يغني عن سؤالها، قمة في البؤس والتعاسة والتواضع، ويا “أسامة عبد الله” خليك من وحدة السدود سودان فاوندبشن دي ما عارفة، أن هناك قرى تحت خط الفاونديشن ذاته!!
}كلمة أعز
إذن أصلاً ليس عند المسؤولين فهم وأدب الاستقالة، فينبغي أن يكون هناك أدب للإقالة، استقيلوا أيها الكهول رحمة بشباب وأطفال في عمر الزهور، يعني انتو حتاكلوا زمنكم وزمن غيركم!!