بكل الوضوح

من أرض الخير إلى الأزمات والمحن ..!!

عامر باشاب

{ ما زالت كلمة أو مفردة “أزمة” من الكلمات الأكثر انتشاراً وشيوعاً خاصة عندنا في السودان، حيث تجدها تطاردك بقسوتها في كل مكان، في الصباح، وفي (نص النهار)، وفي آخر المساء.
{ تطالعها في مانشيتات الصحف، وفي برامج التحقيقات الفضائية، وتخرج من ألسنة الناس في الشارع العام، وفي ونسات ملمات الفرح والمآتم، وفي خبارات الواتساب والفيس بوك
في تصريحات المسؤولين وفي أحاديث المعارضين.
{ معظم الساحات والميادين عندنا لا تخلو من “الأزمة”، بدءاً بالأزمة السياسية، والأزمة الاقتصادية، وأزمة الصحة، وأزمة البيئة، وأزمة التعليم، وأزمة السكن، وأزمة الفن، وأزمة الرياضة، وأزمة المسرح، وأزمة الدقيق، وأزمة رغيف العيش، وأزمة المواصلات، وأزمة الغاز وأزمة “الموية” والكهرباء، وأزمة الثقة، وأزمة الأخلاق.. وأخيراً أزمات الصدر والقلب التي انتشرت بكثافة.
{ والغريب في الأمر أن الأزمات القلبية هذه كانت حتى وقت قريب محصورة فقط وسط “ناساً حالا زين مصنع مصنعين” (المرطبين)، لكنها الآن دكت حتى قلوب الكادحين، أولئك الذين قدر لهم أن يعانوا كل الأزمات.
{ الغريب أيضاً أن الأزمات عندنا أصبحت شيئاً عادياً جداً، وكلمة أزمة لم تعد تثير دهشتنا ولم تعد تلفت انتباهنا ولم نعد نقف عندها كثيراً.
{ والعجب العجاب أن كل أزماتنا لا يوجد لها حل، والنتيجة بالطبع هي أن كل أزمة تؤدي إلى أزمة أخرى، وهكذا ظلت تتوالد الأزمات وتتكاثر حتى صار السودان أكبر سلة أزمات في العالم.

{ كيف لا تزيد أزماتنا وتتكاثر وغالبية السياسيين عندنا يظلون على الدوام يرفعون شعار الدفاع عن حقوق المواطن والبحث عن مصالح الشعب، ومجرد أن يصلوا لكرسي السُلطة الدوار ويستمتعون ببريق السُلطة ينسون حاجة اسمها شعب، وتبدأ عندهم رحلة البحث عن المصالح الخاصة والكسب الذاتي، متجاهلين قضايا مناطقهم التي طالما ادعوا بأنها مهمشة وأن ومواطنيها مسحوقون ومقهورون.
{بكل الوضوح:
{ بعد أن كانت بلادنا أرض الخير تحولت إلى أرض الأزمات والمحن.. كل يوم أزمات بالكوم تعيدنا إلى مربع التخلف.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية