عز الكلام

سماسرة .. وطفيليات.. وقطط سمان!!

بح صوتنا واتهد حيلنا ونحن نقول إن أُس مشاكلنا وسبب بلاوينا أن بلادنا نمت فيها طفيليات تهرس في اقتصادها هرس وتمص دم الغلابة بلا رحمة، ومصيبة بلادنا وشقاوتها السماسرة الذين يحددون وجهة السوق وبوصلته، ومصيبة بلادنا تطير (عيشتها وعيشتنا) وكأنها ناقصة لتصاب بوباء القطط السمان وهذه قطط من النوع الذي لا يكتفي بأكل اللحم لكنه يقرش العضم ويمص الدم، لذلك ليس جديداً على الشارع حديث الأخ الرئيس حول وجود هؤلاء السماسرة وهذه الطفيليات الجديدة وتوجيهه للولاة والمعتمدين بمحاربتهم، وهذا ما كنا ننتظره ونرجوه لأن السوق شهد انفلاتاً غير مسبوق وفوضى لا قبلها ولا بعدها ومضاعفة في الأسعار بلا مبرر ولا منطق ولا مسوغ أخلاقي واقتصادي، وهذا ما كان ليحدث لولا غياب رقابة السلطة سواء أكان على مستوى المحليات أو الولايات التي تركت للأسواق حق تقرير مصير المواطن الغلبان الذي ما عاد له غير السماء متسع وبراح لسماع نجواه وشكواه، ولو أن الحكومة التي ظلت تحدثنا عن المشكلة ولا تحلها أحكمت قبضتها على الأسواق لما باع السماسرة في أقدارنا ومصائرنا واشتروا كما يشاءون.
ولن أملّ ترديد قصة أنا معجبة بها حدّ الإعجاب، رغم قسوتها، لكنها تبرهن أن قبضة الحاكم وهو يدافع عن مواطنه ويحميه من الجشع هي وحدها التي تجعل السوق يمشي على (العجين ما يلخبطوش).. والقصة أن الرئيس الإثيوبي الأسبق (هيلا سيلاسي) مرّ على أحد المخابز وكانت بلاده تعاني من أزمة كأزمتنا هذه ووجد صاحب المخبز يغش في الوزن القانوني للرغيفة فما كان منه إلا أن أمر بحمله (هيلاهوب) ورميه داخل الفرن ليحترق أمام أعين المواطنين، وليؤكد أنه لا يجامل في معايش الناس وأنها خط أحمر.. ونحن يا ريس ما قلنا ليكم شيلوا زول وأرموه داخل الفرن لأنكم كان سويتوا كده ح ترموا نصف أصحاب المخابز داخل الأفران (وريحة الشية) ما ح تديك الدرب.. نحن يا ريس نريد للأسواق أن تكون مُراقَبة ومُتابَعة بأية آلية مناسبة لأن من لا يخاف وعد الله له بالعذاب كما قال في محكم تنزيله: (وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ) لا يخاف الناس ولا يخاف ضميره، وزي ده لابد أن يقمعه القانون وتهرشه يد السلطة.. وبعدين سيدي الرئيس، دعني أدعوك للنزول إلى الأسواق والالتحام بالناس والاستماع لمشاكلهم.. كدي سويها وشوف ما ستجد من الاحترام والتقدير والمحبة.. يا سيدي من تتحدث إليهم صباح مساء في مكتبك أو من تقابلهم في اجتماعات الشورى أو الحزب ليسوا هم أهل السودان المكتوين بنار الغلاء، ليست هذه هي الشريحة التي أقصدها.. من أقصدهم في سوق ستة وفي سوق بحري، وهناك في الصالحة وأسواق الثورات وأمبدات وجبل أولياء.. هؤلاء هم الغبش الذين يجب أن تلامسهم يداً بيد وإحساساً بإحساس ومشاعر بمشاعر.. وذات الدعوة أوجهها لسعادتو “بكري” أن تختلطوا بالشارع وتجربوا الاقتراب من سر الناس وجهرهم، من همسهم وضجيجهم.. فاجئوا الواقفين في صفوف الرغيف وصفوف البنزين، اقتربوا من الناس عشان القطط تخاف والتماسيح تكش.. يا سيدي الرئيس ودولة رئيس الوزراء عشان تحكموا صاح بعيداً عن التقارير المحبوكة الممكن تقنع الواحد أن رأسه مافي لمن يهبشه!! عودوا لهذه القواعد عندها تجدون الخبر اليقين!! عند هؤلاء يا سيدي تجدون الحقائق من غير تزييف ومن غير تجميل، والله سبحانه وتعالى سيسألكم عن ناس كتار هم بعيدون عنكم بالمسافة وبالمشاكل وبالأزمات، ابحثوا عن هؤلاء لأنهم حماتكم وسندكم، والأهم أن السماء مفتوحة لدعواتهم الصادقات!!
{ كلمة عزيزة
رغم أن الدولار انخفض أمس حداً وصل (٣٨) جنيهاً إلا أن كيلو الطماطم ما زال بـ(٨٠) جنيهاً وكيلو الخيار (٥٠) جنيهاً، رغم أن الصنفين ليست لهما علاقة بالدولار وارتفاعه أو انخفاضه.. أعتقد أن ما يحدث في السودان شيء غريب وعجيب وما عنده علاقة بالواقع، والمواطن وحده شايل نتائج هذه المفارقات فوق رأسه.
{ كلمة أعز
غداً أحدثكم عن مركز (كوش) لتأصيل الهوية السودانية، وهم شباب زي الورد يؤكدون في عز ما نعيشه من استلاب ثقافي وغباش رؤية للتاريخ والماضي، أن السودان لسه بخير!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية