(واشنطن فشلت في فهم الشعب التركي واهتماماته وتطلعاته) هذه العبارة التي رد بها “أردوغان” على الرئيس الأمريكي “دونالد ترمب”، عقب إعلان هذا الأخير حرباً اقتصادية مكشوفة ضد تركيا، عقاباً لها لعدم استجابتها تسليم القس الأمريكي “أندرو برانسون” المتهم بالتجسس والأنشطة الإرهابية والذي رفض القضاء التركي أخيراً رفع الإقامة الجبرية عنه.. هذه العبارة في اعتقادي أنها قد لخصت وباختصار ذكي ما سيحكم نتائج هذه الحرب الاقتصادية الأمريكية على تركيا، التي يقودها “ترمب” بنفسه، عبر تغريداته في تويتر والتي قرر فيها رفع الرسوم الجمركية لواردات بلاده من الالمونيوم التركي إلى 20٪ والصلب إلى 50٪ بِما ادى بدوره لتراجع الليرة التركية إلى 20٪.. “أردوغان” بذكائه فهم أهداف هذه الحرب التي تسعى وعبر خنق الاقتصاد التركي، لكسر إرادة حكومته السياسية، ووضعها من ثم أمام الشعب التركي في موضع المتراجع والمنهزم الذي يرفع راية الاستسلام والخضوع، لذا فقد لجأ الرجل مباشرة لشعبه الذي أعاد انتخابه أخيراً، والذي كان له الدور الرئيسي في إفشال الانقلاب ضده، ليطالبه الآن بالمشاركة في المعركة الاقتصادية ضد “ترمب” عبر تحويله ما لديه من عُملات حُرة وذهب إلى العُملة الوطنية.. هذا الفعل من الرئيس التركي في اعتقادي هو ما سيفشل وسريعاً جداً ما يسعى إليه “ترمب” “فأردوغان” يعلن بهذا اللجوء الفوري لشعبه ثقته الكبيرة والمطلقة فيه في ذات الوقت يرسل الرجل تحذيراته “لترمب” بحدوث آثار عميقة في علاقات بلاده بتركيا التي ستتجه لخيارات قطبية أخرى تنسج معها خطوط تحالفات جديدة وهو أمر سيثير حتماً وبعد خطوة أو خطوتين من أنقرة قلقاً بالغاً لقاطني البيت الأبيض وعلى رأسهم الرئيس “ترمب”.