أحزابنا .. ما قبل الأربعينيات !!
انعقاد اجتماعات المكتب القيادي والمجلس القيادي ومجلس الشورى القومي لحزب المؤتمر الوطني خلال اليومين الماضيين ، وتواصل اجتماعات الشورى إلى يوم غدٍ ، مؤشر مهم على وجود مؤسسات وهياكل تعمل بفاعلية داخل الحزب الحاكم .
تداعي قيادات حزب المؤتمر الوطني إلى الاجتماعات والتزامهم بحضور الجلسات الطويلة والمتعاقبة طوال اليوم ، يؤكد أن هناك حزباً موجوداً وعضوية ملتزمة ، غض النظر عما جرى داخل الاجتماعات ، وهذا المشهد غير متاح للنظر في الكثير من الأحزاب السياسية المشاركة في الحكم ، أو الناشطة في المعارضة .
غياب المؤسسات وتوقف المكاتب والهيئات القيادية التام عن الانعقاد ، كما هو الحال في الحزب الاتحادي الديمقراطي (الأصل) ، لغياب زعيم الحزب السيد ” محمد عثمان الميرغني ” عن البلاد لخمس سنوات ، يعني عدم وجود حزب له هياكل ، أجهزة ، مكاتب ولجان متخصصة !!
ما يحدث منذ سنوات داخل غالبية الأحزاب في السودان يخرجها من دائرة تعريف (الحزب السياسي) إلى دوائر أخرى تجعلها أقرب إلى (جماعات) أو (تيارات) فضفاضة لا تتقيد بمشروع فكري وسياسي ودستور ونظام أساسي ولوائح ومؤتمرات عامة تنتخب رئيساً أو أميناً عاماً .
مؤسف أن نعايش هذا الوضع المتأخر في أحزاب تاريخية، هي التي أسست للعمل الحزبي والممارسة الديمقراطية في السودان، منذ أربعينيات القرن الماضي !!
كنا نتوقع أن تتطور هذه الأحزاب وأن تتقدم قياداتها الشابة إلى الأمام فتقود تلك الكيانات وتطورها ، وتطرح بدائل لحكم الدولة في مجالات الاقتصاد ، العلاقات الخارجية ، والفيدرالية ، التنمية والخدمات .
لكن يبدو أن العودة إلى ما قبل أربعينيات القرن الماضي .. هو الذي يحدث الآن في أحزابنا !!
جمعة مباركة .