* بلاد السودان تهتف في غير تصنع أو تكلف: “هندينا البخطط ويدينا..”
* عجباً! كيف يصير حزب الشعب الديمقراطي هو الأصل، والحزب الذي صنع الاستقلال هو التايواني التقليد ؟!
بقلم: عز الدين عمر مصطفى
بإذاعة المساء، أجرى الأستاذ الإذاعي الفخم “عماد البشرى” حواراً عظيماً مع الأستاذ، الوزير “محمد يوسف الدقير”، أحد فرسان الحزب الاتحادي الديمقراطي، وهو وزير الثقافة في حكومة ولاية الخرطوم، وأحد فرسان الفكر والبلاغة بالمنظومة الاتحادية.
تحدث الأخ الشقيق حديثاً منمقاً في حق أحد فرسان الوطن السوداني على الإطلاق، وإنني لأحسب أن حواء السودان ما أنجبت، ولن تنجب عظيماً في قامة “حسين الهندي”، والذي تعلمنا منه الجسارة والبسالة في مقاومة عصبة مايو.. والتي جاءت كالحة ومستبدة وباطشة.. ويؤرخ لها ولكل هياكلها الهشة، بأنها جاءت لخنق الحُريات ووأد الديمقراطية السياسية وإيقاف كل خطاوى التخطيط من أجل إنفاذ مرحلة (الاشتراكية الشعبية)، فتعطلت عمليات النهضة والنماء والوفرة، والتي خطط لها بكل حنكةٍ واقتدار، بل نفذها وزير مالية بلادنا “حسين الهندي”، والذي جاء كسيدنا “يوسف” عليه السلام، في بلاط “فرعون” مصر، حيث طلب منه أن يكون حفيظاً على خزائن الأرض لتجيء به ومعه وتبعاً له، كل بشائر الوفرة والاستقرار، ولقد خطط شهيدنا عندما كان وزيراً لمالية السودان، لقيام (بند الإدارة العميق)، الاسم الكريم (لبند العطالة)، فحارب الفاقة وانتفت مفردات البطالة والتسكع ليتحول كل الصبيان والصبايا إلى كم منتج حبسته الظروف الاقتصادية، والتي أعقبت حكومة 17 نوفمبر عام 1958م، والتي جاءت ثورة أكتوبر الشعبية، لتدك عروش الانقلابيين، فانتفت في سائر بلادنا وبكل طولها وعرضها عمليات التبطل والتسكع والخمول، حتى صارت كل بلاد السودان تهتف وفي غير تصنع أو تكلف مرددة شعارات هندينا البخطط ويدينا.. فتحققت التنمية الاجتماعية وكنتاج حتمي لإنقاذ التغيير الاقتصادي حيث ظل (شهيدنا) يخطط وبكل حنكةٍ، واقتدار لتجئ زيادة الأسعار لكل سلع الغذاء والدواء والكساء هي بضع ملاليم على أسعار السجائر والمشروبات الروحية، وعلى سلعتي الشاي والبن، والتي لا تؤثر على القوى الشرائية لمعاش الأسر السودانية، فلا تطال الزيادات أسعار السكر والخبز، كما تفعل اليوم كل الأطقم الاقتصادية والمالية.
عمل المناضل “حسين الهندي” من أجل الارتقاء والتوسع الرأسي والأفقي لمشروع (الجزيرة العملاق) بهدف إحداث التغيير والتحديث والتطور الزراعي والنباتي وتحسين نسل الحيوان، وهي ذات الخطاوى العلمية والعملية والتي تؤدي لأعتاب التنمية الشاملة وبشقيها الاقتصادي والاجتماعي، حيث ظل (فقيدنا) ينادي بأن يبقى ويصير هو الأنموذج العملي لقيام كل مشروعات التنمية المتكاملة عندما كان رئيساً لإدارة مشروع الجزيرة، وليظل ذلك الصرح العظيم في خدمة مجتمعات المزارعين وعمال البناء، فيمتلكون الثروة ويمتلكون عائدات الإنتاج، وكان ينادي بأن يباع محصول القطن داخل الحواشات، وقبل أن يرُحل للمحالج (بقوز كبرو) (ومارنجان) لتصير كل أرض الجزيرة كلها مثل ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ألم نقل ونؤكد دائماً بأن “الهندي حسين” لهو الأب المخطط من أجل التوصل لتحقيق مرحلة الاشتراكية الشعبية؟! وسنظل نتساءل، وبكل تحسر: إذ إن كل المخططين والمنفذين لدنيا المال والاقتصاد، ببلادنا جاءوا بعد مرحلة “الهندي”، (الديمقراطية الثالثة)، قد كانوا كلهم جميعاً عبئاً ثقيلاً، قاد البلاد لعوالم الارتداد، والفشل الذريع في حق هذا السودان، فصارت المسؤولية الوطنية تعني الاستحواز الذاتي والاكتناز الأبله على حساب حاصل جمع أمة السودان المغلوب على أمرها ،فصار مشروع الجزيرة ،والذي أردناه ليكون (مطمورة للغذاء والكساء) فأضحى كجنازة البحر، فصارت وزارة المالية والاقتصاد تمثل كل العجز والاستكانة وحتى صارت أعداد المستوردين ونوابهم وحاصل جمع الولاة ومجالس الولايات وطواقمهم يمثلون العبء الثقيل على قدرات ومقدرات البلاد والتي لا تزال (تظلع) وتعرج، فتتخبط بلا وعي وبلا مسؤولية.
إنني لأقول للشقيق “محمد يوسف الدقير” لقد أراد لك القدر وإرادة التاريخ أن تجيء بك لتكون أحد خلفاء الشهيد الحي والمقاتل الجسور “حسين الهندي” فكيف ارتضيتم أن يصير حزبكم هو الحزب الاتحادي الديمقراطي المسجل، فكيف يكون حزباً جماهيرياً واتحادياً وشعبياً ليصير (مسجلاً) حسب إرادة الإنقاذ وهو الحزب الذي صنع للبلاد تحرراً ورفع للوطن علماً وصنع لها استقلالاً، بل وكان الأوحد الذي تكفل بمصارعة الاستعمار الدخيل فأخرجه من كل التراب السوداني فكيف يصير (حزب الشعب الديمقراطي) هو الأصل وأنتم التقليد أو التايواني (فيا عجباً)
أناشدك يا شقيقي الكريم “محمد يوسف الدقير” بأن تكون أنت وأنت وحدك الوريث الشرعي لبطولات وكبرياء (الحركة الاتحادية العظيمة) والتي حولتها (طائفة الختمية) لقزم مهيض الجناح ومحطم القوادم.. نريدك يا شقيق أن تكون أولى خطاوى حزبكم المشارك في السلطة أن تبقى مطالبتكم الجادة والعملية بتكريم وتعظيم وتمجيد كل الأدوار البطولية والشجاعة، حيث كان الشهيد هو الفدائي الأول والعقل المفكر، والمحارب المصادم والجسور ضد عنجهية وصلف وتجبر النظام المايوي المرذول) وأن يكون معك وبك كل شركاء النضال بالأمس القريب والذين تساقطوا كلهم فبايعوا وهادنوا وتركوا “الهندي” كالسيف وحده حتى لاقى ربه راضياً مرضياً عنه فجاء للوطن محمولاً على (صندوق الجسارة والفخار) والاستشهاد في سبيل الأمة كلها وأن يكون معك كل من الأساتذة الشيخ “أحمد عبد الرحمن” والأستاذ “مهدي إبراهيم” والأستاذ الكريم “إبراهيم السنوسي” وأنني لأطالبكم بتكريم الشهيد بتسمية (مشروع الجزيرة) أو شارع مدني- الخرطوم أو شوارع بري الشريف وكل البراري وكفانا أن ننتظر أن يكرم كل صباح ومساء أشخاص ولو اجتمعوا كلهم وفي قامة رجل منهم فلن يصلوا لموقع (شعث حذاء الهندي).
وأنني أشير بأننا وفي تعظيم (الحزب الوطني الاتحادي) وبرئاسة الأستاذ “أحمد زين العابدين” المحامي والذي صار مستشاراً سياسياً للرئيس “البشير” وفي مرحلة بدايات قيام (الإنقاذ الثورة) فقد قام الحزب وبعد تجاوب وتفاعل (قائد الثورة) معنا بأن طالبنا بتكريم أبي الوطنية ورئيس الحزب الوطني الاتحادي “إسماعيل الأزهري” وذلك بأن قادتها جامعة الزعيم “إسماعيل الأزهري” وسمي أكبر شارع يخترق أم درمان العاصمة الوطنية وحتى بحري باسم الزعيم “إسماعيل الأزهري” كما استلمنا نادي الخريجين العام ليبقى صرحاً إدارياً لجامعة الزعيم “الأزهري” فصار اليوم داراً لأحد فروع حزبكم الكريم.
كان الشهيد وحدوياً وسودانياً يتساوى في فكره وسلوكه كل أبناء السودان بلا حزبية تفرق أو جهوية تمزق النسيج الاجتماعي، بالرغم من أنه قد كان الرئيس الفعلي لكل الحركة الاتحادية بعد رحيل قيادات حزبنا العظيم، فكان التحزب الجاهل والتقوقع الأيدولوجي المخطط) منتفياً في فكره السياسي حيث كان أباً لكل كادح وفلاح وعامل.
وقد كان العظيم الشهيد “حسين الهندي” نصيراً لكل عمليات التحرر ضد الاستعمار والاستعلاء في كل بلاد العرب والعجم حيث ظل مناصراً (لثوار الكنغو) بقيادة الزعيم “باتريس لوممبا” ومقاتلاً الخونة المتمثلين في العميل “تشومبي” وأذناب الاستعمار البلجيكي.
إن الشهيد “الهندي” لهو البطل الأوحد بكل مرحلتي الديمقراطية الأولى والثانية فهلا وجد ذلك العظيم أقل تقدير من شباب وشابات بلادنا والذين عمل “الهندي” من أجل خلق المرتكزات الاقتصادية والسياسية والتي تكفل لهم كل مبررات التحرر والانعتاق ورفعة شأن الوطن وتراثاً ومقدرات.
أعانك الله وسدد كل خطاويك من أجل وضع أول سطر مُضيء في تاريخ أمة السودان وتكون أنت قد وضعت الأساس القوي لبعث الحركة الاتحادية وأحالت حولها الكيان الطائفي لقزم مكسور الأجنحة، فهلا كنت أنت المجدد لبطولات حزبنا القوي والمتماسك.
شكراً لكم
عز الدين مصطفى
مقرر دائرة التنظيم – عضو الدائرة السياسية والإعلامية (بالحزب الوطني الاتحادي)