الحوادث

الشرطة تكشف تفاصيل مقتل عاملين بالمطار تحت التعذيب بقرية “الفادنية”

* النائب العام يطالب بأقصى عقوبة للمتهمين

المجني عليهما تعرضا لتعذيب متواصل لأكثر من ثلاثة أيام أدى لوفاتهما
تقرير – الشفاء أبو القاسم
طالب ممثل النائب العام لدى مثوله أمس، أمام القاضي “الطيّب سعد” بمجمع محاكم بحري وسط، بتوقيع أقصى عقوبة على المتهمين بقتل اثنين من عمال المطار تحت التعذيب داخل مزرعة بالفادنية، وكانت المحكمة قد بدأت جلساتها للنظر في الملف المرفوع من النيابة المختصة تحت طائلة القتل العمد بالاشتراك، وقدم ممثل الحق العام خطبة الإدعاء، مؤكداً أن الجرائم انتشرت بصورة مخيفة.
كشف رئيس النيابة العام مولانا “سيف الدين العبد” في خطبة الإدعاء عن انتشار وتفشي جرائم القتل بصورة مخيفة، وقال إن من الواجب على الكافة حماية المجتمع من الجناة حيث يشكلون خطراً وتهديداً على أمنهم وسلامتهم، ويتمثل ذلك في أنه وبتاريخ 23\12\2017 نفذت هذه الجريمة بقرية الفادنية شرق النيل، داخل مزرعة طرفية، وأشار إلى أن هذه الجريمة أوشكت أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه لو لا عناية المولى سبحانه وتعالى أولاً، ويقظة الأجهزة الأمنية وعلى رأسها الشرطة التي تعاملت مع الحدث بمهنية عالية تستحق منا الإشادة والثناء في كشف الجريمة، والقبض على الجناة والوقوف حائلاً بين الطرفين مما ساعد في إزالة التوتر، وحقن الدماء حتى مرحلة تقديم الجناة للمحاكمة.
}جريمة بشعة وفترة التعذيب تدل على أن الجناة قلوبهم قاسية
أماط وكيل النيابة اللثام واصفاً الجريمة بأنها بشعة وقعت في الريف الهادئ، مما سبب خوفاً وذعراً، حيث إنها ارتكبت بوحشية تمثلت في حبس المجني عليهما لأكثر من ثلاثة أيام وتعذيبهم تعذيباً متواصلاً بشتى أنواع التعذيب، والتي تدل على أن الجناة قلوبهم قاسية وأشد قسوة من الحجارة، مستغلين كثرة عددهم وعتادهم وضعف المجني عليهما وذلك استدراجاً وعنوة، حيث تم العثور على المجني عليهما وعلى جسديهما تظهر آثار التعذيب ضرباً بالسياط وصعقاً بالكهرباء، حتى أدى ذلك إلى وفاتهما.
}السلوك المتبع من قبل الجناة مخالف للشريعة الإسلامية
أشار الإدعاء إلى أنه من خلال التحريات ثبت قيام المتهمين بهذا السلوك الذي يخالف الشريعة الإسلامية السمحة والأديان السماوية ولا يمت للإنسانية بصلة، وذلك من خلال الاعترافات القضائية التي قاموا بتسجيلها أمام القاضي، وأقوال شهود الاتهام، وعضد ذلك تقرير الطبيب الشرعي الذي أكد أن الوفاة حدثت نتيجة التعذيب، وبالتالي توفر العنصر المادي والمعنوي في المادة (130) من القانون الجنائي لسنة 1991، فكل هذا يشكل بينات قاطعة وكافية وفقاً للمادة (1\56) من قانون الإجراءات الجنائية لسنة 1991، والتي تنص على الآتي: على وكيل النيابة بعد فتح الدعوى الجنائية وسماع المشتبه فيه إن أمكن، وفور توافر البينات الأولية الكافية لتأسيس الإدعاء حسب الظاهر، أن يقرر توجيه التهمة بالجريمة.
}النيابة توجه الاتهام تحت مادتين بالاشتراك
استناداً على ما ذكر تقرر النيابة العامة توجيه التهم للمتهمين الـ(6) تحت طائلتي (21\130) من القانون الجنائي لكل من المتهم الأول إلى الخامس، فيما قررت توجيه تهمة التستر للمتهم السادس، مشيراً إلى أنه رغم بشاعة الجريمة وتوفر البينات المعقولة التي ترقى لتأسيس الاتهام حسب الظاهر، إلا أنهم قد تعاملوا مع المتهمين في مرحلة التحريات بما يحفظ كرامتهم، وتم منحهم حقوقهم في التحري والسماح لهم بمقابلة محاميهم وأسرهم، وقال إنهم بالإنابة عن المجتمع في قضية متفردة، حيث إنها لا تشبه طابع النفس البشرية ولا الإنسان السوداني النبيل، صاحب الفزعة، وخاصة بالمنطقة التي وقعت بها الجريمة. وبما أن المتهمين قد أتوا بتلك الأفعال طائعين مختارين ومدركين لنتائج أفعالهم، فإننا إنابة عن المجتمع نلتمس توقيع أقصى عقوبة حتى يكونوا عظة وعبرة لغيرهم.
}المحقق يكشف تفاصيل اكتشافه للجريمة
كشفت الشرطة أمس (الأحد)، أمام القاضي “الطيّب سعد الناظر”، تفاصيل قضية المتهمين بقتل اثنين من عمال المطار تحت التعذيب لعدم توصيلهما شحنة ذهب كان المتهمون ينوون تهريبها عبر مطار الخرطوم. وقال الملازم شرطة “عبد الرحمن علي” قسم شرطة سوبا، إنه بتاريخ ٢٢/١٢/٢٠١٧ تلقى مكالمة هاتفية أثناء وجوده بقسم شرطة سوبا يفيد فيه المتصل بوجود شخص متوفى في مزرعة بالفادنية، وتحرك مع قوة مكونة من أربعة أفراد إلى مكان الحادث، ووجدوا المتهم الأول في باب المزرعة، وشاهدوا جثتين ملقيتان في سريري حديد منسوجين بحبال، وكان وضع الجثتين معكوستين، ولاحظ وجود آثار ضرب بالسوط على ظهر أحد المجني عليهما، والثاني عليه آثار (قيد بالحبال)، بالإضافة لحروق نار في اليدين، استفسر المتحري من المتهم الأول عن الشيء الحاصل، وأفاد بأنه من قام بضرب المجني عليهما لوحده وما كان قاصداً قتلهما، موضحاً أن المجني عليهما عاملان في مطار الخرطوم، وتعاملا معه في تهريب ذهب عبر المطار، وفي هذه المرة استلما منه الذهب (ولم يقوما بتوصيله خارج السودان)، وأضاف أنه قام بتعذيبهما ولم يقصد قتلهما، ومن ثم أخطر الملازم رئيس القسم بما حدث، وأمره بالتحفظ على المتهم وتحويله إلى قسم شرطة محلية سوبا، وأشار المتحري إلى أنه استخرج أمر تشريح وتحويل الجثتين للمشرحة، موضحاً أنه قد تلقى المكالمة من أحد زملائه الذي استفسره عما يحدث بمنطقة الفادنية، بسبب مشاهدته مجموعة من العسيلات متحركة في اتجاه الفادنية، ومن خلال المناقشة، ذكر المتحري أنه وجد شباكاً عليه حبال، ولم يجد آثار دماء بمسرح الحادث، مشيراً إلى أنه سلم ملف البلاغ لزميله لمواصلة إجراءات التحقيق، وحددت المحكمة جلسة أخرى لسماع أقوال المتحري الثاني.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية