حوارات

القيادي بالمؤتمر الشعبي الأستاذ “كمال عمر” في حوار مع (المجهر) (2- 2)

الكذاب وصلناه الباب ولكنه طفر بالحيطة وجرى.. وما زلنا وراءه!

أنا (ما كايس وظيفة) وبالكاريزما التي أملكها أنا أكبر من وزير!

حةار – سوسن يس
# أستاذ “كمال”.. التصور الذي كان في الأذهان لمرحلة نتائج الحوار الوطني ليس هو الماثل الآن؟
– نعم.
# لذلك الكثيرون يتساءلون عن سبب استمرار مشاركة أحزاب الحوار الوطني بما فيها حزبكم في حكومة الحوار في ظل نتائج مختلفة عن تلك التي بشرتم بها.. ما تعليقك على استمرار حزبكم المؤتمر الشعبي في المشاركة رغم ذلك؟
– طبعاً المؤتمر الشعبي ممثلاً في القيادة كان قد أصدر قرار المشاركة إبان تجربة “إبراهيم السنوسي” في الأمانة العامة، بشرط أن تودع التعديلات الدستورية منضدة البرلمان. والتعديلات الدستورية أودعت منضدة البرلمان، لكن ما حدث بعد ذلك أن المؤتمر الشعبي لم يقم بتقييم الإيداع. فكان يفترض بعد أن أخل المؤتمر الوطني بالتزامه بإنفاذ الحريات كان يفترض أن يقيّم المؤتمر الشعبي المشاركة وأن يتخذ قراراً بخصوص المشاركة ولكنه لم يقم بذلك حتى الآن.
# هل تعدّ ذلك تقصيراً من قيادة الحزب بدأ منذ قيادة “إبراهيم السنوسي” للمؤتمر الشعبي؟
– التقصير أنا لا أحمّله لشخص. لو كان هناك تقصير فهو يكون تقصيراً جماعياً. ولكن أنا أقول المؤتمر الشعبي أحسن النية وافترض حسن النية في المؤتمر الوطني. ورغم الإضعاف المتعمّد الذي حدث لورقة الحريات، هي لم تدخل في القوانين، فقانون الإجراءات جاء بدون ورقة الحريات، وقانون الصحافة جاء بدون ورقة الحريات، وقانون الانتخابات جاء بدون ورقة الحريات. لم يتبق شيء للحريات، لذلك في تقديري رغم جهادنا في مخرجات الحوار ورغم جهادنا في ملف السلام لكن المؤتمر الوطني بهذا الشكل يتحمّل مسؤولية ضياع مخرجات الحوار.
# في بدايات فترة انخراطكم في الحوار وتبشيرك بالحوار الوطني كنت تقول للذين ينتقدون دخولكم في اتفاق مع الوطني ويقولون إن الوطني سيخل بالاتفاق : (الكذاب وصلوه الباب).. فهل وصلتم الباب؟ أم ما زال هناك الكثير على الوصول إليه؟
– والله (الكذاب وصلوه الباب) هذا مثل سوداني عظيم، مثل سوداني حي.. (الكذاب دا نحن مش وصلناه الباب.. الكذاب الآن جرى طفر بالحيطة! ما طلع بالباب طفر بالحيطة ومشى! ونحن وراه ننصحه.. يا الكذاب تعال، تعال أفتح الباب وأنجز الحاجات!).
# في تقديرك لو كان شيخ حسن موجودا هل نتائج الحوار كانت ستكون هي الحالية الماثلة الآن؟
– طبعاً، قطعاً لا.. شيخ “حسن”- رحمة الله عليه- لو كان موجوداً المعادلة السياسية كانت ستكون مختلفة. لأن شيخ “حسن” يتمتع بالحزم في كل شيء في حياته والمؤتمر الوطني طبعاً يهاب شيخ “حسن”.. دكتور “علي” لا يقل.. لكن دكتور “علي” (عنده إستراتيجية وهو زول ماهل) أعطى المؤتمر الوطني فرصاً كثيرة لا يستحقها لكن هذه تقديرات دكتور “علي”.
ودكتور “علي” يرى الأزمة وطبعاً شيخ “حسن” عندما رحل لم تكن الأزمة قد بلغت هذا المستوى! رغم أن دخولنا للحوار تم في إطار أزمة لكن الآن عندنا أزمة في الشرق وأزمة في الغرب وأزمة في الشمال، سكاكين يا “سوسن” تسل الآن شرقاً وغرباً وشمالاً، وهذا السودان إذا انهار لن يتبقى منه شيء. وهذه السكاكين التي تُستل المؤتمر الوطني لا يراها.. (ما شايفها.. غبيان بسكرة السلطة).. ونحن نحاول أن ننبهه ونوعيه.
# أستاذ “كمال” لو كان قرار حزب المؤتمر الشعبي بيدك هل كنت ستخرج من المشاركة؟
_ لو كان قرار الحزب في يدي لخرجت من الحوار قبل عام.
# هناك اتهامات لـ”كمال عمر” بأن سبب غضبته يعود لأسباب شخصية وليس لعدم تنفيذ مخرجات الحوار.. يقال إنك كنت تطمع في وزارة وإن هناك اتفاقاً ووعداً كنت قد تلقيته من البعض داخل الوطني بإسناد إحدى الوزارات إليك وعندما أخل الوطني باتفاقه معك غضبت وانقلب موقفك؟
– هذا الكلام ما سليم (مافي اتفاق ولا اتفقت مع زول والحزب هو البتفق ما أنا).. وحزب المؤتمر الشعبي قدّر بأن “كمال عمر” يدخل البرلمان عضواً وأنا قبلت تقديرات الحزب وقلت لـ”علي الحاج” (أنا جندي في الحركة الإسلامية وفي المؤتمر الشعبي). أنا ما كايس وظائف يا “سوسن”! الناقصني شنو؟! كان لديّ اعتراض على مشاركة الحزب نفسها فكيف تكون لي رغبة في وزارة؟! الحزب نفسه أنا اعترضت على مشاركته فكيف أكون راغباً في وزارة؟!
(أنا بالكاريزما السياسية حقتي أكبر من وزير.. والله عيب أتكلم عن نفسي لكن أنا بالكاريزما السياسية حقتي أكبر من وزير في حكومة تحولت من حكومة برنامج لفكرة، لحكومة محاصصة!)، والوضع الآن أسوأ من ما كان عليه قبل الحوار. الشعب السوداني الآن يقول (يا ريت الحوار دا ما كان).. قبل الحوار الظروف الاقتصادية كانت أفضل والحريات كانت أفضل والآن بعد الحوار زاد السوء اقتصادياً ومعاشياً وزاد السوء في الحريات رغم نضالنا ورغم كلامنا، لكن واضح أن المؤتمر الوطني اتخذ الحوار ذريعة ليستمر في حكمه.. هذه شرعية زائفة!
# هل أنت نادم على حماسك وتبشيرك للسلام الذي بذلته في بدايات انطلاق الحوار الوطني؟
_ والله يا “سوسن” الأنبياء والرسل والصالحون، هكذا علمنا شيخ “حسن”- الأنبياء والرسل (لم يأتوا للناس الكويسين). فواقعنا السياسي اليوم يحتاج لحوار أنا مقتنع بذلك منذ البداية فدعوتي كانت دعوة خير وكانت لصالح الشعب السوداني وكانت لحماية الاستقرار في السودان. فكون هذا الحوار فشل هذه ليست مسؤوليتي ولا مسؤولية المؤتمر الشعبي، هذه مسؤولية المؤتمر الوطني، قلنا له البرلمان يكون مناصفة، قال لا. البرلمان الـ(مانديت) والمهمة الأساسية فيه ستكون هي تنفيذ مخرجات الحوار، وهذا لم يحدث! البرلمان الآن يحتفظ بأغلبية المؤتمر الوطني ويصوت بأغلبية المؤتمر الوطني. ومجلس الوزراء المهمة الأساسية له هي تنفيذ مخرجات الحوار، ولكن الآن مجلس الوزراء ينفذ مخرجات المؤتمر الوطني وليس الحوار الوطني. والقصة كلها انقلبت من مشروع سياسي لصالح الشعب السوداني إلى مشروع سياسي للمؤتمر الوطني.
الشعب السوداني يبحث الآن عن لقمة العيش.. الآن الناس في صفوف البنزين، في صفوف العيش وتلاميذنا في المدارس (ما قادرين يأكلوا ما قادرين ينالوا وجبة الفطور) فهل هذه حكومة؟؟! السودان الآن في نفق الانهيار.
# هناك من يرى أن الحوار الوطني كان خدعة المؤتمر الوطني قصد بها تحميل أحزاب الحوار أخطاءه وإخفاقاته وفشله؟
– هذا القول صحيح.. المؤتمر الوطني أراد أن يحرق الأحزاب بتحميلها المسؤولية. وهذا لن يتحقق لأن الشعب السوداني يعلم أننا دخلنا هذا الحوار لننقذ ما يمكن إنقاذه.. والمؤتمر دس المحافير! وكما يقول المثل (جوا يعاونوه في قبر أبوه دسَّ المحافير).
وأنا أهمس في رسالة أخيرة: (هذا الحوار نجمت عنه مخرجات في غاية الأهمية، والرئيس التزم بتنفيذ مخرجات الحوار، فقط تنفيذ المخرجات سينقل السودان من دائرة الأزمة إلى مرحلة فيها الخير لكل أهل السودان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية