ربع مقال

“حمدي بدر الدين”.. رحمك الله فارس الميدان

د. خالد حسن لقمان

كان هذا الرجل من أفضل الإعلاميين والمذيعين السودانيين، على مر تاريخ الإعلام السوداني، صوتاً وأداءً وثقافة وذكاءً، كما كان من أبرز الإعلاميين العرب الذين طوروا المادة التلفزيونية من خلال شكلها وموضوعها بابتكاره لأول وأفضل برنامج مسابقات مر على الشاشات العربية وهو الذي حمل اسمه على مسماه (فرسان في الميدان)، هذا البرنامج الذي كانت مادته مليئة بالمعرفة والثقافة والفكر والإبداع، وقد وضعت في قالب منوعات خفيف سهل الهضم والتناول للجميع الشيء الذي جعل منه مساحة للتثقيف والتعليم يجتمع عندها كافة الجمهور السوداني مساء كل (سبت)، ليحبس أنفاسه خلال معارك المتبارين في المعلومات المختلفة المشارب والموضوعات، بينما يتحلق أهل الشعر والقوافي ليشهدوا معارك حامية بين متباري القوافي والأشعار، وهي صورة متفردة ونادرة لبرامج المسابقات استبق بها “حمدي بدر الدين” العقليات العربية البرامجية ليودع في المكتبة العربية المرئية أول نسخة من برامج المسابقات العربية في شكلها الحديث رغم أنف الجميع رضوا أم  أبوا، ولم تقتصر تجربة هذا القامة الإعلامية الكبيرة (الذي ارتحل بالأمس عن دنيانا الفانية تاركا تاريخاً وإرثاً وطنياً مشرفاً في مجال الإعلام والإبداع) على برامج المسابقات بل إنه كان الأفضل على الإطلاق في تقديم الأخبار بأشكالها المباشرة وأنماطها المتعددة في شكلها ومضامينها كما حفظت له مكتبة التلفزيون القومي أندر وأجمل الوثائقيات السياسية ولا زال صوته الرائع ينبعث من تلفزيون السودان كلما أطلت ذكرى أعياد الاستقلال وغيرها من الملاحم الوطنية المفصلية.. نعم أيها السادة أن ما قدمه “حمدي بدرالدين” (رحمه الله وأسكنه فسيح جناته) سيظل عالقاً على جدارية الإعلام السوداني طوال تاريخه كما ستظل بصمته واضحة على تجربة الأجيال الإعلامية السودانية المتعاقبة جيلاً بعد جيل.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية