ولد “الدرديري” وزيراً جهيراً أمس .. وتجلى بالإنجليزية والعربية والسواحلية . بالفعل كان عرساً سياسياً عظيماً .. عظمة أهل السودان .. ذلك المهرجان الذي شهدته قاعة الصداقة مساء أمس ، احتفالاً بتوقيع اتفاق سلام جنوب السودان في محوري الترتيبات الأمنية وقسمة السلطة وقضايا الحكم .
لقد ولد الدكتور “الدرديري محمد أحمد” كوزير خارجية جهير .. باهر و(شاطر) .. بالأمس فقط !!
تجلى ” الدرديري ” مساء (الأحد) الخريفي الجميل .. في تقديم الاحتفال المحضور بأهم ثلاثة رؤساء في إقليم (إيغاد) وهم: الرئيس اليوغندي “يوري موسفيني”، والرئيس الكيني “أهورو كنياتا”، والجيبوتي “إسماعيل عمر قيلى” ، تجلى “الدرديري” وهو يستخدم مهاراته اللغوية مقدماً الحفل بالإنجليزية .. وتارةً بالعربية .. ومرتين بالسواحلية ، فالرجل كان قائماً بأعمال سفارتنا في “نيروبي” لسنوات ، ولا شك أنه خبر لغة أهل ساحل أفريقيا الشرقي وأحب ثقافاتهم ومفرداتهم .
المهم أنه كان البارحة وزير خارجية (يملأ العين)، وقد ملأ بالفعل قاعة الصداقة طولاً وعرضاً وارتفاعاً .. فله التحيات والتجلات وفائق الاحترامات ، فقد كنا نخشى عليه من التصاغر والذبول ، بعد أن جاء خلفاً لوزير خارجية فارع .. ملء السمع والبصر .. حد الشوف وسقف الأمل وهو البروفيسور “إبراهيم غندور” .
أنجز “الدرديري” في هذا الاتفاق ما لم ينجزه وزراء خارجية الولايات المتحدة ودول الترويكا الأوربية ، ووزراء خارجية إثيوبيا وكينيا ويوغندا المتعاقبين على المناصب منذ العام (2013).
وأفلح مدير مخابراتنا الفريق أول “صلاح قوش” في ما عجز عن تحقيقه مدير الـ(C.I.A) ومديرو مخابرات دول الإقليم ، ونحن نعلم قيمة ومقدار دولة جنوب السودان في الإستراتيجية الأمريكية .. السياسية والأمنية .
هيأ الجنرال “قوش” الملعب ، وأرسل ضربة البداية بإنجاز اتفاق الترتيبات الأمنية بالتعاون مع قادة وخبراء القوات المسلحة السودانية، تحت إدارة وزير الدفاع الفريق أول “عوض ابن عوف” ، وفتح “قوش” قاعات وفندق الأكاديمية الأمنية العليا بضاحية “سوبا” بالخرطوم ليكون مقراً لمفاوضات سلام الجنوب ، ثم مرر الكرة للوزير النابه والدبلوماسي المحنك “الدرديري محمد أحمد” الذي أبدع في إحراز الأهداف هدفاً تلو آخر لصالح فريق السلام !!
أما الرئيس “البشير” .. فقد كان نجم اليوم و(سيد العرس) .. كان العريس .. وكان الرئيس .. !! وكان مديداً كطول النيل .. وشامخاً شموخ النخيل .. عريقا كبعانخي .. وتهراقا .. وعزيزاً عزة المك النمر .. !!
تحدث الرئيس “البشير” أمس فكان حديث زعيم كبير .. وفارس نبيل .. تكلم فأجاد .. وعد فحقق .. وعاهد فصدق .. في ملف سلام الجنوب .. قال 🙁 أنا لدي مسؤولية أخلاقية تجاه شعبي .. شعب الجنوب ) !!
وكرر : ( نحن شعب واحد في دولتين) .
نعم .. سيدي الرئيس .. نحن شعب واحد في دولتين .. وستعود دولة واحدة بإذن الله ، كما عادت “ألمانيا” الشرقية إلى الغربية في العام (1990) ، بعد (45) عاماً على انقسامهما بُعيد الحرب العالمية الثانية .
ما جرى بالأمس في الخرطوم، يؤكد أننا موعودون بمستقبل مشرق في التكامل السياسي والاقتصادي بين شمال السودان وجنوبه ، لصالح الشعب الواحد في الدولتين .
مبروك لشعب الجنوب .. مبروك لشعب الشمال الذي عاد واحتضن أخوته الذين نزحوا شمالاً في بلدهم .. ولم يلجأوا ، بسبب الحرب اللئيمة .. خلال الخمس سنوات الماضية .
مبروك “للبشير” .. و”الدرديري” .. و”قوش” .. و”سلفاكير” .. و”مشار” .. و”دينق ألور” .. و”لام أكول” .. وبقية فصائل الجنوب .
مبروك لجوبا ، ملكال ، توريت ، نمولي و واو .