نجحت “الخرطوم” وخسر المتحفظون!!
(اليوم) يوقع عدد من فرقاء دولة جنوب السودان بحضور الرئيس “البشير” ونظيره الجنوب سوداني “سلفاكير ميارديت” وعدد من الرؤساء وممثليهم على اتفاقية تقاسم السلطة والحكم بعد جولة مفاوضات شاقة بين الأطراف، تعثروا في بعض البنود وتحفظوا على بعض التفاصيل، لكن بقيت النتيجة النهائية هي اتفاق جميع الفرقاء على إنهاء الحرب ووقف إطلاق النار ومغادرة محطة الحرب إلى غير رجعة بموجب ما سيتم توقيعه من اتفاق (اليوم) بالخرطوم.
مهمة محددة منحتها آلية (إيقاد) للسودان بغية تحقيقها وهي جمع كل الفرقاء سواء في المعارضة المسلحة أو غير المسلحة لاستقصاء آرائهم والتوصل إلى اتفاق بشان تهيئة الأجواء للتفاوض واتفاق بشأن إعادة هيكلة الحكومة وفق اتفاق تقاسم السلطة والذي سيوقعه الطرفان الأساسيان وهما الحكومة وزعيم المعارضة المسلحة د.”رياك مشار”، وفي ظني ليس هناك من بنود أكثر تعقيداً من هذه.
الحكومة أنجزت ما عليها رغم أنها كانت تسعى وحتى آخر لحظة، إلى أن يكون هذا الاتفاق شاملاً يقره الجميع وبلا استثناء، ولكن طبيعة الخلاف التي لا تنتهي وتباين الآراء جعل من الصعوبة على الحكومة أن تحدث توافقاً كبيراً.
أنهت الحكومة السودانية مهمتها باقتدار ولم يعد هناك من تفاصيل إلا خلافات بسيطة تقرر ترحيلها لجولة مفاوضات ثالثة في العاصمة الكينية نيروبي، مهمة الحكومة التي وفقت فيها كانت الأصعب من واقع التعقيدات، ولكن بعون الله وحصافة الوسيط السوداني كانت النتيجة فليس أقل من أن تكون المحصلة وقف العدائيات والاتفاق على إعادة ضخ النفط دون النظر للنتائج المرجوة من الاتفاق، كل ذلك ساهم إيجاباً في إعلان الخرطوم إعادة فتح الحدود، وهذا يعني إعادة الحيوية في عملية التجارة بين البلدين وتعني انتعاشاً في الاقتصاد، أما إعادة ضخ النفط فمؤكد أنها ستعزز من الأوضاع الاقتصادية والتي تمكن من حل مشكلة اللجوء لمعظم الجنوبيين إلى دول الجوار.
أفلحت الوساطة السودانية والتي عملت في تناغم كبير، حيث كانت رئاسة الجمهورية رأس الرمح، والخارجية المتابع الدقيق لسير المفاوضات وتسهيل العقبات، وجهاز الأمن والمخابرات في إعداد العديد من الرؤى وتهيئة أجواء التفاوض ووزارة الدفاع استيعابها لخبرتها في عملية المفاوضات والاستفادة من علاقاتها العسكرية في تجسير الهوة بين السياسيين والعسكريين الجنوبيين.
ستنفض المفاوضات (اليوم)، وقد رسمت آمالاً عراضاً لدى الشعب الجنوبي بمستقبل أجمل يستعيد فيه المواطنون البسمة ويعود الأطفال إلى أحضان أمهاتهم، ويشيع الأمن والاستقرار وبالتالي تتهيأ أجواء الاستثمار ويتحسن الوضع الاقتصادي بفضل ذلك وخطوة إعادة ضخ النفط.. والله المستعان.