شهود اتهام يثيرون الجدل بين هيئتي الاتهام والدفاع أمام محكمة الفساد
الامتحان هو نفس الورقة المطبوعة التي أحضرها المتهم الرئيسي
الخرطوم – المهدي عبد الباري
في جلسة امتد زمنها ثلاث ساعات بمحكمة الفساد بالامتداد جنوب الخرطوم، برئاسة القاضي “الأصم الطاهر الأصم” أمس الخميس، عقدت المحكمة الجلسة الخامسة لمواصلة سماع شهود الاتهام في وقائع حادثة تسريب مادة الكيمياء وسط حشود كثيرة توافدت إلى المحكمة، بينما أثار الشهود الجدل بين هيئتي الاتهام والدفاع حول استبعاد أقوالهم وقبولها، حيث استمعت المحكمة لشهود الاتهام وأرجأت قرار قبول أو رفض الاعتراض من قبل الهيئتين إلى جلسة أخرى، وواصلت في سماع الشهود، وقالت “رؤى صلاح الدين عبد العظيم” البالغة من العمر (18)عاماً، ابنة المتهمة الثالثة مؤكدة عند مثولها أمام محكمة الفساد كشاهدة وقائع اتهام في حادثة تسريب امتحان مادة الكيمياء للعام 2018م، أن مستند اتهام (5) هو ورقة عمل في مادة الكيمياء، مؤكدة أن المستند هو نفس المادة التي أحضرها المتهم الأول الرئيسي في البلاغ قبل الامتحان بيوم عقب صلاة الظهر، وهي حاضرة على ذلك وشاهدة عليه، وأشارت إلى أن الورقة كانت مطبوعة داخل ظرف أخضر اللون كان بحوزته، كما أنها ساعدت أختها الممتحنة لهذا العام في حل وكتابة الورقة التي أحضرها المتهم الرئيسي بعدما طلب منهن كتابتها، كما أن المتهمة الثالثة لم تكن موجودة لحظة الكتابة.
}ورقة في ظرف أخضر
وواصلت قائلة في وصفها شكل الورقة بأنها تتكون من عدد من الصفحات وليست بها (ترويسة)، بينما وزعها لهن وتم حلها من الكتب والمذكرات، كما أن المتهم الرئيسي حضر إليهن بصفته أستاذاً في مادة الكيمياء، ولا تربطهن به أي صلة من قبل، مشيرة إلى أنه حضر في حوالي الساعة العاشرة ليلاً وأخذها منهن، بينما جاء مرة أخرى وأخذ الورقة المكتوبة بخط اليد، وأضافت أنها لا تعلم أن ورقة العمل التي أحضرها هي امتحان الكيمياء الأساسي إلا بعد دخولها حجرة الامتحانات بالمركز، كما أنها تأكدت تماماً منها عندما تم استجوابها في النيابة عقب اعتقال المتهمة الثالثة (والدتها)، ومن ثم عرضت عليها الورقة التي نشرت عبر وسائط التواصل الاجتماعي كما أن الورقة بالرقم (6) في المستند اتهام (5) هي مكتوبة بخط يدها وقامت بنقلها من الامتحان الذي أحضره المتهم الأول، إلا أن المتهمة الثالثة لم تكن موجودة.
}لم يمنعنا من التصوير
وأفادت الشاهدة للمحكمة بأن التصوير تم داخل منزلهم بكرري، بواسطة الطالبة (أ.ب) بعد مغادرة المتهم الأول ولم يمنعهن من التصوير ولكنه قال من الأفضل للطالبات الممتحنات حلها وكتابتها لأنها مفيدة، كما أن المتهمة الثالثة لم تطلب منها أن تقول إن المتهم الأول هو الذي أحضر الامتحان.
}المتهم الرئيسي اتصل عليّ بخصوص الامتحان
ومن جانبها قالت “ريهام أحمد الشيخ” البالغة من العمر (19) عاماً، طالبة، إحدى الممتحنات لهذا العام، إن مستند اتهام (2) هو نفس الامتحان الذي أحضره المتهم الأول بمنزل المتهمة الثالثة بكرري، وهو نفسه امتحان الشهادة السودانية لهذا العام 2018م، مضيفة أنها تعرفت غليه في مكتب التعليم بمحلية كرري، وأكدت أنه اتصل عليها وطلب منها الحضور إلى منزل المتهمة (3) بخصوص المشاركة مع بناتها والاستفادة من الورقة المطبوعة التي أحضرها لهن لأنها ممتحنة في نفس المادة الكيمياء، وكان ذلك قبل امتحان الكيمياء بيوم واحد عند الساعة الثالثة عصراً، وأفادت بأن الاختلاف بين أوراق العمل والامتحان في ترتيب الأسئلة، وعند استجوابها من قبل المحكمة أشارت إلى أنها عند حضورها إلى منزل المتهمة الثالثة، كان الأول يحمل الورقة موضوع الاتهام في يده.
}طلب وتوزيع
وتابعت قائلة إنه قام بتوزيعها عليهن لكتابتها وحلها، بينما أخذها منهن عندما جاء مرة أخرى حوالي الساعة العاشرة مساءً، وإنها غادرت المنزل معه.
}شكوك وتأكيد حول الامتحان
واستطردت أنها تأكدت شكوكها أثناء الجلسة حول أن الورقة هي نفس الامتحان المقرر عندما واجهتها صعوبة في حل الامتحان الأساسي ، وهي التي أشكلت عليها في حل ورقة العمل التي أحضرها المتهم الأول، موضحة أن “التربيزة” الظاهرة في التصوير هي التي تمت الكتابة عليها داخل المنزل.
ومن ناحيتها أضافت الطالبة “ريماز صلاح الدين” (22) عاماً، أن مستند اتهام (2) هو عبارة عن ورقة عمل في مادة الكيمياء جاء بها المتهم الأول قبل انعقاد جلسة امتحان الكيمياء بيوم، كما أن المتهمة الثالثة (والدتها)، تعرفت عليه من خلال المتهمة الرابعة وهي التي أعطت رقم هاتفه لوالدتها (المتهمة الثالثة) التي لم ترَ الورقة عندما حضر المتهم (1)، كما أنه عادة أساتذة حصص التركيز للامتحانات لا يأخذون الأوراق التي أعدوها من الطلاب نهائياً، إلا أن المتهم الأول قام بأخذها وطلب منهن كتابتها، كما أنه حضر وأخذها معه وجاء للمرة الثانية وأخذ الأوراق التي كتبت بخط اليد في نفس يوم الامتحان بعد انتهاء زمنه. وعلى ذات السياق سردت الطالبة بالمرحلة الثانوية “آسيا صلاح الدين” والتي جلست لامتحانات الشهادة السودانية هذا العام، أقوالها مؤكدة أن الامتحان الذي أحضره لهن المتهم الأول باعتباره ورقة عمل في مادة الكيمياء قبل يوم من الامتحان، والتي قامت بحلها كاملة بمنزلهم، بينما قامت بكتابة الورقة الأخيرة بخط يدها من مستند اتهام (2)، وهي نفسها التي وردت بكاملها في الامتحان الأساسي، وواصلت المحكمة استماعها إلى الشاهد “طارق أحمد محمد” والذي أفاد بأن مستند اتهام (10) هو عبارة عن إجراءات طابور استعراض في يومية التحري تعرف من خلاله على المتهم الأول في البلاغ عندما كان موجوداً بمنزل المتهمة الثالثة، وكان المتهم (1) قد حضر إلى المنزل وتم التعارف بينهما وقال له إنه أستاذ مادة الكيمياء جاء بخصوص إحضار ورقة عمل للبنات الممتحنات، ولا توجد بينهما أي علاقة سابقة.
}اعتراضات وردود ساخنة على أقوال الشهود
وفي ذات الجلسة اعترض ممثل هيئة الدفاع عن المتهم الأول، على أقوال كل شاهد من الشهود، وقال معترضاً إن الشاهدة الأولى من المفترض أن تكون متهمة في البلاغ، طالباً من المحكمة استبعاد شهادتها بنص المادة (24) من قانون الإثبات، لأنها أقرت بكتابتها للامتحان المسرب ونقله او أن تكون شهادتها شاهد ملك، ملتمساً عدم ترتيب أي بينة على أقوالها، بينما تقدم ممثل هيئة الاتهام وكيل النائب العام “ياسر أحمد محمد” وقال إن الشاهدة عاقلة ولا تعتريها أي تهمة أو ولاء أو عداء، أما إقرارها فهذا يؤكد أن المتهم الأول لم يخبرهن بأن الامتحان هو نفسه الامتحان الأساسي، الأمر الذي جعلهن يقمن بكتابته وحله ولم أجد مستنداً على عدم ترتيب البنات على أقوالهن.
ومن ناحية ثانية اعترض ممثل الدفاع مرة أخرى على أن بقية الشهود تضاربت أقوالهم مع يومية التحري، طالباً استبعاد أقوالهم، مستنداً على الاعتراض السابق، بينما رد عليه ممثل الاتهام بنفس الرد السابق الذكر.
}تحديد جلسة لاستجواب المتهمين وتوجيه التهمة
بعد أن تقدم ممثل الاتهام وكيل النائب العام “ياسر أحمد محمد” بطلب إغلاق قضية الاتهام والاستمرار في قضية الدفاع، عليه حددت المحكمة جلستين في (7و9) من الشهر الجاري، لاستجواب المتهمين وتوجيه الاتهام، ويذكر أنه مثل الاتهام بالتضامن كل من وكيل النائب العام “ياسر أحمد” ووكيل أعلى نيابة أمن الدولة ومفوض وزارة التربة والتعليم.