رأي

الناس والمدينة والمطرة!!

التجانى حاج موسى

الناس في هذه المدينة
قصتهم حزينة
تشرق شمسهم كل يومٍ
لا تعرف السكينة ..
الناس في الطريق،
أنفاسهم حريق ..
يلهثون طول يومهم
من أجل (قفة الملاح)
ويرجعون في المساء
منهكين متعبين..
ويشرق الصباح
تتشابه الساعات عندهم
وبعضهم..
قد أدمن الاستسلام والهزيمة
طموحهم مسكنُ.. وملبس
ومشرب.. ولقمة.. من الطعام..
والحب والسلام،
في شرعهم حرام..
يتزاوجون.. يتناسلون
كما السوام
مجردون من نعمة العقل
والبصيرة..
لا يعلمون أنهم لم يخلقوا عبثاً
بل يعلمون لكنهم لا يأبهون..
منذ صرخة الميلاد..
إلى يوم يلحدون..
يا ويحهم حين يبعثون !!
عندها يتحسرون..
بأنهم قد ضيعوا أعمارهم سدى
وحكمة الله في خلقه
على امتداد الدهر والمدى.. يعلمون أن
أعمارهم قصيرة
مهما طالت المسيرة
لكنهم يا ويحهم
قد آثروا الحروب والشقاء
ودم الإنسان كل يوم
لأتفه الأسباب هكذا يراق
على قارعة الطريق
ويشعل الحريق
تتساقط الأشجار
وتذبل الحقول والأزهار
المشهد الحزين
تنقله الأخبار
كل يوم
وتشخص الأبصار
بالليل والنهار
وتعتري وجوههم
مسحة الكآبة
ويهرعون إلى المنازل الحزينة..
الناس في هذه المدينة..
هكذا هي المدن الكبيرة.. والكلام أعلاه أظنه ينطبق على الخرطوم التي لا أعرف عدد سكانها. . لكن قطعاً قد بلغوا الملايين.. الناس تتزايد هجرتهم للخرطوم من الأرياف والمدن الصغيرة والقرى.. والحكم الاتحادي فشل فشلاً ذريعاً في إنشاء حكومات الولايات، اللهم إلا عدداً محدوداً من الولايات يمكن أن نقول إنها حكومة ولائية.. وكتبنا عن أسباب الهجرة من الأرياف للمركز الذي عجز عن الوفاء بمد يد العون للولايات لتدور عجلة العمل وتستأثر كل ولاية بخيراتها.. وزاد الطين بله تلك الحروب التي دارت رحاها سنيناً جعلت الآلاف يهرعون إلى المدن الكبيرة لا سيما الخرطوم والتي لن ينصلح حالها قريباً مهما بلغت من الثراء.. كان الله في عون ولاتها .. ولكن هسه الحرب توقفت.. والحروب تكلف الدولة المال والأنفس.. والمطرة جات والسحاب ينبئ بخريف طيب.. يا ربي ناسنا ناس النيل الأبيض برجعوا يزرعون؟ أهلنا ناس السعية يسعوا البهائم يخلوها ترتع في الوديان؟ وأهلنا في كردفان يطقوا الصمغ؟! وأخوي ملوال بفتح أنبوب البترول؟ والخريف الجاي إن شاء ما يتكرر منظر سقوط المنازل وموت الأرواح.. المهم في رأيي المتواضع.. المركز يخلي بالو من الريف ويسهل أمور السكان هناك موية.. طريق.. مستشفى .. وسلام وتقاوى ونفير عمل سيأتي أكله وده على الله ساهل.. بس .. همة من الذين يديرون شؤون العباد القوي الأمين يقود مسيرة الناس..
أسأل الله أن يجعلها أمطار خير وبركة .. آمين..

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية