شهادتي لله

افتحوا الحدود .. الأسمنت نموذجاً!

{ انخفضت أسعار الأسمنت خلال الأيام القليلة الماضية بنسبة (30%)، عن أسعار شهر (يوليو) المنصرم، والسبب دخول كميات كبيرة من الأسمنت المستورد من جمهورية “مصر” العربية!!
{ من (8000) جنيه هبط سعر الطن إلى (5500) جنيه، ومن (400) جنيه انحدر سعر جوال الأسمنت إلى (280) جنيهاً، هذا قبل أن يتوهّط الأسمنت (المصري) في مخازن سوق “السجانة” بالخرطوم، فما بالك عندما تكتظ به المحال في كل المدن والفرقان؟!
{ ومن نموذج الأسمنت يمكننا التعميم على نماذج أخرى أكثر صلة وارتباطاً بحياة الناس، فالأسمنت – في رأيي- سلعة كمالية.. في الوقت الراهن، فما بناه الشعب السوداني وحكومته من بيوت وقصور وأبراج سوامق لم أر له مثيلاً في الكثير من دول العرب والأفارقة، بينما لم يفلحوا في تحسين وجه مطار الخرطوم العتيق.. مثلاً.
{ وبالمقابل.. فإنني لا أظن أن بناء مطار جديد ضخم جنوب “الفتيحاب” بديلاً لمطار الخرطوم هو أولوية حالياً، في دولة تخوض يومياً معركة توفير النقد الأجنبي للقمح والجاز.. والغاز والدواء!!
{ مطار “برلين” الدولي في عاصمة أغنى دولة أوروبية، لا يتفوق على مطار الخرطوم من حيث المساحة، فهو مطار صغير ومحدود قياساً إلى مطار “دبي” مثلاً، لكنه يتجاوز المساحة بالتقنية الحديثة وسرعة الخدمة والانضباط.
{ ولو كنت وزيراً للنقل في حكومة السودان لاستخدمت (ربع) ميزانية المطار الجديد المخصص في أقصى أطراف أم درمان الجنوبية، في تطوير وتحديث مطار الخرطوم الحالي وبناء صالات جديدة للمغادرة والوصول، وصالة ترانزيت، وصالة لركاب الدرجة الأولى كما هو معمول في كل المطارات الدولية، دون أن يدفعوا لصالات كبار الزوار الخاصة، بالإضافة إلى تشييد مدارج إضافية في الموقع الحالي وتحديث الإضاءة وأنظمة السلامة الجوية، على أن أُخصص (ثلاثة أرباع) التمويل التركي للمطار الجديد لشراء طائرات جديدة للناقل الوطني، الميت سريرياً.. (سودانير)، ونفخ الروح فيه، ليصبح مورداً للدولة كما تفعل الخطوط الإثيوبية والإماراتية، بالتعاقد مع إدارة أجنبية متقدمة عبر شراكة ذكية مع (الخطوط التركية) نفسها.
{ الأولوية في دولتنا الفقيرة اليوم هي توفير غذاء الشعب.. ووقوده.. ودوائه.. بسعر زهيد، وليس بناء مشروعات ضخمة تصبح عبئاً إضافياً لأعباء الدولة الثقيلة وديونها (المتلتلة).
{ ومثلما فتحتم الحدود لاستيراد الأسمنت من مصر، افتحوها لاستيراد الخضروات والفواكه وافتحوها لاستيراد الفول من بريطانيا، فسعر الفول الإنجليزي (ربع) سعر الفول المزروع في السودان، وقد جاع الناس واستبدلوا الفول بالبليلة.. فاتقوا الله فيهم (الفول أهم من الأسمنت)!!
{ يجب أن يتطور المنتج السوداني.. صناعياً كان أم زراعياً وينافس المنتج المستورد في الجودة والسعر، وهذا بالضبط ما حدث في صناعة الدواء محلياً، حيث جودة المنتج عالية والسعر أقل بنسبة (50%)، دون تدخل تعسفي من الدولة لحمايته بحظر الاستيراد، كما حدث بالنسبة للفول والخضر والفواكه، ليشقى الشعب ويجوع مقابل أن يثرى مزارع أو صاحب مصنع، فقط لأنه منتج أو مستثمر سوداني!!
{ افتحوا الحدود لدخول المزيد من السلع الضرورية المستوردة.. شمالاً.. وغرباً.. وافتحوها لصادراتنا.. جنوباً وشرقاً، ليحدث التوازن التجاري.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية