فوق رأي

صفحة شخصية

هناء إبراهيم

قبل كذا سنة والدنيا شتاء فجأة (لمت فيني كحة موت والحمى البلمسوها بالعود ويتاوقوا ليها بالشباك ديك) تكح فتشعر أن هذه آخر نغمة لك في هذا الدنيا الفانية..
على سبيل الاستشارة كان والدي قد سأل ابنة خالي (يقبل بي وين) بصفتها دكتورة حينئذ.. فرشحت له مستشفى خاصاً كانت تعمل به.. أنا في ذلك الوقت (لو فيني حيل كان قلت ليهم لااااااااا.. أساساً نفسياً كدا بكرهو)..
أعطوني حقنة مسكن خافض حرارة، ثم هاك يا فحوصات وأخذوا ينظِّرون أيما تنظير إلى أن وجدوا مرضاً مناسباً (لفحوا من رأسهم ولصقوا فيني).. ما خلوا لي التهاب حايم في علم الأمراض.. وأدوني علاجات وانصرفنا..
بدينا العلاج من هنا وتدهورت حالتي من نفس الـ(هنا)..
تساءل والدي حينها عن أمر هذا العلاج الذي يزيد الأمر سوءاً..
فذهب بي مجدداً باحثاً عن عيادة..
تقريباً في الطريق أنا شبه مت واتكلت.. بقيت شايفاهم هناااااااااك..
ثم بعد جولة بعدة مجمعات طبية.. وجدوا عيادة وسجلنا وقابلنا الدكتور الذي ما أن دخلت بكحتي حتى عرف دائي ودوائي وقال: (والله يا بتي كحتك دي قالت شكوتك كلها).
سمع مني ما استطعت قوله ومن شقيقتي “جوجو” ما شغلتني الكحة عن قوله..
طبعاً كـ(بيشن) فتان وريتو العلاجات أعلاه فانهجم وانصدم..
المهم سألني: إنت بتقري شنو؟ (قربت أقول ليه إنت مرضان؟! بصوت نضال الحاج).
إنَّما الراجل كبير ودكتور، أجبته: هندسة.
قرأ دهشتي أعلاه وأخبرني أنه سيقوم بشرح سبب هذا السؤال بعدين.. ثم قال: أمشي أفحصي الملاريا وتعالي.. وح تلقيها..
مشينا لقينا الملاريا قاعدة جبناها في الورقة وجينا (مع إنو ناس المستشفى إياه فحصوها).
أخبرني فيما بعد أن هذه الحساسية تهيجها الملاريا وأخذ يرسم لي بالورقة والقلم خطة طرد الملاريا، ثم خطة علاج الحساسية المؤقت والجذري وأبعدي عن الهواء المباشر وعن السخانة، وأقعدي ليهم في البيت ضيفة شرف.. خلي تشتغل دي و(أشار إلى جوجو).
ما بعرف ليه ما قال لي سافري غيري جو؟!
ثم أخبرني أن هذه الحساسية تصيب فئة قليلة من البشر، وأنها حساسية محترمة بتجي للناس المميزين الموهوبين فقط.
اتفرجتوا؟!
مميزين إنت دا..
(أنا عيانة مش مفروض أبطل لماضة وأركز في أعراض الموت دي؟!)
أبداً ما بحصل..
قلت ليه: أها يعني إنت عايزني أفرح بيها؟! ما في النهاية مرض..
أقول قولي هذا من باب: هسه دي ما كانت عيانة!
ودايرة أقول ليك: كتبت حكايتي مع هذه الحساسية ومع الدكتور الراحل “أبو القاسم” (ربنا يرحمه).. بالتفصيل الممل في صفحتي الشخصية على (فيسبوك)، وهذا جزء معدل ومختصر جداً اتشاركه معكم..
و……
سلام عليك
لدواعٍ في بالي

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية