مسألة مستعجلة

مأساة طلاب !!

مشهد لا يسر كل من يمر بالشارع العام والآلاف من طلاب وطالبات الثانوي والأساس يتراصون في المحطات وعلى امتداد الشارع ولا أحد من سائقي الحافلات أو (البصات) يعير وقفتهم اهتماماً ويقف ليقلهم ضمن خلق الله الراكبين، والسبب أن هؤلاء (الطلبة) يدفعون نصف القيمة حسب قرار سارٍ منذ سنوات طويلة. قُدر لهؤلاء البسطاء من الطلاب الذين ليست لدى أسرهم سيارات خاصة تقلهم إلى مدارسهم ومن ثم تعيدهم، قدرهم أن يبقوا في الشارع العام حتى الخامسة مساءً ومن ثم يمكن أن يحن سائقو البصات والحافلات لحملهم.. مشهد يتكرر بصورة يومية ولا حياة لمن تقع عليه مسؤولية توفير المواصلات العامة لهم.
كنت أتمنى أن يجوب أي مسؤول في ولاية الخرطوم شوارع العاصمة عند الظهيرة وما بعدها ليرى المأساة و(الكماسرة) يتعاملون مع هؤلاء الطلاب كأنهم أعداء، ويرفضون أن يقفوا ولو لحمل طالب واحد حتى لو كانت المركبة فارغة تماماً ولا تحمل سوى السائق والكمساري.. والسؤال هنا.. من لهؤلاء وكيف لهم أن يتفوقوا وهم يقضون أكثر من ساعتين ليصلوا فصولهم الدراسية وأضعافها ثلاث مرات ليصلوا منازلهم منهكين.. كيف سيستوعبون والخمول و(الفتر) يهد أجسادهم بعد أن أعياهم الوقوف لساعات طوال، وكيف لهم أن يتذكروا واجباتهم؟!
تمنيت لو أن اتحاد الطلاب بولاية الخرطوم على سبيل المثال تبنى أمر هؤلاء الطلبة ضمن برامجه الهادفة، فماذا يفعل الاتحاد إذا لم يكن توفير وسيلة نقل للطلاب من أولوياته؟!
في سابق السنوات رغم أن الظروف كان جيدة ومواتية إلا أنه كانت هناك معالجات عملية لهؤلاء الطلاب من قبل ولاية الخرطوم عبر أذرعها ذات الصلة، فوصل حد الاهتمام بالطلاب لتخصيص بصات ذات لون محدد لنقلهم من وإلى منازلهم، فما الذي يمنع أن تعود هذه البصات مرة أخرى اليوم ويفارق الطلاب هذا الشقاء.. والله المستعان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية