تباينت وبحدة مدهشة وجهات نظر القراء حول ما طرحته هنا الأسبوع الماضي حول أهمية وضرورة قيام قناة فضائية تهتم بمعالجة ودفع العلاقة السودانية – المصرية على نحو يضعها في المستوى الذي يتطلع إليه شعبا البلدين الشقيقين من التعاون والتكامل، باعتبارهما البلدين الأكثر قابلية وجاهزية في المنطقة العربية والأفريقية، لتقديم النموذج المثالي لذلك التعاون والتكامل، إذا ما توفرت معطيات محققة له في مقدمتها الإرادة السياسية لقيادتي البلدين والرغبة الشعبية المشتركة التي لن تتحقق مطلقاً إلا من خلال تهيئة شعبية تستطيع أن تفعل ذلك عبر دفع شعبي مؤمن بأهمية وحتمية هذا التعاون بين البلدين، وهذا بدوره لا يحدث إلا عبر جهد إعلامي كبير وواعٍ يصل بالفكرة لشعبي البلدين، وللأسف فإن شيئاً من هذا لم يتحقق خلال العقود الماضية، مما أدى لتكريس عدم الثقة والحذر، وبالتالي تأرجح علاقات البلدين بحدة وتقلب دائمين أفشل مشروعات الالتقاء الشعبي الهادفة للتقارب الاجتماعي والفكري والإبداعي بين أبناء البلدين، وهو ما يجب الآن السعي لتحقيقه عبر أدوات إعلامية فاعلة يتم بواسطتها تبادل وإنتاج المشترك بين البلدين من البرامج والمواد الإعلامية المختلفة التي تشارك فيها كوادر البلدين، وجهد كهذا يمكن أن تساهم فيه قناة فضائية مهتمة ببناء وترسيخ علاقات البلدين بأكثر من ما يمكن أن تضطلع به أي وسيلة إعلامية أخرى.. هذا إذا ما كانت هنالك بالفعل إرادة سياسية صادقة الآن لتحقيق تطلعات الشعبين الشقيقين ..