عز الكلام

“أبو شنب” في الطريق الصاح

واحد من أهم الأسباب (المودية) البلد دي في ستين داهية، هي حالات التستر التي تشهدها أخطاء تحدث بالجملة في مرافق ومؤسسات وحتى مشاريع مهمة، وقد تعود553نا أن المسؤول الذي يخلف سلفه يتحلى بالصمت أن وجد أن هناك أخطاء أو تجاوزات ظاهرة للعيان، لأنهم غالباً الخلف والسلف، أما من ذات الحزب ويالتالي ينتصرون لحزبيته علاقاتهم الشخصية ويرفضون نشر الغسيل القذر في العراء، أو لأنهم زملاء في حكومة واحدة بسبب حالة (تدوير المناصب) التي هي السمة الغالبة لحكومة المؤتمر الوطني، وبالتالي تسود عصبية زميلي وزميلك، التي بسببها لا يتم الكشف عن أخطاء بالجملة، لو أنه تم اكتشافها في الوقت المناسب، لكفتنا بلاوي متلتلة، لكن الشاهد أما يتم التعامل معها بحذر وخجل في صمت رهيب أو يتم دمدمتها ويظل الحال على ماهو عليه!!
لكن الخطوة الجريئة التي قام بها معتمد الخرطوم، الفريق “أبو شنب”، تجاه إصحاح الوضع الكارثي، كما وصفه الأخ المعتمد في موقف كركر هي خطوة لا يقوم بها إلا مسؤول يخاف الله في مواطنه ويتحمل مسؤولياته بالكامل تجاهه، وخلوني أقول إن المحال التجارية في الموقف التي أنشئت منذ العام ٢٠٠٨ كان قد نوه الفريق “أبو شنب” في أول عهده بالمحلية، وأظن في زيارته الأولى للسوق إن كثيراً من المطاعم، قد قامت على شبكة الصرف الصحي، مما يعتبر مهدداً صحياً لصحة المواطن، إضافة إلى أن الموقف نفسه قد شابته أخطاء هندسية وفنية جعلته يتحول من مرفق خدمي للمواصلات إلى سوق كبير مترهل فيه ما فيه من الأخطاء والنواقص.
وخلوني أقول إن قدر الفريق “أبو شنب” أن يتحمل وزر هذه الجراحة التجميلية الضرورية ويكون في وش المدفع، والبعض صور هذه الإزالات بأنها قطع لأرزاق العباد، وهو أمر لا نقبله ولا نؤيده أن كان لأصحاب هذه المحلات عقود سارية المفعول، مما يجعل المحلية مطالبة بأن تقوم بمسؤولياتها تجاه ملاك هذه العقود الذين لا ذنب لهم، أن وقعوا فريسة للشركة التي انشأت السوق أو المعتمدين الذين تعاقبوا على المحلية، ولم يغيروا هذا الحال المائل وسكتوا عن إزالة هذه المخالفات الواضحة التي استمرت لعشر سنوات هي عمر هذا السوق، الذي ينطق عشوائية وجعل المنطقة عبارة عن بؤرة ملتهبة لا يستطيع شخص أن يقطعها راجلاً من غير أن يشق زحاماً رهيباً وفوضى لا تخطئها عين.
لذلك أقول إن ما قام به المعتمد هو إجراء صحيح وموفق مائة بالمائة بعيداً عن استدرار العواطف ودق الطار بأنه قطعوا أرزاق الناس التي هي ليست مبرراً للفوضى وقطع الطريق وكل واحد خاتي فرشته في نص الظلط على عينك يا محلية، وبعد نطالب بأن تكون لدينا عاصمة حضارية لا يمكن أن نحلم بها طالما أن وسطها تتحكر فيه مثل هذه العشوائيات القبيحة خصوصا وأنه عندنا نوع كده من البشر يدمن الفوضى ويحب يعيش في دولة اللاقانون واللانظام، ويجعلها إمبراطورية بفرض الأمر الواقع كما حدث في موقف كركر الذي تحول إلى موقف (كركبة) مظهراً وجوهراً.
فيا أخي المعتمد امض في طريق الإصلاح والتصحيح، والجميع يعلم نواياك الصادقة تجاه ما تقوم به من أعمال وأفعال ووطنيتك لا مزايدة عليها وصدقك لا يختلف عليه اثنان ونظافة يدك لا يجرؤ على التشكيك فيها أحد، ولازال أمامك الكثير للقيام به وأنت قدرها وقدود.
كلمة عزيزة
هزني جدا جدا حديث خطيب المسجد الكبير بسوق أم درمان بروفيسور “إبراهيم الكاروري”، عن (القطط السمان) حيث قال إنه كثر الحديث عن القطط السمان الذين وصفهم بالمساكين لأنهم يأكلون أموال الناس بالمليارات ثم يتركونه خلفهم بعد الموت، وتنتظرهم المساءلة والمحاسبة من رب العباد، هزني حديث بروف “كاروري” لأنني في الفترة الأخيرة أصبحت من المداومين على زيارة المقابر، ولي عزيز غالي من سكانها، كلما زرته أدركت أن للموت مهابة وعظمة وعبرة، ليت هؤلاء أدركوا أنهم سيتركون كل هذا النعيم الزائل، وكل ما يحملونه فقط كفن دمورية تمنه (٢٠٠) جنيه.
كلمة أعز
بيان “محمد الجزولي” الذي استعرضه بطريقة أفلام الآكشن من على منبر أحد المساجد، في ما قال إنه حرص على توزيعه للصحف، وتم أيضاً تداوله على نطاق واسع في الواتساب كمقطع فيديو، أن أحد أقرباء الرئيس قد هدده بالويل والثبور وعظائم الأمور، يبقى مجرد حديث للشو واستعراض البطولات ما لم يفصح “الجزولي” عن صاحب التهديد ودرجة قرابته بالرئيس، حتى لا يصبح حديث “الجزولي” المترهل بداية لثقافة إشاعات وبطولات لا ندري صحتها من عدمها.. وعليكم الله نحن ما ناقصين.

 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية