تقارير

مساعد الرئيس “فيصل حسن إبراهيم”.. زيارة فوق العادة إلى ولاية “كسلا

دفع برسائل من "ود شريفي" إلى إريتريا بأن السودان مع حسن الجوار

أهالي “ود شريفي” يعلنون دعمهم لإعادة ترشيح “البشير” والوالي “جماع”
“فيصل” افتتح مشروعات حيوية إنفاذاً للبرنامج الانتخابي وتعهد بالمزيد
كسلا – نجل الدين آدم
ما بين الفرح والحزن اختلطت مشاعر أهالي كسلا الأسبوع الماضي، وهم يستقبلون مشروعات خدمية جديدة، والسيول والأمطار تخطف بعض الأرواح البريئة وتحول أحياء بالمدينة إلى حطام، هكذا ملمح زيارة مساعد رئيس الجمهورية، نائب رئيس المؤتمر الوطني دكتور “فيصل حسن إبراهيم” إلى ولاية كسلا، والتي حققت العديد من الأهداف رغم قصر المدة التي لم تتجاوز الـ(48) ساعة كانت كفيلة أن يفتتح فيها المساعد حزمة من المشروعات الحيوية نزلت برداً وسلاماً على المواطنين، ويزور محلية ريفي كسلا وتحديداً منطقة ود شريفي، حيث تشرق شمس السودان من هناك على بعد أمتار من الحدود مع دولة إريتريا، ويرسل منها رسائل سياسية صريحة للجارة إريتريا، وكذلك يتجاوز جدول الزيارة ويقف على أوضاع المتأثرين بالسيول التي حملها خور (الآميراي) شرق مدينة كسلا، حيث تضرر أهالي حلة موسى والإنقاذ غرب والختمية الجديدة ومُكرام وكادوقلي وغيرها من الأحياء، وكذلك يقف على هدير نهر القاش الذي استقبله والوفد المرافق له، الدكتور “مكاوي محمد عوض” وزير الطرق والجسور، الأستاذة “مشاعر الدولب” وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي، الدكتور “إبراهيم الصديق” رئيس قطاع الإعلام بالمؤتمر الوطني، والأستاذ “محمد الفاتح” أمين دائرة الصحافة.
رسائل عديدة دفع بها مساعد الرئيس في كسلا، وأخرى استطاع أن يلتقطها لتكون هادية له في المرحلة المقبلة.
}مشروعات حيوية
ابتدر مساعد رئيس الجمهورية، الدكتور “فيصل” الزيارة وبصحبة والي الولاية الأستاذ “آدم جماع آدم” بافتتاح عدد من المشروعات التنموية والخدمية بمحليتي كسلا وريفي كسلا، فكان طريق قرية (الشكرية – فاتو) بمحلية ريفي كسلا، المنفذ عبر الشركة الثلاثية للإنشاءات بطول واحد كيلو و(525) متراً ضمن مشروعات الطرق بالولاية خلال العام الحالي، وتأتي أهميته في ربط المنطقة بالطريق القاري كسلا – إريتريا من الناحية الجنوبية للولاية، كما يسهم بشكل كبير في تسهيل حركة المواطنين وتخفيف معاناتهم خلال فصل الخريف، وقد كانت هذه واحدة من البرامج الانتخابية.
}مجمع دار الخير التنموي التربوي
وشمل الافتتاح كذلك مجمع دار الخير التنموي التربوي المنفذ عبر الحكومة الكويتية، والذي يستهدف شريحة الأيتام بنسبة (60%)، ويتكون من (12) وحدة تعليمية، إلى جانب مطلوبات السكن الداخلي للطلاب، وجاءت فكرة قيام المجمع بهدف استهداف شريحة الأيتام في العملية التعليمية من مرحلة الأساس حتى الشهادة السودانية، مع توفير كافة وسائل ومطلوبات سبل الراحة للتلاميذ.
وفى الجانب الصحي تم افتتاح الجناح الخاص بمركز القلب بمستشفى كسلا التعليمي كأول مركز بالولاية، وقد تم تجهيزه بأحدث المعدات والأجهزة الطبية المتطورة، ويجئ افتتاح المركز ضمن اهتمامات حكومة الولاية بترقية وتطوير القطاع الصحي وإيجاد التخصصات النادرة لتوطين العلاج داخل الولاية، بجانب افتتاح مركز الدكتور “تركاي” للأورام، ليكون النواة الأولى لقيام المستشفى المتكامل للأورام بولاية كسلا، فضلاً عن افتتاح الجناح الخاص للنساء والتوليد بمستشفى كسلا السعودي في إطار التوسعة التي تشمل مختلف الأقسام بالمستشفى.
كما افتتح مساعد الرئيس الموقف الجديد بمحلية كسلا ضمن جهود المحلية لترقية بيئة الأسواق، باعتبار أن محلية كسلا تمثل واجهة الولاية وحاضرتها، فضلاً عن افتتاح طريق “عمر الحاج موسى”.

}القاش يستقبل الضيوف
ومن صدف الزيارة أن نهر القاش المتمرد الذي يتوسط المدينة، شهد خلال الأيام الفائتة جفافاً واضحاً، والأمطار قد غابت عن المدينة وخشي أهالي كسلا من فشل الموسم الزراعي، ولكن كان للأمطار عند مقدم وفد المركز حديث وللقاش هدير جرف الخير ولكنه هدد بعض الأحياء، ففي الجانب الآخر حط السيل من علٍ، حيث المرتفعات الإريترية، فكانت الخسائر فادحة والموت حاضراً وسط الأطفال والكبار في مشاهد مأساوية حولت الأحياء إلى أكوام من الطين والحطب.
ففي اليوم الأول، لقيت سيدة وابنتها مصرعهما في تهدم منزل بحلة موسى التابعة لمحلية كسلا، إثر سيول عاتية تسببت في انهيار المئات من المنازل انهياراً كلياً، فيما هرعت حكومة الولاية إلى المناطق المتضررة بمشاركة المنظمات، وارتفع عدد الضحايا في اليوم الثاني إلى وفاة (5) حسبما روى الأهالي عند زيارتنا لهم بأحياء شرق كسلا.
}مُكرام كانت الأكثر تضرراً
وخلال زيارتنا تبين لنا أن حي مُكرام كان الأكثر ضرراً عن سواه، والأهالي يشهدون مأساة حقيقية بعد أن سقطت منازلهم فجراً، حيث لم تفلح الإنذارات التي أطلقها البعض من أفراد القوات المسلحة المرابطين على الحدود.
عدد من منظمات المجتمع المدني والمنظمات الدولية هرعت لإنقاذ المتضررين وإغاثتهم وقد كانت وزارة الصحة أول الجهات التي سارعت بنصب خيام لمتابعة الأوضاع الصحية وللمحافظة على الأوضاع البيئية، بينما شكل الدفاع المدني حضوراً في الأحياء، ورصدت (المجهر) عدداً من التناكر التابعة للقوات المسلحة وهي تقوم بتوفير مياه الشرب للمواطنين.
}زيارة فوق العادة ورسائل سياسية
وقبل أن تغيب الشمس كان مواطنو ود شريفي التابعة لمحلية ريفي كسلا، والواقعة على الحدود مع إريتريا، في انتظار مقدم مساعد الرئيس وحكومة الولاية بقيادة الوالي “آدم جماع”، تراص المواطنون منذ الباكر وقد حالت ظروف الخريف دون الوصول إليهم في الوقت المحدد، تراصت اللواري في مشهد جميل وهم يتحلقون حول الموقع الذي أعد للاحتفال وجمالهم وجيادهم تزين الساحة، هتافات عالية وزغاريد استقبل بها المواطنون موكب المساعد ومرافقيه ووالي الولاية وأعضاء حكومته.
}رسائل أهالي “ود شريفي”
ناظر البني عامر وزعيمهم بالمنطقة نقل لمساعد رئيس الجمهورية رسائل الأهالي ومطالبهم، وهم يطالبون بتشييد طريق ود شريفي الرابط مع مدينة كسلا، الناظر نقل للوفد الزائر أنهم على قلب رجل واحد يسدون الثغور، وأنهم راغبون وداعمون لترشيح الرئيس “البشير” لدورة جديدة في 2020، ووالي الولاية “آدم جماع” لما لمسوه منه من صدق ووفاء وتقدير لأهالي المنطقة.
}الوالي “جماع” يحيي
والي ولاية كسلا “آدم جماع” حيا أهالي ود شريفي وأثنى على وقفتهم الصلبة صدا للعدوان، ونقل للمساعد أن إعادة ترشيح الرئيس “البشير” لدورة جديدة سيكون من هذه المنطقة، بشر الأهالي بأن مشروعات التنمية والإعمار لن تتوقف وأن حكومته ستكون على العهد، تقدم الخدمة للمواطن.
}رسائل “فيصل”
مساعد رئيس الجمهورية أبدى سعادته البالغة وهو يقف أمام أهالي ود شريفي المتاخمة للحدود مع إريتريا، وشكرهم على حسن الاستقبال ووقفتهم مع حزب المؤتمر الوطني، ونقل لهم تحايا رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير”، وركز على حرص السودان على علاقات حسن الجوار، وأشار إلى زيارته الأخيرة إلى أثيوبيا، قبل أن يشير إلى الدور الذي تضطلع به الحكومة السودانية هذه الأيام في عملية الحوار بين الفرقاء الجنوبيين بالعاصمة الخرطوم، “فيصل” جدد التوجه وقال “نوجه الدعوة لجارتنا إريتريا “بأننا مع حسن الجوار”، وقد زرت أثيوبيا قبل يومين.
أهالي ود شريفي أهدوا مساعد الرئيس جواداً أصيلاً كناية عن الشجاعة والإقدام، وسيفاً ووشحوه بإهداء جميل، وكرموا وزير الطرق ووزير الضمان، وفي مدينة كسلا وبالقرب من منزل الوالي، نصبت إمارة الهدندوة منصة ارتجالية وأقامت احتفالاً عفوياً بمشاركة ناظرهم “محمد الأمين ترك”، وأهدوا مساعد الرئيس ناقة أصيلة وكذلك الوفد المرافق للمساعد، بعد أن تحدث باسمهم الناظر وأعلن مساندتهم القوية لترشيح الرئيس “البشير” لدورة رئاسية جديدة في 2020 والوالي “جماع” لولاية جديدة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية